شرح نظم المعلومات الجغرافية

نظم المعلومات الجغرافية

مع تطوّر مختلف أنواع العلوم، وازدياد كمّ المعلومات التي أصبحت متوفّرة للإنسان في الوقت الحاضر، كان لا بدّ من إيجاد وسيلة للتعامل مع هذه المعلومات من حيث تخزينها، وتحليلها، وعرضها بأقلّ تكلفة وبأقل جهد وبشكل سريع، وهو ما كان سبباً في ظهور نظم المعلومات الجغرافية التي تعتبر أسلوباً لتخزين، وتنظيم، وتحليل، وعرض المعلومات الجغرافيّة وخصائصها، بوساطة الحاسوب، وسنتحدّث في هذا المقال عن تطوّر نظم المعلومات الجغرافية، ومكوّناتها.

مكونات نظم المعلومات الجغرافية

تحتاج نظم المعلومات الجغرافية إلى كثير من المكوّنات والعناصر للقيام بدورها في التعامل مع البيانات المكانية، وأهمّ هذه المكوّنات:

المعلومات

يطلق عليها اسم قاعدة المعلومات الجغرافية، وتشكّل الجزء الأساسي في نظم المعلومات الجغرافية وأكثرها تكلفة، وهناك نوعان من المعلومات الجغرافية التي يكمل بعضها بعضاً هي:

  • المعلومات المكانية:وهي عبارة عن الحيز المكاني الذي تشغله الظاهرة، ويتم تمثيلها على شكل نقاط محددة لتمثل مواقع محددة، مثل: المدن، ومراكز الشرطة، والمدارس وغيرها، أمّا المعلومات المكانية ذات الامتداد الطولي فيتمّ تمثيلها بالخطوط كالحدود السياسيّة، وطرق المواصلات، وشبكات الكهرباء والمياه، في حين يتمّ تمثيل المعلومات المكانية ذات المساحة بخط مغلق كالمربع، أو الدائرة كما هو الحال مع البحار، والبرك، وغيرها.
  • المعلومات الوصفية: هي المعلومات الرقمية أو الكتابية التي تصف خصائص الظاهرة أو المكان، وتظهر هذه المعلومات على شكل رسوم بيانية، أو تقارير، أو جداول، وهناك فرق بين المعلومات الرقمية، والمعلومات الكتابية، فالمعلومات الكتابية تعطي وصفاً عن الظاهرة من حيث نوعها، أو حالتها، أو شكلها دون أرقام، كوصفنا للمدرسة بأنها خاصة أو حكومية مثلاً، أمّا المعلومات الرقمية فهي تقدم معلومات بالأرقام عن الظاهرة، كقولنا أنّ مساحة مدرسة ما تساوي ألف متر مربع.

أجهزة الحاسوب والبرمجيات

يتم بواسطة الأجهزة إدخال المعلومات، ومعالجتها، وإخراجها، أما البرمجيات فهي لغة التواصل بين المستخدم وذاكرة الحاسوب، وهي التي تقود العمليات في الحاسوب، ومنها عمليات الرسم الهندسي، وتحليل المعلومات وإخراجها، كما تربط بين المعلومات المكانية والوصفية.

المقومات البشرية

تحتاج نظم المعلومات الجغرافية إلى كوادر من الإداريين، والفنيين الذين لديهم القدرة على تنظيم البيانات وإدارتها، وتحليلها، ورسم الخرائط المناسبة لها وعرضها.

تطور نظم المعلومات الجغرافية

يمكن تتبع ظهور وتطوّر نظم المعلومات الجغرافية على النحو الآتي:

مرحلة مطلع الستينات

ظهرت نظم المعلومات الجغرافية وأسهم كثير من العلماء في تطويرها منهم: مهندس المساحة الكندي توملنسون، حيث قام بتنفيذ مشروع مسح جوي باستخدام الحاسوب الآلي للغابات في شرقي إفريقيا من أجل معرفة أنواعها وكثافتها والتغيّرات التي تطرأ عليها، وقد تمكّن المهندس هوارد فيشر من جامعة هارفارد الأمريكية عام 1964م، من إنتاج برنامج خاص بالخرائط، حيث نجح في استخدام الحاسوب في إنتاج خرائط محوسبة.

من السبعينات حتى وقتنا الحاضر

شهدت نظم المعلومات الجغرافية تطوراً واضحاً في هذه الفترة بسبب:

  • توفر الكم الهائل من المعلومات والبيانات المكانية.
  • التوسع في استخدام الحواسيب والبرمجيات التي تخدم نظم المعلومات، وظهور أجيال متطوّرة منها.
  • ظهور كثير من الشركات التجارية التي تطوّر برامج نظم المعلومات الجغرافية التي يتمّ تطبيقها في مختلف مجالات الحياة.
  • تبنّي كثير من الجامعات والمعاهد العلمية تدريس مقرّرات نظم المعلومات الجغرافية لتأهيل الدارسين، والاستفادة منها في مناحي الحياة.
  • اتساع قاعدة المستخدمين لبرامج نظم المعلومات الجغرافية في دول العالم، في العديد من المجالات، كالتعليم، والإحصاء، والتخطيط.