ما هي لغة إثيوبيا

إثيوبيا

تقع دولة إثيوبيا (بالإنجليزيّة: Ethiopia) في قارّة أفريقيا؛ فيما يُسمّى القرن الإفريقيّ تحديداً،[١] وهي أقدم دولةٍ مُستقلّةٍ في القارّة، فلم تتعرّض للاستعمار مدّةً طويلةً؛ حيث استعمرتها إيطاليا مُدّة خمس سنواتٍ فقط، وتتميّز الدّولة بإرثٍ حضاريٍّ عريقٍ؛ ففيها أقدم الكنائس المسيحيّة في العالم، وهي كنيسة إثيوبيا الأرثوذكسيّة. تُعدّ إثيوبيا ثاني كُبرى دُول أفريقيا من حيث عدد السكّان،[٢] بينما تحتلّ المرتبة الرّابعة عشرة عالميّاً؛ حيث بلغ عدد سكّانها 102.374.044 نسمةً حسب إحصاءات عام 2016م، أمّا عاصمتها فهي مدينة أديس أبابا، وتضمّ تسع ولاياتٍ مُقسَّمةٍ على أساسٍ عرقيٍّ، ومنطقتَين إداريّتَين تتمتّعان بحُكمٍ ذاتيٍّ.[٣]

تتميّز إثيوبيا بوجود مخزونٍ من المعادن في أرضها، منها: الذهب، والبلاتينيوم، والغاز الطبيعيّ، وهي ذات مساحةٍ كبيرةٍ تبلغ 1.104.300كم2، وبذلك تحتلّ المرتبة السّابعة والعشرين على مستوى العالم من حيث المساحة، ويُستخدَم ما نسبته 36.3% من هذه الأراضي في الزّراعة. تشترك إثيوبيا مع ستِّ دُوَلٍ في حدودها، وهي: السّودان، والصّومال، وكينيا، وجنوب السّودان، وجيبوتي، وإريتريا، ويُعدّ مناخها مُناخاً استوائيّاً، كما يُلاحَظ التنوّع الواسع في خرائطها الطبوغرافيّة.[٣]

لُغات إثيوبيا

اللّغات الرسميّة

تنتشر في إثيوبيا 83 لُغةً، وأكثر من 200 لهجةٍ مَحكيّةٍ؛ واللّغة الجعزيّة أوّل لغةٍ استُخدِمت فيها، وهي لُغة مُطوَّرة من حروف اللّغة السبئيّة، وقد تحوّلت إلى لُغةٍ مكتوبةٍ في عهد مملكة أكسوم، ولا تزال تُستخدم إلى اليوم في كنيسة التّوحيد الأرثوذكسيّة الإثيوبيّة. تطوّرت اللّغة الجعزيّة إلى لُغتين مُستخدَمتين اليوم، وهما اللُّغتان: التغرينيّة، والأمهريّة؛ وتُعدّ اللّغة الأمهريّة اللّغةَ الرسميّة في البلاد،[٤] إلى جانب أربعِ لغاتٍ أُخرى رسميّةٍ مُستخدَمةٍ في إثيوبيا، واللُّغات الرسميّة في إثيوبيا حسب إحصاءات عام 2007م، هي:[٣]

اللّغة مكان استخدامها نسبة مُتحدّثيها من السكّان
اللّغة الأمهريّة إثيوبيا ).3
لغة الأورومو ولاية أوروميا 3.8
اللّغة الصوماليّة المنطقة الصوماليّة %6.2
اللّغة التغرينيّة إقليم تيغراي %5.9
اللّغة العفاريّة إقليم عفار %1.7

اللّغات الرئيسيّة

إلى جانب اللّغات الرسميّة توجد مجموعة من اللّغات الرئيسيّة المُتحدَّث بها في إثيوبيا، من أبرزها:[٣]

اللّغة نسبة مُتحدِّثيها من السكّان
لغة السيدامو %4
لغة ولايتا %2.2
لغة الغُراغي %2
لغة هدية %1.7
لغة جامو %1.5
لغة جيدو %1.3
لغة أوبو %1.2
لغة كافا %1.1
لغات أُخرى %8.1
اللّغة الإنجليزيّة تُعلَّم في المدارس بوصفها لغةً أجنبيّةً
اللّغة العربيّة

أصول اللّغات

تُقسَّم اللّغات في إثيوبيا إلى أربع عائلاتٍ لُغويّةٍ رئيسيّةٍ تبعاً لأصولها، وهي:[٤]

  • اللّغات الساميّة: يُتحدَّث بها في الأجزاء الشماليّة، والوسطى، والشرقيّة من إثيوبيا، وتُستخدَم فيها الكتابة الجعزيّة، التي تتكوّن من 33 حرفاً، يدلّ كلّ منها على سبعة أحرف، ممّا يجعل عددها 231 حرفاً، وتضمّ اللغات السامية 13 لغةً، من أبرزها اللّغتان: الجعزيّة، والأمهريّة.
  • اللغات الكوشيّة: يُتحدَّث بها في الأجزاء الجنوبيّة، والوسطى، والشرقيّة من إثيوبيا، وتُستخدَم فيها الحروف الرومانيّة، والكتابة الجعزيّة. وتتكوّن هذه اللّغات من 24 لغةً، من أبرزها اللُّغتان: الصوماليّة، والعفاريّة.
  • اللّغات الأوموتيّة: يتحدّثها السكّان في المنطقة المُمتدَّة بين الوادي المُتصدِّع ونهر أومو، وتضمّ هذه المجموعة 28 لغةً، من أبرزها لغة كافا.
  • اللّغات النيليّة الصحراويّة: وهي اللّغات التي يتحدّثها سُكّان المناطق الحدوديّة مع السّودان في غرب إثيوبيا، خاصةً في مناطق جامبيلا وبنيشنقول-قماز، ومن أبرز لُغات هذه المجموعة لغة أوبو.

السُكّان

الأعراق

يبلغ عدد المجموعات العِرقيّة في إثيوبيا 80 مجموعةً عرقيّةً تقريباً،[٤] وهذا التنوّع العرقيّ الكبير هو السّبب في تعدّد اللُّغات، والعادات والتّقاليد التي تتبعها كلُّ مجموعةٍ، وبشكلٍ رئيسيّ؛ هناك مجموعتان عرقيّتان كبيرتان تتنازعان على ملكيّة الأرض والحكومة، هما: الأورومو، والأمهره،[٥] وفي هذا الجدول المجموعات العرقيّة الرئيسيّة في إثيوبيا، ونسبة كلٍّ منها حسب إحصاءات عام 2007م:[٣]

المجموعة العرقيّة النّسبة إلى عدد السكّان
الأورومو 4.4
الأمهره ‘
الصوماليّون %6.2
التّيجراي %6.1
السّيداما %4
الغُراغ %2.5
الولايتا %2.3
الهدية %1.7
العفار %1.7
الجامو %1.5
الجيدو %1.3
السليتي %1.3
الكافيشو %1.2
أعراق أُخرى %8.8

الدّيانات

تتنوّع الدّيانات التي يعتنقها السكّان في إثيوبيا مع التنوُّع العرقيّ الكبير فيها؛ فحسب إحصاءات عام 2007م فإنّ أغلبيّة السكّان يعتنقون الأرثوذكسيّة الإثيوبيّة، وتبلغ نسبتهم 43.5% من السكّان، تتبعها الدّيانة الإسلاميّة التي يعتنقها 33.9% منهم، ثمّ البروتستانت بنسبة 18.5%، وتتبعها الكاثوليكيّة بنسبة 0.7%، ويتبع ما نسبته 2.7% من السكّان الدّياناتِ التقليديّةَ والمحليّةَ، بينما تعتنق نسبة 0.6% المتبقّية من السكّان دياناتٍ أُخرى.[٣]

التّاريخ

إثيوبيا من أقدم المناطق في العالم؛ حيث تعود أقدم آثارها البشريّة إلى ملايين السّنين؛ فعاشت فيها السُّلالة السليمانيّة، التي تعود إلى الملك منليك الأوّل، الذي يُرجّحُ أنّه ابن ملكة سبأ والملك سليمان. سُمِّيت إثيوبيا قديماً الحبشة، وقد بدأت الشعوب الحاميّة بالهجرة إليها من آسيا الصُّغرى في عصور ما قبل التّاريخ، ثمّ قدِم تُجّار الشّعوب الساميّة إلى المنطقة في القرن السّابع الميلاديّ؛ حينها برزت أهميّة إثيوبيا القديمة بموانئها المُطلَّة على البحر الأحمر؛ وخاصّةً لدى الدّولتين: الرومانيّة، والبيزنطيّة.[٦]

وصلت الدّيانة القبطيّة المسيحيّة إثيوبيا في عام 341م، وأصبحت الدّيانة الرسميّة لها، وفي القرن الخامس الميلاديّ ازدهرت إثيوبيا وبلغت أوجها، وعندما دخلها الإسلام عُزِلَت عن المناطق المُجاوِرة، كما أضعفتها الحروب الإقطاعيّة التي قامت فيها، أمّا إثيوبيا الحديثة فقد ظهرت في عهد الإمبراطور منليك الثاني، الذي تصدّى للغزو الإيطاليّ في عام 1896م، ووسّع إثيوبيا في عهده، وبعد وفاته عام 1917م وصلت ابنته إلى الحُكم، وبعد وفاتها عام 1930م استلم الحُكمَ الإمبراطورُ هيلا سيلاسي المُلقَّب بأسد يهوذا.[٦]

وحّد الإمبراطورُ هيلا سيلاسي أجزاء المملكة المُتناثِرة، كما كتب الدّستور في عام 1931م، وقدّم إصلاحاتٍ سياسيّةً عديدةً، مثل: اختيار برلمانٍ مع مجلس الشّيوخ، وانتخاب مجلسٍ للنّواب، ووضع نظام المحاكم، ولكنّه أبقى السُّلطة الأساسيّة مع الإمبراطور، وفي عام 1935م احتلّت إيطاليا إثيوبيا، وبعد عامٍ نُفِيَ هيلا سيلاسي، ثمّ أسّست إيطاليا شرق أفريقيا الإيطاليّة، التي ضمّت الصّومال وإريتريا، وبعد خمس سنواتٍ من الاحتلال انتهى الحكم الإيطاليّ عام 1941م؛ حيث هزمت القوّات البريطانيّة الإيطاليّين، فعاد هيلا سيلاسي إلى أديس أبابا.[٦]

المراجع

  1. “Top 4 Languages of Ethiopia”, alpha omega translations.
  2. “Ethiopia country profile”, bbc.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح “AFRICA :: ETHIOPIA”, CIA.
  4. ^ أ ب ت “Language”, ethiopian treasures.
  5. “Ethnic Groups Of Ethiopia”, world atlas.
  6. ^ أ ب ت “Ethiopia”, info please.