اللغة والثقافة
تعريف اللغة والثقافة
تعتبر كلٌّ من اللغة والثقافة من الأمور المهمّة التي تأخذ حيّزاً كبيراً من تفكير المتخصّصين، أو حتّى الناس العاديين، فهما معاً يعتبران من الأمور التي تؤثّر بشكلٍ مباشرٍ في تفكير الإنسان، وهويته، وشخصيّته التي ستبقى ملازمةً له طيلة حياته. وتعرّف اللغة على أنّها مجموعة متناسقة من الرّموز والإشارات، وهي أداة المعرفة الأولى والرئيسية كونها تمثّل الحاضنة المنطوقة، أو المكتوبة للأفكار الإنسانيّة المختلفة، فلا يُتصور تناقل الأفكار بين الناس دون هذه الوسيلة، حتّى عندما يُحدِّث الإنسان نفسه، فهو يُحدِّثها بلغته التي يجيدها.وفي حين تُعرّف الثقافة على أنها مجموعة سلوكياتٍ، وأفكارٍ، ومبادئ، وقيمٍ، يتبناها الإنسان في حياته، حيث تكون قادرة على رسم الطريق أمامه، وقد وُجد أنّ هناك علاقة وطيدة بين اللغة والثقافة، وفيما يلي بعض جوانبها. [١]
العلاقة بين اللغة والثقافة
تعتبر اللغة الوسيلة التعبيريّة الأولى التي يعبّر فيها الإنسان عمّا يجول في خاطره من أفكار، ومن هنا فإنّ اللغة هي الناطق الرسمي باسم الثقافة -إن صح التعبير-؛ فبها يمكن للإنسان أن يشرح للآخرين وجوه التميّز الثقافيّ لدى أمّته، وشعبه، ويتعرّف أيضاً على الثقافات الأخرى الموجودة في هذا العالم. ومن زاوية أخرى، فإنّ الثقافة توظّف وبشدة عند تعليم اللغات للأجانب الراغبين في تعلّمها، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على مدى التكامل بين الثقافة واللغة، فهما من الأمور المتلازمة التي لا يمكن الفصل بينها مهما حصل. إلى جانب ذلك، فإنّ ثقافة شعب من الشعوب تسهم في تطور لغته وإثرائها، من خلال إدخال العديد من المفردات الجديدة إليها، فاللغة على الدوام تقتبس مفرداتها من ثقافة الشّعوب الأصليّة التي تتكلم بها، وما اللغة العربيّة وبحر مفرداتها الذي لا حصر له إلّا مثالٌ واضحٌ وجليٌ على ذلك. [٢]
الحفاظ على اللغة والثقافة
اللغة والثقافة هما من أهمّ الأمور التي تحدّد شخصيّة الفرد والجماعة، والتي تسهم في توجيه التفكير لدى الإنسان، فمن الضر0وريّ الاعتناء بهما، وتوريثهما إلى الأجيال اللاحقة، وهذا الواجب يتوزّع على العديد من الجهات؛ كالأسرة، والدولة، والمدرسة، والمختصّون، وغيرها، غير أنّ الأسرة وبسبب دورها الكبير في صياغة شخصيّة الفرد يقع عليها حملٌ كبيرٌ في ذلك، فلا يجوز أن يتكلّم الأب أو الأمّ مع الأطفال بلغة غير لغتهم الأم بداعي التّطور، ومواكبة العصر، وهذا لا يعني عدم تعليم الأبناء لغاتٍ أخرى، لكن يمكنهم ذلك بعد أن يُتقنوا اللغة الأمّ بشكلٍ تامٍّ. إنّ الدّولة وبسبب سلطتها العالية هي قادرة على توجيه الشعب بالطّريقة التي تريدها، يكون ذلك من خلال المؤسّسات المختلفة، والجهات المعنيّة التابعة للدّولة والتي ترعى شؤون الثقافة في البلاد، ومن هنا يتبيّن أنّ هذا الحمل الثقيل هو مسؤوليّة مشتركة على كل أبناء اللغة والثقافة.[٣]
المراجع
- ↑ 93ص، “في اللّغات والثقافة والآداب”، www.univ-annaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 24/7/2018. بتصرّف.
- ↑ ص216-217، “قضايا اللغة والثقافة “، www.publications.iua.edu.sd، اطّلع عليه بتاريخ 24/7/2018. بتصرّف.
- ↑ “اللغة العربية بين الحفاظ على الهوية ومواكبة عصر العولمة”، www.alarabiahconference.org، اطّلع عليه بتاريخ 24/7/2018. بتصرّف.