ما أهمية قياس الطقس
الطقس
يشيرُ مصطلح الطقس إلى الظروف التي تُؤثِّر في الغلاف الجوّي، وهو طبقة الهواء التي تُحيط بالأرض، وتكون هذه الظروف مُؤقَّتة، وتُؤثِّر حالة الطقس على المناطق الواقعة على بُعد مئات أو آلاف الكيلومترات، وليس فقط على منطقة محدودة، بمعنى أنَّ الطقس لا يبقى في مكان مُحدَّد وإنّما يتحرَّك، ويمكن أن تكون التغيُّرات في الطقس بسيطة وطفيفة، كما يمكن أن تكون قاسية وصعبة، كالأعاصير، والعواصف الثلجيّة، وبالتالي فهي تتسبَّب في تعطيل حياة الناس، وتُحدِث الدمار، وهذه التغيُّرات غير ثابتة، وإنّما تتغيَّر من ساعة إلى ساعة، ومن يوم إلى يوم، إلّا أنّ صِفة ما في الطقس قد تصبحُ سِمة لمنطقة مُعيَّنة، فمثلاً تُوصَف مدينة لاس فيغاس في ولاية نيفادا في الولايات المُتَّحِدة الأمريكيّة بأنها جافّة وساخنة، أمّا مدينة هونولولو، وهي عاصمة هاواي في الولايات المُتَّحِدة الأمريكيّة، فتُوصَف بأنّها ساخنة ورَطْبة.[١]
أهمّية قياس الطقس
تُعتبَر عمليّة قياس الطقس بالنسبة إلى الإنسان أمراً مُهمّاً من نواحٍ عدّة، ومنها:[٢]
- يمكن التنبُّؤ بهطول الامطار، وكمّيتها، وتوزيعها على سطح الأرض من خلال قياس الطقس، حيث إنّ الأمطار مُهمّة لجميع الكائنات الحيّة؛ لتبقى على قَيْد الحياة وبصحّة جيّدة، كما أنّ الإنسان يحتاج إلى الماء النظيف، والصالح للشُّرب، إضافة إلى أنّه يمكن للطقس التنبُّؤ بسنوات الجفاف الذي يُعتبَر خطيراً، ويتسبَّب في قَتْل الملايين من الناس.
- يتمّ استخدام قياس الطقس للتنبُّؤ بالأعاصير، والفيضانات التي يمكن أن تحدث، ومثال هذه الأعاصير التي أثَّرَت في الحضارات الإنسانيّة، إعصار كاترينا الذي حدث على سواحل خليج الولايات المُتَّحِدة، وتسبَّب في قَتْل ألفَي شخص، وتشريد ما يزيد عن مليون شخص.
- يلعب الطقس دوراً إيجابيّاً؛ حيث إنّه يلعب دوراً مُهمّاً في توزيع السكان على سطح الأرض؛ فالتنبُّؤ بالطقس على المدى البعيد، يُحدِّد فيما إذا كانت منطقة ما صالحةً للتجمُّعات السكّانية، أم لا، حيث إنّ الطقس يتسبَّب في هجرة الكثير من الناس على مرّ العصور، ومثال ذلك الهجرة التي حدثت من آسيا إلى أمريكا الشماليّة؛ وذلك بسبب المناخ البارد، وانخفاض مستوى سطح البحر.
- تُؤثِّر حالة الطقس بشكلٍ كبير في نوعيّة الملابس التي يتمّ ارتداؤها، حيث يتمّ ارتداء الملابس الثقيلة في الأجواء الباردة، والملابس الخفيفة في حالة الطقس الحارّ، كما أنّ تدفئة المنازل تتمّ في الطقس البارد، أمّا تبريدها فيكون في الطقس الحارّ، ويُؤثِّر الطقس في مزاج الإنسان.[٣]
- تُؤثِّر حالة الطقس على قطاع الزراعة؛ وذلك لأنّ المزارعين يزرعون المحاصيل، ويحصدونها، عندما يكون الطقس صَحْواً، كما أنّ المحاصيل تحتاج إلى طقس مُعيَّن كي تنمو وتَنضُج، وإذا تعرَّضت للصقيع، أو العواصف، فإنّ ذلك يتسبَّب في تَلَفها، وبالتالي يُؤدّي هذا الأمر إلى ارتفاع أسعارها.[٣]
- يتأثَّر النَّقْل بأحوال الطقس؛ ولذلك فإنّ من المُهمّ جدّاً قياس الطقس، والتنبُّؤ به، حيث إنّ الضباب، والثلوج مثلاً، تتسبَّب في تعطيل الطُّرُق، وتأخير مواعيد القطارات، والطائرات، كما يمكن أن تتسبَّب العواصف في وفاة العديد من الأشخاص.[٣]
معايير وَصْف الطقس
هناك ستّة مُكوِّنات مُهمّة يجب أن تتوفّر عند تقييم الطقس في منطقة ما، وهي: درجة الحرارة، والضَّغط الجوّي، والرياح ، والرطوبة، والأمطار، والغيوم، وباستخدام هذه المُكوِّنات، يمكن وَصْف الطقس في أيّ وقت مُحدَّد، بالإضافة إلى ذلك، فإنّ هذه المُكوِّنات إلى جانب العمليّات الجوّية، تساعد خبراء الأرصاد الجوّية الذين يدرسون الطقس بالتنبُّؤ بما سيكون عليه الطقس في المستقبل، وتَصِف درجة الحرارة سخونة، أو برودة الطقس، وتُقاس باستخدام ميزان الحرارة، أو ما يُعرَف بالثيرموميتر، ويتمّ قياسها باستخدام السلسيوس، والفهرنهايت، إلّا أنّ أغلب العلماء يستخدمون مقياس السلسيوس في قياسها، أمّا الضَّغط الجوّي، فيُعبِّر عن وزن الغلاف الجوّي، وتُعبِّر الرياح عن حركة الهواء، وتتشكَّل بسبب حدوث اختلافات في درجة الحرارة، والضغط الجوّي بين المناطق القريبة، وتكون أكثر برودة في مناطق الضغط العالي.[١]
في حين أنّ الرطوبة تُشيرُ إلى كمّية البخار الموجودة في الهواء، ويتمّ التعبير عنها من خلال نسبة مئويّة، وعندما تكون الرطوبة 100%، يُقال بأن الهواء مُشبَع بالرطوبة تماماً، أمّا بالنسبة للغيوم، فإنّ هناك الكثير من الأنواع التي يُشيرُ بعضها إلى طقس مُعتدِل، ويجلبُ بعضها الآخر المطر أو الثلج، أمّا المُتراكِمة منها، فهي تنتجُ أمطار غزيرة، وغيرها من الأنواع الأخرى، كما أنّ الغيوم تحجبُ أشعّة الشمس من الوصول إلى الأرض، مما يتسبَّب في برودة الطقس.[١]
كيفية قياس عناصر الطقس
يتمّ قياس الطقس باستخدام أدوات مُصمَّمة لذلك، ويُسمّى العِلم الذي يختصُّ بدراسة وقياس الطقس بعِلم الأرصاد الجوّية، ويقيسُ شخص على دراية وعِلم بالأرصاد الجوّية الطقسَ من خلال ملُاحظة عناصره جميعها، وتسجيل توقُّعاته، وتنبُّؤاته، حيث يعمل على قياس درجة الحرارة، وذلك بوَضْع ميزان الحرارة في صندوق خشبيّ يُسمّى شاشة ستيفنسون، كما يقيسُ الضغط الجوّي باستخدام مقياس يُوجد فيه زئبق، وتُؤدّي التغيُّرات في الضغط الجوّي إلى تطوُّرات في الرياح التي تلعب دوراً مُهمّاً في إحداث التغيُّرات على الطقس، ومن العناصر المُهمّة التي يتمّ رَصْدها: الرطوبة التي تنتج من بعض الظواهر الجوّية، مثل: الضباب، والغيوم، والأمطار، والندى، حيث تجعل الجوّ مُشبَعاً بالبُخار، كما تُشيرُ رطوبة الهواء إلى كتلة البخار الموجودة بداخله، وتتضمَّن عمليّة الرَّصد تحديد اتّجاه الرياح، وسرعتها التي يتمّ التعبير عنها بالأميال، أو الكيلومترات في الساعة، أو متر في الثانية، أو عقدة، وهناك العديد من محطّات الأرصاد الجوّية التي تحدِّد كمّية أشعّة الشمس التي سوف تَسطعُ خلال النهار، وذلك من خلال أداة قياس تُدعى كامبل ستوكس.[٤]
ومن الجدير بالذِّكر أنّ عملية قياس الطقس والتنبؤ به بدأت منذ أيّام الفلاسفة اليونانيّين القدماء، واستمرَّت في عصر النهضة والثورة العلميّة في القرنَين: السابع عشر، والثامن عشر، وتطوَّرت في القرنَين: العشرين، والحادي والعشرين، مع ظهور العديد من النظريّات في مجال الأرصاد الجوّية، وبذلك تطوَّرت فكرة السينوبتك (بالإنجليزيّة: Synoptic)، والتي تعني وَصْف الطقس في منطقة كبيرة في الوقت نفسه، والحصول على فكرة عامّة وشاملة عنها، وهذه الكلمة من أَصْل يونانيّ، كما ظهرَت الخارطة الجوّية التي أصبحت مُلازِمة لقياس الطقس والتنبُّؤ به، كما ساعدت الحواسيب الرقميّة من الحصول على المعلومات بدقّة أكبر.[٥]
المراجع
- ^ أ ب ت “weather”, www.nationalgeographic.org, Retrieved 2018-6-17. Edited.
- ↑ “Why is weather important in people’s lives?”, WWW.scienceline.ucsb.edu, Retrieved 2018-6-17. Edited.
- ^ أ ب ت مجموعة من الباحثين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الطبعة الثانية)، الرياض- المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 617، جزء 15. بتصرّف.
- ↑ “Weather and Climate”, www.weather-climate.org.uk, Retrieved 2018-6-17. Edited.
- ↑ “Weather forecasting”, www.britannica.com, Retrieved 2018-6-17. Edited.