تاريخ الحضارة

الحضارة

يعرف علماء التاريخ والأنثروبولوجيا الحضارة بأنها النظام الاجتماعي الذي يخرج الإنتاج الثقافي للإنسان، وتتكون الحضارة من مجموعة عناصر هي الموارد الطبيعية والاقتصادية، والنظم السياسية والاجتماعية، والعلوم والفنون التي تتولد من الحياة في ظل تلك العناصر، ومن شروط قيام الحضارة عدم وجود اضطرابات وشيوع الأمن للإنسان حتى يتفرغ للإبداع.

إن مفهوم الحضارة مثير للجدل ونسبي في العديد من الحالات، حيث إن تعريف الحضارة بأنها الإرث الفني والمعماري والنهضة العلمية ينفي عن العديد من الشعوب صفة التحضر، لذا يذهب البعض إلى اعتبار الحضارة نمط المعيشة السائد في المجتمع بمفهومه الشامل، فيضم العادات والتقاليد والملابس والدين والقيم المصاحبة له ومقدرة الإنسان على التغلب على العوامل الطبيعية.

تاريخ الحضارة

مرت الحضار بثلاث مراحل مختلفة وهي:

الحضارات القديمة

نشأت الحضارات القديمة كنوع من الاستجابة للتحديات التي واجهت الإنسان من العوامل البيئية، فاستطاعوا عن طريق العمل إقامة المدن وأنظمة الري والزراعة، وبعد مرحلة استخدام الأحجار للدفاع عن النفس والصيد بطرق بدائية أصبح بمقدور الإنسان تطوير الأدوات اللازمة لسد احتياجاته.

نشأت حضارات العالم القديم بالقرب من مجاري الأنهار والأراضي الخصبة المجاورة لها، ومن أمثلة الحضارات القديمة، السومرية في العراق، والكنعانية في فلسطين، والفرعونية في مصر، والإغريقية في اليونان.

الحضارات المدنية

عندما بدأت الموارد تزيد عن حاجة الإنسان ازدهرت الحضارات عن طريق تخزين الغلال والثروات ونشأت فكرة التجارة، ثم شن الحروب للاستيلاء على أراضٍ جديدة وموارد أكثر، ورغم ما نتجت عن تلك الحروب من سلبيات، إلا أنها أسهمت في الانتقال الحضاري بين الشعوب، عن طريق سيادة حضارة المنتصرين وتأثرها بالحضارة التي احتلت أراضيها في ذات الوقت، مما أخرج العديد من الشعوب من مراحل بدائية إلى مراحل أكثر تطوراً بصورة تدريجية.

الحضارة الحديثة

يمكن القول بأن الحضارة الحديثة إنما تدين إلى العالم القديم بالكثير من الفضل، لأن جذور الاكتشافات والتطوير الذي قام به الإنسان وانتقال المظاهر الحضارية وتراكمها هو ما أدى إلى دخول الإنسان العصر الحديث باكتشاف قوة البخار، ثم الاتجاه إلى التصنيع.

ظهرت الحضارة الحديثة في القارّة الأوروبية بعد معاناة لقرون عديدة في العصور الوسطى من الأمراض والجهل والتخلف مقارنة بجيرانها العرب والآسيويين، وأدى تكديس لثروات في الدول الأوروبية إلى ظهور الحضارة كما نعرفها اليوم وانتشارها بنفس طريقة العصور القديمة، من احتلال أراضٍ جديدة واستغلال الشعوب الأقل تمدناً، والتطور البطئ لتلك الشعوب عبر تعرفهم على مظاهر الحداثة الأوربية، وصولاً إلى اليوم في ظل حدوث ثورة حضارية جديدة في مجالات الاتصالات والنقل.