ما معنى حضارة

معنى الحضارة

يعتقد العلماء أنّ البشرية خلال تطورها الطبيعي مرّت بثلاث مراحل، أولها الوحشية؛ والتي تمثلت بمجموعات من الصيادين البدائيين في العصر الحجري القديم، ثمّ تدريجياً بدأ الإنسان باللجوء إلى الزراعة لتأمين حاجته من الطعام، ووصفت المجتمعات عندها بالبربريّة، أمّا آخر محطة لهذا التطور فكانت الحضارة، وهي التي شكلت نقطة انطلاق للعالم المتحضّر الحالي بكلّ ما فيه من تطور وازدهار،[١] ويمكن تعريف الحضارة بناءً على رؤية ألبرت اشفیستر لها، بأنّها حصيلة التطورات الدينية والمادية التي يشهدها مجتمع ما، نتيجة لتظافر جهود أفراده للتأقلم مع الظروف المعيشية التي يواجهونها، للوصول إلى السمو الروحي والمادي الذي يتطلعون إليه.[٢]

خصائص الحضارة

هناك العديد من الخصائص التي تتميّز بها الحضارة، ومنها ما يأتي:[٣]

  • المراكز الحضرية: لا يقتصر وصف التحضر على ساكني المناطق الحضرية الكبرى فقط، بل يشمل من يتعاملون معهم من صيادي الأسماك، والمزارعين، والتجّار القرويين.
  • وسائل التواصل: لا بدّ للتطور المجتمعي والتنظيمي الحاصل عند نشأة الحضارات أن يتبعه تطور في وسائل التواصل، سواء كانت وسائل محكيّة، أو مكتوبة، أو مجرد رموز، أو حروف منفصلة، وكان للكتابة على وجه التحديد الفضل في حفظ تاريخ الحضارات.
  • الآثار: تُشكّل الآثار البصمة الخاصة التي تُميّز كلّ حضارة عن الأخرى، وكثيراً ما لجأ القادة القدماء لتخليد ذكراهم عن طريق تشييد المباني المميزة بطرزها المعمارية الفريدة، إضافةً إلى المنحوتات والتماثيل الحجرية، التي بقيت شاهدة على الإرث الثقافي للحضارات عبر آلاف السنيين.
  • التخصص الوظيفي: ظهرت التخصصات الوظيفية مع ظهور الحضارات، حيث تمّ تقسيم العمل بين المزارعين، والتجار، والحرفيين، الذين تبادلوا منتجاتهم وخدماتهم لضمان تحقيق الاكتفاء الذاتي لهم.

أسباب اندثار الحضارات

تباينت الآراء حول أسباب زوال الحضارات واندثارها، فرأى أرنولد توينبي (بالإنجليزية: Arnold Toynbee) أنّ انهيار أيّ حضارة ينتج عن أسباب مؤقتة يمكن التحكم بها لتستطيع الحضارة استرداد مجدها من جديد، ووضح أن انهيار الحضارات ليس بفعل قوة طاغية خارجية كما يعتقد البعض، بل عزى ذلك إلى انشقاق المجتمع وفكّ تماسكه عند حدوث الصراعات الداخلية، أو بفعل تلك الحالة من عدم التوافق التي تحدث بين المجتمع والسلطة الحاكمة.[٤]

المراجع

  1. Cristian Violatti (2014-12-4), “Civilization”، www.ancient.eu, Retrieved 2018-9-2. Edited.
  2. خدير آمال ، رحومة سمرة (2015-6-1)، “نظرية التحدي و الاستجابة عند أرلوند توينبي “، صفحة 55، www.bu.univ-ouargla.dz، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-17. بتصرّف.
  3. “Civilization”, www.nationalgeographic.org, Retrieved 2018-9-2. Edited.
  4. خدير آمال ، رحومة سمرة (2015-6-1)، “نظرية التحدي و الاستجابة عند أرلوند توينبي”، صفحات ( 65-68) ، www.bu.univ-ouargla.dz، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-24. بتصرّف.