ما هو الخليج

الخليج

الخليج في اللغة هو نهر صغير مُقتطع من النهر الكبير للانتفاع به، وهو امتداد مائي متوغل في اليابسة، أما حينما يُقال خليج البحر أو النهر فهذا يعني جانب البحر أو جانب النهر، ويُجمع الخليج بخُلْجانٌ، أو خُلُجٌ.[١] ويمكن تعريف الخليج على أنه مساحة معينة من الماء والتي تمتد وتتوغل داخل اليابسة، وللخلجان أشكالٌ متعددة، فمنها ما هو طولي الشكل، ومنها ما يكون على شكل قوس أو نصف دائرة، ومنها ما يشكّل دائرةً غير مغلقةٍ. كما تتنوّع الخلجان في مساحتها فمنها ما هو كبير مثل الخليج العربي والذي تبلغ مساحته 239,000 كم2، وخليج هدسون والذي تبلغ مساحته 1232,000كم2، ومنها ما هو صغير، ويسمى الخليج الصغير باسم شرم أو جون. والجدير بالذكر أن أكبر خلجان العالم هو خليج المكسيك، حيث تبلغ مساحته 1543,000كم2 يليه خليج هدسون، ثم الخليج العربي.[٢]

كيفية تكوّن الخليج

تختلف الخلجان في طريقة نشأتها وظهورها، إلّا أن أغلبها ينشأ بسبب الارتفاع عن مستوى سطح البحر، ومن أسباب تكون بعض الخلجان انثناء القشرة الأرضية للأسفل، الأمر الذي يؤدي إلى اندفاع المياه بقوة لتملأ الفجوة المتكونة. ومن الخلجان التي تكوّنت بهذه الطريقة خليج عُمان، والخليج العربي. ويعود أصل المياه فيها إلى المحيط الهندي، أما الخلجان الصغيرة والتي تعرف باسم الشروم، فتتكون بسبب عمليات النحت التي تتعرض لها الأجزاء الضعيفة من الساحل، والتي تنحتها الأمواج لتملأ مياه البحر التجاويف الناتجة بتوغّلها داخل اليابسة مكوّنةً خليجاً صغيراً.[٢]

ويحدث أن تغمر المياه الأجزاء المنخفضة من السواحل المتعرّجة، فمنذ قديم الزمان وقبل أن يوجد الإنسان على سطح الأرض، كان الجليد يغطي أجزاءً كبيرة من سطح الكرة الأرضية، وقد أدّى ذوبان كمياتٍ كبيرةٍ من الجليد إلى رفع منسوب المياه في البحار والمحيطات الأمر الذي أدّى إلى طغيان المساحات المائية على السواحل، فإذا كان أصل السواحل أراضٍ متعرّجة فإن خط الساحل الجديد سيكون متعرّجاً وتكثر فيه الانثناءات، وبالتالي فإن المياه سوف تغمر الأراضي المنخفضة داخل اليابسة لتكون الخليج، في حين تبقى الأجزاء المرتفعة لتتكوّن أشباه الجزر والرؤوس.[٢]

وقد ساهمت حركة الجليد في تشكيل أنواعٍ مختلفةٍ من الخُلجان، حيث إنه عندما يتراجع الجليد من الأنهار الجليدية ويسير ببطءٍ وينزلق داخل واديه فإنه يحفره بعمق تبعاً لثقله وصلابته، ثم يصب هذا الجليد في البحر، فيكون قد شكّل مصباتٍ تمتلئ بالمياه بعد انصهاره وتحوله إلى ماء لتتكوّن خُلجانٌ شديدة الانخفاض والانحدار، وتكون هذه الخلجان عميقة ولها جوانب تشبه الحوائط، ويُعرف مثل هذه الخلجان باسم الفيورد. وأكثر الفيوردات توجد في دولة النرويج، حيث إن أصل الكلمة نرويجي. ومن أشهر فيوردات النرويج خليج سوجني، أما المصبات الخليجية فتعد من أنواع الخلجان أيضاً، وتتكون عندما يصب الوادي النهري في بحر أو محيط ما، ثم ينخفض الوادي أكثر، وتزحف مياه البحر أو المحيط على مدخله لتشكل خليجاً على شكل قمعٍ أو مثلث، وتبعاً لانحدار الوادي يكون توغل المياة في اليابسة، فإذا كان الانحدار قليلاً كان التوغل أكثر، ومن الأمثلة على مثل هذه الخلجان خليج سانت لورنس والذي يقع في أمريكا الشمالية على الساحل الشرقي منها.[٢]

الخصائص الطوبوغرافية للخُلجان

قد تتكون الخلجان في مجموعات، كما أنها قد تكون منفردة، فإذا كان الشاطئ أو الساحل مستقيماً ومستوياً فإن الخليج الناشئ عليه يكون منفرداً، أما إن كانت بنية الشاطئ أو الساحل متعرّجةً وتكثر فيها الانثناءات فإن ذلك سيؤدي إلى تكون مجموعة من الخلجان الصغيرة والتي تحمل خصائص وصفات متقاربة في بنيتها، وعادة ما يأخذ الخليج شكله وتضاريسه من بنية الأرض الجيولوجية للمنطقة التي تكوّن فيها. والجدير بالذكر أن ارتباط الخليج بالبحر يكون عبر المضائق المائية، فإما أن يكون الارتباط بمضيق واحد، أو بمضائق متعددة.[٣] وتختلف خصائص مياه الخليج عن خصائص المياه المجاورة له، ويعود ذلك إلى اختلاف عمليات الترسيب في كل منهما.[٤]

وإن الفرق بين كل منهما يتحدد تبعاً لحجم الخليج وشكله، بالإضافة إلى عمقه ودرجة عزلته عن البحر أو المحيط والتي تعتمد على مساحة الخليج الكلية بالنسبة لحجم المياه الإجمالي، والجدير بالذكر أن وجود حافةٍ كبيرةٍ ومرتفعة في مياه الخليج أوالمياه المجاورة يعمل على إعاقة تبادل المياه بينهما بشكل جيد، الأمر الذي قد يؤدي إلى حدوث ركود في المياه وعادة ما يؤدي إلى نقص الأكسجين فيها. كما أن للظروف المناخية دورٌ كبيرٌ في الاختلافات بين مياه الخليج والمياه المجاورة، فمثلاً في المناخ الرطب ومع وجود الرياح تتجدد مياه الخلجان بسبب الجريان الحاصل في الأنهار، وبالنسبة للخلجان الواقعة في المناطق الجليدية فإن المياه فيها عادة ما تتجدد في فصل الربيع بسبب تحول الجليد إلى ماء، أما في المناطق الجافة فإن مياه الخليج فيها تكون مالحة بسبب جريان الأنهار القليل، بالإضافة إلى التبخر الحاصل بكثرة.[٤]

كما أن جريان الأنهار يؤثر على كمية المواد العضوية والأملاح والمواد الغذائية الموجودة في الخليج، وهذا ما يحدد السمات الحيوية فيه، فتختلف الكائنات الحية الصغيرة البحرية من حيث أنواعها وأجناسها باختلاف جريان الأنهار وتبادل المياه مع الخليج، لذلك نرى اختلافاً واضحاً في كميات الأسماك الصغيرة، والروبيان، والمحار من خليجٍ لآخر، أما شكل الخليج فيؤثر في عدد مرات المد والجزر الحاصل بالإضافة إلى إمكانية حدوث الفيضانات، فمثلاً عندما يكون الخليج مغلق على شكل قمع فإن عدد مرات المد والجزر تكون أكثر فيما لو كان مفتوحاً على المحيط، وإمكانية حدوث الفيضانات فيه تكون أعلى، أما معدّل الرواسب في الخليج المغلق أو المعزول فيكون أقل منها لو كان مفتوحاً ويتبادل المياه بشكل أكبر سواء من المحيط أو الأنهار.[٤]

تصنيف الخلجان في العالم

تصنف الخلجان في العالم إلى مجموعات عدة تبعاً لخصائصها والصفات المميزة لكل منها، فمثلاً المجموعة الأولى والتي تسمّى A1، تكون الخلجان فيها واقعة في مناطق مفتوحة من الساحل القاري، وتقع على عمق عدة كيلومترات في منطقة الفم، ويظهر منها الجرف القاري والمنحدر القاري أيضاً، وعادةً ما يتجاوز عرض الفم مقدار الطول، وتكون خصائص المياه فيها مشابهة لخصائص المحيط، ويكون شكلها بسيطاً. ومن الأمثلة على هذه الخلجان: خليج ألاسكا، وخليج البنغال، وخليج بسكاي، وخليج غينيا. وتُصنّف الخلجان التي تكون مساحتها كبيرة جداً، وعميقة، ومعزولة عن المحيط في مجموعة تسمى A2، وهذه الخلجان تتصل بالمحيط عبر المضائق الضحلة والقنوات، ومن الأمثلة عليها: خليج بافن، وخليج المكسيك.[٥]

وتُصنّف الخلجان التي تكون مساحتها أصغر ومعزولة بدرجة أقل عن المحيط بمجموعة تسمى A3، وتُحدد أشكال هذه الخلجان عن طريق تحديد نسبة التشوهات الحاصلة في القيعان، وعادة ما يتجاوز عمقها 1كم، وتكون بنيتها الجيولوجية أبسط وناشئة عن مرحلة واحدة من التشوهات على عكس المجموعة السابقة من الخلجان التي تتكون من تراكيب جيولوجية مختلفة، ومن الأمثلة عليها: خليج عدن، وخليج كاليفورنيا، وخليج عُمان، أما الخلجان الواقعة على الجرف القاري، والتي يكون عمقها في الغالب 200 مترٍ فهي مصنّفة ضمن المجموعة B، وعادة ما يتم تحديد طرق تشكلها تبعاً للظروف الجيولوجية التي مرّت بها، حيث كانت عبارة عن أراضٍ جافة عندما انخفض مستوى سطح البحر عنها، وقد اتخذت مثل هذه الخلجان شكلها النهائي خلال عصر بليستوسين، ويكون حوض هذه الخلجان طويلاً قد يصل إلى 530 متراً تقريباً، ومن الأمثلة عليها: خليج فندي، وخليج هدسون، وخليج ريو دي لا بلاتا، وخليج سانت لورنس.[٥]

أما الخلجان التي تقع على البحر فهي مصنّفةٌ ضمن مجموعة تسمى C، وتقسم إلى خلجان المجموعة C1، والمجموعة C2 تبعاً للعمق، ومن الأمثلة على خلجان المجموعة C1 خليج العقبة. أما المجموعة C2 والتي تكون أكثر عمقاً فهي مثل الخليج العربي، وخليج السويس، وخليج أناديرسكي، وخليج تايلاند، وخليج شيليخوف. أما المجموعة الأخيرة من الخلجان فهي مجموعة D، وهي الخلجان الواقعة على البحار الضحلة، والتي يكون تبادل المياه فيها قليلاً جداً، كما أن الرسوبيات عادةً ما تتكوّن على فم الخليج الأمر الذي يؤدي إلى تشكيل حواجز بحرية، ومن الأمثلة عليها خليج بوثنيه، وخليج بو هاي، وخليج كاربنتاريا، وخليج أوب، وخليج فنلندا.[٥]

المراجع

  1. “تعريف ومعنى خليج في معجم المعاني الجامع”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2018-2-5. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث “نبذة تعريفية عن الخليج وكيفية تكونه”، www.ksag.com، اطّلع عليه بتاريخ 2018-2-5. بتصرّف.
  3. Vsevolod Pavlovich Zenkovich ,Maurice L. Schwartz, “Gulf,Topographic Characteristics”، www.britannica.com, Retrieved 2018-2-5. Edited.
  4. ^ أ ب ت Vsevolod Pavlovich Zenkovich ,Maurice L. Schwartz, “Gulf, Factors That Affect The Characteristics Of Gulfs”، www.britannica.com, Retrieved 2018-2-6. Edited.
  5. ^ أ ب ت Vsevolod Pavlovich Zenkovich ,Maurice L. Schwartz, “Gulf, Classification Of Gulfs”، www.britannica.com, Retrieved 2018-2-6. Edited.