المظاهر العمرانية والاجتماعية
المظاهر العمرانية والاجتماعية
يشير مصطلح المظاهر العمرانية والاجتماعية إلى الحالة التي وصلت إليها المجتمعات الحديثة من مظاهر الحداثة، كالعمران، والأبنية، وكيف أثر في طبيعة العلاقات بين الناس، فبينما بقيت بعض المجتمعات كالبدوية والقروية محافظة على البساطة في العلاقات الاجتماعية، والبساطة في مظاهر عمرانها، وعاداتها وتقاليدها الاجتماعية شهدت المدينة تغيراً كبيراً في مجالي العمران والعلاقات الاجتماعية، وغالباً ما يتم اتخاذ القرية والمدينة كنموذج مقارنة عند الحديث عن المظاهر العمرانية والاجتماعية.
المظاهر العمرانية والاجتماعية في القرية والمدينة
المظاهر العمرانية والاجتماعية في القرية
تتميز النواحي العمرانية للقرية بالبساطة بعيداً عن تعداد الطوابق في البناء، كما يتميز البناء فيها باستخدام أدوات البناء التقليدية كالطوب، وتتميز المنازل في القرية بوجود مساحات كبيرة تابعة لها، ويعود سبب ذلك لامتلاك معظم أهالي القرى لأراضي زراعية مجاورة، أما الشوارع فتفتقر القرية للطرق المعبدة واهتمام المجالس القروية في تطوير بنيتها التحتية.
بالنسبة للمظاهر الاجتماعية للقرية فهي تتميز ببساطة العلاقات الاجتماعية بين الناس، وانعدام الخصوصية، وإظهار أهلها تمسكاً في العادات والتقاليد حتى البالية منها، كما يعتبر أهل القرية أكثر تماسكاً في السراء والضراء.
المظاهر العمرانية والاجتماعية في المدينة
تتميز المدينة بمنازلها الكبيرة والتنوع في مواد البناء كالحجر الأحمر، والحجر الأبيض، والترف في تصميم الديكورات، وقلة المساحة المحيطة بالمنازل مع المحافظة على مسافة بين المنازل، أما فيما يتعلق بالشوارع فتتميز باهتمام البلديات في تعبيد شوارعها، وتطوير بنيتها التحتية، في حين تتميز الجوانب الاقتصادية للمدينة باعتمادها على التجارة في بناء اقتصادها، فنجد عدداً كبيراً من المصانع والشركات الرائدة فيها.
بالنسبة للقطاع الاجتماعي في المدينة فيعيش السكان في المدينة حالة من التنظيم والتخطيط بعيداً عن البساطة والعفوية، وتتميز العلاقات فيها بالخصوصية الشديدة، وانغلاق الأسرة على نفسها، فالعلاقات الاجتماعية في المدينة لم تبنى على أساس التوقعات إنما على أساس المصالح المشتركة، إضافة إلى أنّ تمسك أهل المدينة بالعادات والتقاليد أقل حدة من أهل القرية.
يعتبر الاقتصاد العامل الأساسي الأول في تطور المظاهر العمرانية والاجتماعية للمجتمعات، فمحافظة القرية على الأسلوب الاقتصادي التقليدي لتحقيق قوت يومها من رعي وزراعة ساهم في محافظتها على الشكل الاجتماعي، والعمراني التقليدي، في حين إدخال المدينة للأساليب الاقتصادية الحديثة، من بناء للشركات، وإقامة للمصانع، ساهم في تحسين أوضاعها الاقتصادية، وجعلها محط أنظار الدولة، ونتج عن ذلك انتقال العديد من العائلات القروية للعيش في المدينة، لأهداف متعددة كالتعلم، أو العمل، أو حتى محاولة للانتقال إلى حياة الحداثة والمدنية.