ياسر بن عثمان الرميان يتحدث عن أول إجتماع لصندوق الاستثمارات وما تعلمه من ولي العهد
كشف محافظ صندوق الاستثمارات العامة ياسر بن عثمان الرميان، عن تفاصيل الاجتماع الأول للصندوق الذي دام 18 ساعة خلال يومين متتاليين، برئاسة وحضور سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث شهد وضع خارطة الطريق لمستقبل عمل الصندوق، وفحص تشخيصي لما كان عليه الصندوق، والنظر إلى ما تفعله الدول الأخرى.
الرميان خلال استضافته في حلقة من بودكاست “سقراط”
وتناول “الرميان” خلال استضافته في حلقة من بودكاست “سقراط” الذي يبث على إذاعة ثمانية، حكاية تعيينه محافظًا لصندوق الاستثمارات العامة، وهل كان هو الذي يرشح لولي العهد القيادات لهذا المنصب؟ ومن أين بدأت رحلة تحوّل الصندوق؟ وما رؤية ولي العهد آنذاك؟ وفي شأن إدارة التنمية المحلية، لماذا قائدها غير محلي؟ وعن دخول الصندوق قطاعي الترفيه والرياضة؛ لماذا وقع الاختيار على نادي نيوكاسل، وماذا حدث لخطوط الطيران الجديدة؟ وما أهم ما تعلمه من مديره ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؟
وعن مسيرته المهنية قبل تعيينه محافظًا للصندوق، قال “الرميان”: حتى عام 2015 كنت الرئيس التنفيذي لشركة السعودي الفرنسي كابيتال التي تعد الذراع الاستثمارية للبنك السعودي الفرنسي، رابع أكبر بنك في المملكة، وقبلها كنت من الأعضاء المؤسسين لهيئة السوق المالية من عام 2004 إلى نهاية العام 2010، وقبلها كنت في البنك الهولندي، كما كنت قبلها أقوم ببعض الدراسات كمحاسب قانوني في الهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين.
وحول تعيينه محافظًا لصندوق الاستثمارات العامة، قال “الرميان”: في أحد الأيام تلقيت اتصالًا من الديوان الملكي، وأبلغوني برغبة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في الاجتماع بي، وأذكر حينها أنني في أول مرة ذهبت إلى الديوان الملكي شعرت برهبة وهيبة المكان، وكنت سعيدًا جدًا باختياري.
وأضاف: لم يكن قبلها لديّ أي معرفة سابقة بسمو ولي العهد ولم ألتقِ به، إذ كان هذا أول لقاء يجمعني به؛ وذلك لتأسيس مركز دعم اتخاذ القرار في الديوان الملكي.
وأردف: كانت فكرة سمو ولي العهد عن معظم القرارات التي تكون موجودة أنه يتم اتخاذها بناءً على الرأي وليس على الأدلة والمعلومات والبيانات، فشرح لي سموه رؤيته للمركز.
وتابع: في بداية عملي في الديوان الملكي تحت إشراف سمو ولي العهد تم تعييني كعضو مجلس إدارة في صندوق الاستثمارات العامة، وهو من أعظم المشاريع، وقد تم تأسيسه في عام 1971، وقد شارك في الكثير من الشركات والبنوك والجهات التنموية التي تعد اللبنات الأساسية لبناء الاقتصاد السعودي.
وقال محافظ صندوق الاستثمارات العامة: كانت رؤية سمو ولي العهد لصندوق الاستثمارات العامة تتمثل في تطويره وأن يكون شيئًا أكبر بكثير مما كان عليه، لذلك تمت إعادة تشكيل مجلس الإدارة، وكان ولي العهد يستعين بأعضاء المجلس في أمور معينة بمن فيهم أنا.
وأضاف: طلب مني ترشيح رئيس تنفيذي للصندوق، وبعد أن تواصلت مع هيئة السوق المالية وطلبت منهم أسماء الرؤساء التنفيذيين في القطاع الاستثماري، وبينما كنا في إحدى الرحلات بالطائرة مع سمو ولي العهد قدّمت له أسماء المرشحين مع ملفاتهم، فلم يكن مقتنعًا بشكل كامل بمعظم الأسماء، وطلب ترشيح شخص آخر، ثم صدر بعدها القرار بأن أكون المشرف على صندوق الاستثمارات العامة تحت إشراف ولي العهد.
وحول أول اجتماع للصندوق، قال “الرميان”: كان مجلس إدارة الصندوق يجتمع بشكل أسبوعي، واستمر أول اجتماع لمدة يومين متواصلين؛ اليوم الأول اجتمعنا 12 ساعة، واليوم الثاني 6 ساعات متواصلة، وأتذكر أنه خلال الاجتماع الأول الذي دام 12 ساعة متواصلة، لم يقم سمو ولي العهد من الكرسي الذي كان جالسًا عليه.
وأضاف: شهد هذا الاجتماع وضع خارطة طريق لمستقبل الصندوق، وذلك عام 2015 حيث كان ولي العهد يعتمد على المعلومات والأدلة والبيانات أكثر من مجرد الرأي مع احترامه وتقديره له.
وأردف: أول عمل قمنا به كان الفحص التشخيصي الكامل لعمل وأداء الصندوق في ذلك الوقت، ما هي الأمور التي يمكن القيام بها أو تجنبها، مع الاستفادة من تجارب وخبرات صناديق الثروة السيادية الموجودة في العالم، فوجدنا أن المملكة بحاجة إلى ست مَحافظ استثمارية على الأقل، الأولى محفظة الاستثمارات في الشركات السعودية، والثانية تطوير القطاعات الواعدة وتنميتها، والثالثة الاستثمارات في المشاريع العقارية والبنية التحتية، والرابعة الاستثمارات في المشاريع السعودية الكبرى، وخصصنا المحفظتين الأخيرتين للاستثمارات الدولية والعالمية، ومحفظة المشاريع السعودية الكبرى تُعتبر منظومة اقتصادية كاملة.
وعن كيفية اتّخاذ القرارات داخل الصندوق، قال “الرميان”: آراء أعضاء المجلس تختلف حول الكثير من القرارات، ويُحسم القرار بالتصويت، ولو صوّت الأغلبية ضد قرار رئيس المجلس.
وبخصوص أهم ما تحقق في القطاعات الواعدة، أضاف: الصندوق حريص على أن يكون لأي استثمار يدخله عائد استثماري مُجزٍ، بالإضافة إلى أن الصندوق يخطط لتوفير مليون وثمانمائة ألف وظيفة خلال السنوات الخمس القادمة، من خلال شركات الصندوق والشركات التي يتعامل معها.
وبخصوص ما تعلّمه من الأمير محمد بن سلمان، أكد “الرميان” أنها دروس ومواقف لا تحصى، وكانت لها آثار إيجابية على الصندوق وعلى الوطن وعليه شخصيًا.
وقال: رغم أنني أكبر في السن من سمو ولي العهد، لكنني تعلمت منه الكثير، وما يعجبني فيه أن معرفته شاملة وعميقة، ويهتم بالتفاصيل، وفي ذات الوقت ينظر إلى الصورة الكبرى، وإذا احتاج الأمر فإنه ينزل للنظر إلى الصورة المصغرة، وفي الوقت نفسه يرى الصورة الأكبر، إذ إن من الخطأ الاهتمام بأدقّ التفاصيل ونسيان الصورة الكبيرة، كما أن ولي العهد يعطيك وقتك كاملًا للحديث، ويستمع منك، ولا يقاطعك أبدًا، ويرفض أن يقاطع أحد من يتكلم.
وأضاف: تعلمنا من ولي العهد كيف يكون المرء منطقيًا أكثر، وأن ترى قدراتك وتعرف كيفية الاستفادة منها في أفضل شكل، والعمل على عدة مواضيع ولا يشترط أن تنجح فيها كلها، كما تعلمنا من سموه أن ترتيب الأولويات مهم جدًا.
وأردف محافظ صندوق الاستثمارات العامة: أنا أصبحت أتبع نفس أسلوبه، فبصرف النظر عن الشخص الذي يكلمني، يجب أن أستمع إليه، وبعدها أعطي الرد.
يُذكر أنه يمكن الاستماع إلى الحلقة 98 من بودكاست “سقراط” مع مُحافظ صندوق الاستثمارات العامة ياسر الرميان من خلال منصات البودكاست على الهاتف المحمول، وعبر تطبيق Apple Podcasts على الآيفون iPhone، وتطبيق Google Podcasts على الأندرويد.