بعض مظاهر الحضارة الإنسانية

الحضارة الإنسانية

تعني الحضارة بمفهومها العام كل ما نجح الإنسان في إنتاجه وتحقيقه مادياً أو عقلياً، نتيجة تفاعله مع البيئة لتحسين ظروف حياته على وجه الأرض، وتعني كلّ ما تميزت به الأمم عن غيرها بعاداتها، وتقاليدها، وأسلوب معيشتها، ولباسها، وتّمسكها بالقيم الدينية والأخلاقية، ومقدرة الإنسان على الإبداع في الفنون والآداب والعلوم، ومنذ العصور القديمة نجح الإنسان في التفاعل مع البيئة التي يعيش بها، وحقّق الكثير من الإنجازات وتعمير الأرض، فنشأت الحضارات الإنسانيّة وتبادلت تراثها الحضاري مع غيرها من الشعوب الأخرى، ومن أبرز الحضارات العظمى التي حقّقت إنجازات عديدة خدمت بها البشرية هي حضارة بلاد الرافدين (بلاد ما بين النهرين) في العراق، والحضارة الفرعونيّة في مصر، وحضارة بلاد فارس، والحضارة الرومانيّة والكثير من الحضارات الأخرى.

بعض مظاهر الحضارة الإنسانية

العصر الحجري القديم

العصر الحجري هو العصر الذي سبق معرفة الإنسان بالزراعة، واعتمد فيه على العيش في الكهوف للهرب من الأمطار والحيوانات المفترسة، ثمّ عاش حياة التنقّل بين السهول، واكتشف النار التي تعتبر عنصراً مهماً في التطوّر الحضاري، كما عرف صنع الأدوات الفخارية، وأدوات الصيد الحادّة من الحجارة؛ ليعتمد بها على صيد البرّ والبحر.

العصر الحجري الحديث

ظهرت الزراعة عندما سكن الإنسان الأراضي الخصبة، وتعتبر من أهمّ مظاهر الحضارة الإنسانية ومن أبرز الحضارات التي اعتمدت على الزراعة هي حضارة الفراعنة أو نهر النيل، وحضارات بلاد الشام، وحضارات العراق، وما ساعد على نجاح الزراعة هو الأراضي الخصبة وتوفر المياه، وما دل على ذلك هو اكتشاف المنجل السومريّ الذي يعود إلى 300 عام قبل الميلاد.

مع الزراعة استأنس الإنسان الحيوانات واهتمّ بتربيتها لإنتاج الحليب ومشتقاته، وفي هذا العصر اعتمد الإنسان على صناعة أدواته من الحجارة الناعمة الخفيفة الوزن، وتميزت حياة الإنسان بالاستقرار وأنشأ مساكن ثابتة، وتكوّنت القرى والمدن التي كانت بداية انطلاق مفهوم القبيلة، ومفهوم الدولة، والوحدة التّاريخية.

فجر التاريخ

هو عصر معرفة الكتابة التي مكّنت الإنسان من تنمية مداركه والتغلّب على الطبيعة، وفي نشر المعرفة، وجمع التجارب وتخزين المعلومات، ولكن لم يُعرف الزمن الحقيقي لظهور الكتابة، حيث تمّ اكتشاف الكثير من الألواح الصخريّة التي تحمل الكثير من النقوش والإشارات تدلّ على الفكر الذي حملوه وأنشؤوه والأحداث التي مرّت بها الحضارة، ولولا هذه الكتابات لما نقشت أسماء هذه الحضارات في التاريخ الإنساني، ومن الكتابات المشهورة هي الكتابة المسمارية في العراق، والهيروغليفية في مصر والشام، والأبجدية، ويذكر أنّ الكتابة كانت على هيئة صور ومن تطورت إلى رموز، وبعدها إلى الحروف.

عصر الحضارة الإسلامية

تميّز هذا العصر بالنهضة للبشريّة وبالكثير من الإنجازات التي حقّقتها الذي بدأ منذ هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، حيث ساهمت الحضارة الإسلامية بالكثير من الإنجازات التي تقدّمت معها البشرية تقدّماً واسعاً ليس له مثيل على مستوى الحضارات الإنسانية، ومن أبرز مظاهر الحضارة الإسلامية التقدّم الطبي باكتشاف واختراع الكثير من الأدوات الطبيعيّة، والتقدّم العلمي، حيث برز الكثير من علماء العرب المبدعين والمشهورين ساهموا بمؤلفاتهم واكتشافاتهم برفد العلم بزخمٍ كبير من المعلومات والحقائق، ومن حيث التقدّم المعماري فهناك الكثير من القصور والقلاع شاهدة على تلك الحضارة.