كيف يحدث التصحر

التغيرات المناخية

تتّسم النُظم البيئيّة الجافة، وشبه الجافة باحتماليّة تعرّضها لكميات متفاوتة، أو ضئيلة من الأمطار، وبالتالي فإنّ مثل هذه التغيّرات المناخية قد تؤدي لحدوث الجفاف لفترات طويلة، الأمر الذي سيقلّل الإنتاجية البيولوجية لتلك النُظم البيئيّة بشكل سريع، وقد تستمر هذه التغييرات لفترات مؤقتة، كموسم واحد فقط، أو قد تستمر على مدى سنوات وعقود، علماً أنّ النباتات والحيوانات تستفيد من الفترات الماطرة بسرعة، ويمكن أن تزداد إنتاجيتها بسرعة خلال هذه الأوقات.[١]

تراجع الغطاء النباتي

يحدث التصحّر عند تدهور الغطاء النباتيّ، واستبدال الأراضي العشبية الممتدة بالشجيرات المتباعدة، والنباتات الشائكة، الأمر الذي يؤدي إلى ترك مساحات كبيرة من التربة المكشوفة، لذا تتركّز موارد التربة حول النباتات الكبيرة بشكل كبير، وتصبح الظروف البيئيّة لمعظم الكائنات الحية في المناطق العارية أكثر صعوبة، علماً أنّ هذه الأسطح المكشوفة تصبح معرّضة لمزيد من التدهور من خلال التآكل، وارتفاع درجات الحرارة، والتبخّر، كما يمكن أن يحدث التصحر عندما تترك المناطق المزروعة، وتتغيّر حالة التربة، بحيث تحول دون إصلاح النظم الإيكولوجية الطبيعية، وتشمل هذه التغيّرات التآكل، وزيادة الملوحة من الري، وفقدان الكائنات الحية في التربة.[٢]

ضعف التربة

يعود السبب الرئيسيّ للتصحر إلى فقدان التربة للعناصر الضرورية فيها ولفترات طويلة، الأمر الذي يؤدي إلى تدهور التربة، إذ إنّ التربة الصحيّة والمنتجة هي تلك التي تكون غنيّة بالمواد العضوية، والتي يطلق عليها اسم (الدبّال)، حيث يتشكّل الدبال عندما تقوم الكائنات الحية الدقيقة، والفطريات بتحليل المواد العضوية كالنباتات، والحيوانات الميتة، لتتحول بعدها إلى تربة غنية بالعناصر الغذائية الأساسية: كالكربون، والنيتروجين، والفوسفور، والكبريت.[٣]

طرق الزراعة غير المستدامة

يساعد الاستخدام السليم للأسمدة الكيميائيّة، وتناوب زراعة المحاصيل على تزويد التربة بكمية كافية من المواد العضويّة الضروريّة، لتعزيز حياة الكائنات الحية الدقيقة فيها، ولكن في حال تمّ استخدام الأسمدة الكيميائيّة بكثرة، ولم يتم عمل دورات زراعة بشكل صحيح، أو عند اتّباع أساليب ري غير سليمة، فإنّ ذلك كله سيساهم في إزالة العناصر الضرورية من التربة، وفي حال قلّت كمية الدبال في التربة السطحية، فستصبح التربة حينها إمّا مضعوطة، أو مفككّة بشكل كبير، ويمكن لكلا الأمرين أن يؤديان إلى حدوث تآكل مدّمر للتربة، فلا تستطيع النباتات النمو عندما تتحلّل التربة، ممّا يعني عدم وجود محاصيل غذائية للإنسان، ولا محاصيل لرعي الحيوانات.[٣]

زيادة التعداد السكانيّ

تعتبر الزيادة المضطردة لعدد سكان العالم من أهم الأسباب وراء حدوث التصحر، وخصوصاً في البلدان النامية، حيث شهدت مناطق الأراضي الجافة في فترة التسعينيات نمواً سكانيًّا بنسبة 18.5%، حيث كان معظمها في الدول الفقيرة جداً، والدول النامية، ومع صراعهم اليوميّ من أجل البقاء على قيد الحياة، أصبح هؤلاء السكان الذين يزدادون في العدد عبئًا مميتًا على بيئتهم.[٣]

الرعي الجائر

تؤثّر الحيوانات التي تعتمد على الرعي تأثيراً سيئاً على البيئة، حيث تعتبر الأعشاب ضرورية لتثبيت التربة السطحية في مناطق الأراضي الجافة، وعندما يُسمَح للحيوانات بالرعي غير السليم، فإنّها ستأكل جميع أعشاب المنطقة، وتعرّض التربة السطحية إلى قوى تآكل مدمرة، مثل الرياح، والعواصف الرعدية المفاجئة.[٣]

إزالة الغابات

تساهم عملية إزالة الغابات إسهاماً مباشراً في حدوث التصحّر، فدون وجود النباتات، والأشجار ، سيكون هناك فرصاً ضئيلة، أو معدومة للكائنات الحية للتكاثر، أو حتى للبقاء على قيد الحياة، وعادةً ما تحدث هذه المشكلة عندما ينتقل الناس إلى مناطق جديدة غير مأهولة، فيتم قطع الأشجار فيها، لأغراض البناء والضروريات الأخرى.[٤]

التمدّن

يمكن أن يتسبّب التمدّن في اختفاء الغطاء النباتي، فالتحضّر يؤدي إلى إلحاق الضرر بالتربة، بفعل المواد الكيميائية، والعوامل السامة الأخرى التي يستخدمها الأشخاص، كما أنّ النباتات لا تمتلك مساحة كافية للنمو في المناطق الحضرية، ممّا سيؤدي إلى حدوث مستويات مختلفة من التصحر.[٤]

المراجع

  1. John P. Rafferty, Stuart L. Pimm (29-1-2018), “Desertification”، www.britannica.com, Retrieved 10-3-2018. Edited.
  2. “Desertification”, www.encyclopedia.com, Retrieved 10-3-2018. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث DAVE ROOS, “How Desertification Works”، www.science.howstuffworks.com, Retrieved 10-3-2018. Edited.
  4. ^ أ ب William E. Eubanks, “Desertification 101: How It Happens, Why, and Solutions”، www.greenandgrowing.org, Retrieved 10-3-2018. Edited.