مظاهر الحضارة

الحضارة

إنّ الحضارة لغةً من أصلها حَضَرَ بمعنى تشييد الأرياف والمدن كما ورد في معجم لسان العرب، أما اصطلاحاً فهي مجموعة من الأنظمة التي تُساعد الإنسان على العيش بهدوء وسكينة، وحالة من التطور والتأقلم مع مستجدات الحياة، والتي تقوم على مجموعة من العوامل التي تساعد على نهضتها وبنائها كالموارد الطبيعية والاقتصادية، وتضم أيضاً مجموعة الأنظمة الاجتماعية التي يعيش فيها الإنسان من العادات والتقاليد المختلفة.

عناصر الحضارة

  • الظروف الاقتصادية.
  • ما تملكه الدولة من موارد طبيعية، مثل: النفط، والحجارة، والمعادن، والمياه، وغيرها الكثير من الثروات الطبيعية.
  • النظام الاجتماعي، والعلاقات الاجتماعية بين أبناء الدولة الواحدة.
  • الحياة السياسية، وأنظمة الحكم السائدة في البلاد، فقد تكون ديكتاتورية أو ديمقراطية وانتخابية، ولذلك دور كبير في نشأة الثقافة.
  • التقدم العلمي والإنجازات الثقافية لأبناء الشعب الواحد.د

مظاهر التقدم الحضاري

  • مستوى التقدم العلمي في البلاد، فكلما تقدم التعليم وقلت نسبة الأمية، وزاد إقبال الناس على التعلم واكتساب الثقافة زاد مستوى الحضارة في البلاد، وعاد ذلك بالتقدم والنجاح عليها في مختلف المجالات العلمية، حيث يصبح في البلاد خريجون في مختلف المجالات يطورون البلاد في الميادين المختلفة.
  • التقدم الاقتصادي؛ فمن أبرز صور الحضارة أن تكون البلاد ذات موارد اقتصادية قادرة على استغلالها وتوظيفها في خدمة المجتمع وتقدمه.
  • توفر فرص عمل لمختلف أعضاء المجتمع، والقضاء على البطالة.
  • التقدم التكنولوجي والصناعي؛ حيث أصبح المجتمع يعتمد على التكنولوجيا في مختلف أمور حياته، مما وفَّر عليه الكثير من الوقت والجهد، كذلك أصبح للمجتمع القدرة على التصنيع والإنتاج المحلي.
  • تحقيق الاكتفاء الذاتي؛ حيث يعتمد المجتمع المتحضر على نفسه في تحقيق جميع متطلبات أفراده، فتكون نسبة الصادرات أكبر بكثير من الواردات.
  • الترابط والتعاون الداخلي بين أبناء المجتمع، فكلما زادت الوحدة الداخلية زادت الفرصة للتقدم والتحضر.

مثال على حضارة ناجحة

من أهم الأمثلة على الحضارات الناجحة منذ القديم الحضارة العربية الإسلامية التي مرت في كثير من المراحل منذ زمن النبي عليه السلام، الذي وجها وطورها بناءً على القواعد الإسلامية، وهي مرت في فترات ضعف وقوة إلا أنّ النبي استطاع أن ينقلها نقلة نوعية، حيث أصبحت في أبهى صورها، وأصبحت كلّ الحضارات المجاورة تقلدها وتحاول الوصول إلى ما وصلت إليه، مروراً بالخلفاء الراشدين الذين اتبعوا طريق النبي عليه السلام، واستمروا في بناب حضارة عربية إسلامية، فعمر بن عبد العزيز ارتقى بالدولة الإسلامية حتى أصبح الطير لا يجوع في بلاد المسلمين.

خرج من الحضارة الإسلامية العربية الكثير من حفظة القرآن الكريم والمفسرين، والعلماء، والمبدعين في مجالات الحياة المختلفة، وهكذا استمرت في العهد الاموي والعباسي، وخيرُ دليل على ذلك الأندلس التي تُعرف حالياً بإسبانيا، فما زالت حتى وقتنا الحالي حافلة ومليئة بآثار التراث العربي الإسلامي، وظلت الحضارة العربية الإسلامية ناهضة ومتطورة إلى أن دخل فيها العنصر الدخيل الذي أضعفها وسبب في انهيارها.