مظاهر الحضارة الإسلامية
الحضارة الإسلامية
الحضارة الإسلامية هي مجموعة من الإنجازات والإبداعات التي أوجدها وقدّمها المسلمون للإنسانية في مختلف مجالات الحياة، وتحديداً في التاريخ، والأدب، والفن، والعلم، والسياسة، وغيرها، وهي تمثل تاريخ الأمة الإسلاميّة عبر العصور، وتمثل أيضاً المراحل المتقدّمة التي وصل إليها المسلمون وتميّزوا بها عن غيرهم من أهل الحضارات، وبذلك فهي لم تُبنَ عبثاً، وإنّما قامت بناءً على أسس معيّنة تتمثل في: الإيمان، والمبادئ الإنسانيّة، والأخلاق السامية، والأسس الروحية، والطهارة، والشورى.
مظاهر الحضارة الإسلامية
من الجدير بالذكر أنّ السنة النبويّة، والقرآن الكريم، والحضارت الشرقيّة والغربيّة، والحضارة العربيّة في فترة ما قبل الإسلام تعدّ من أبرز روافد الحضارة الإسلاميّة، فقد كان لها دور كبير في حياة المسلمين في مختلف المجالات، حيث استفادوا منها، وحرصوا على توثيقها وتناقلها من جيل لآخر، وفي هذا المقال سنتعرّف على مظاهر الحضارة الإسلاميّة.
تدوين الدواوين
تشمل سجلات الجند، والعمال، والرواتب، والإيرادات، والعطاءات المختلفة، والمصروفات، حيث كانت تحرر هذه الدواوين في كل إقليم ومنطقة بلغة أهلها، ثم إلى أن انتشرت اللغة العربية وطرق تعليمها، حيث أصبحت اللغة العربية فيما بعد هي اللغة الرسمية للدواوين خلال عهد عبد الملك بن مروان.
عملة المسلمين
كان للمسلمين عملة خاصّة بهم، فكان جميع العرب يتعاملون بعملة النقود الخاصّة بالفرس والروم، وفي السنة الثامنة عشر من العام الهجري أمر عمر بن الخطاب رضى الله عنه بأنّ تضرب النقود كدراهم عربية، ثمّ تطوّرت وأصبحت دنانير في عهد معاوية، وبعد ذلك تمّ إنشاء دار جديدة لصناعة النقود من قبل عبد الملك بن مروان، وبذلك أصبحت عملة المسلمين عملة جديدة ذات أوزان موحدة فضية، ثم ذهبية مع نقش عبارة (قل هو الله أحد) عليها، وبالتالي أصبحت الأمة الإسلامية مستقلة بعملتها وليست عالةً على الفرس والروم.
النظام القضائي
في بداية ظهور الإسلام كان الوالي هو الذي يحكم ويقضي بين الناس، ثم بعد اتساع الدولة الإسلامية تم تعيين وتخصيص قاضٍ لكل منطقة، ثم قاضي قضاة لكل إقليم، وبذلك تطوّر القضاء ونظامه في الدولة الإسلامية.
ديوان المظالم
حيث كان الهدف الأساسي من تشكيله وقف ومنع تعدّي أصحاب النفوذ والجاه من الولاة الكبار، والأمراء، وكبار الموظفين، وكان مميّزاً بكون سلطته أعلى من سلطة القاضي، فكان صاحب المظالم محميّاً ومحاطاً بالأعوان، والشهود، والفقهاء، والكتاب لتدوين وتثبيت ما يحدث بين الخصوم.
الرياضيات
العرب هم أوّل من اخترعوا لفظ (الصفر) في العصر الجاهليّ، حيث كان يُكتب على شكل حلقة، وبعد ذلك اكتشف المسلمون علامات الكسور العشرية، وألف العالم المسلم الخوارزمي كتاب الجبر، كما يعد علماء المسلمين هم مؤسّسوا الهندسة التحليليّة، وكان لهم دور كبير في التمهيد لعلم التفاضل والتكامل، ويعد كلّ من البتاني، والخوارزمي، والبيروني من أفضل وأعظم العلماء المسلمين في مجال الرياضيات.
الطب
لم يكتفِ العرب والمسلمين بما ترجموه من العديد من الكتب اليونانية الطبيّة، وإنّما صحّحوها وعدّلوا الكثير عليها، ويعدّ الرازي وابن سينا من أعظم العلماء المسلمين في مجال الطبّ.
الجغرافيا
تطوّر علم الجغرافيا عند المسلمين من خلال الرحلات البحريّة والبرية التي جابوا بها مشارق الأرض ومغاربها، ويعتبر المقدسي، وابن جبر، والبكري، والإدريسي، وإبن بطوطة، و غيرهم من أشهر علماء الجغرافيا عند المسلمين، حيث توصّلوا إلى العديد من الحقائق الجغرافية مثل: خطوط العرض، وكروية الأرض، وغيرها.
العمارة الإسلاميّة
اكتشف وأوجد المسلمون الكثير من مظاهر العمارة الإسلاميّة ومنها: المدارس، والمؤسّسات، والمساجد، وغيرها، فقد لعبت المساجد دوراً كبيراً في عملية التعليم وتطويرها ومنها: الجامع الأزهر في مصر، والجامع الأمويّ في دمشق.