ضعف اللغة العربية
اللغة
اللغة هي الوسيلة التي يُعبّر بها الأفراد عن أنفسهم وما يدور في ذهنهم، وهي لسان الأمة، وهويتها، وجوهرها، وكيانها، فلا يُمكن أن تنشأ دولة مستقلّة لها سيادة وقوانين خاصّة بها، وحضارة، وثقافة دون لغة تميّزها عن بقية اللغات الأخرى، وقد حظيت الحضارة العربية الإسلامية بأمجاد وبناء ثقافيّ عريق في فترة الحكم الإسلاميّ؛ لأنّ أجدادنا المسلمون لم يفرطوا بلغتهم العربية، بل أعلوا من شأنها وتباهوا بها دون كللٍ أو مللٍ، ولكننا اليوم نشهد تحدياً أمام أنفسنا ألا وهو ضعفنا في اللغة العربية، وهي لغة الفصاحة والبلاغة التي ازدهرت بها الحياة العقليّة والفكريّة في العصور السابقة، ولغة الدين، والعلوم، والفنون، والآداب التي اكتسبت قوّتها من إبداع أهلها، وفي هذا المقال سنناقش أسباب ضعفها.
أسباب الضعف في اللغة العربية
انعكاس أوضاع التعليم على اللغة
إنّ ضعف التعليم والمناهج الدراسية المقرّرة في المدارس والجامعات العربية أدَّت إلى ضعف اللغة العربيّة بشكل واضح وجَليّ، فلا يُمكن تطوير لغة من اللغات والنهوض بها على المستوى النظريّ فقط، وإنّما يجب أن تتضافر الجهود من أجل تحسين أوضاع المنظومة التعليميّة في البلاد العربيّة بشكلٍ خاص، للارتقاء بالتعليم وتعزيز الانتماء الفكريّ والثقافيّ واللغويّ لدى أجيالنا الناشئة، في جميع الحالات يحتاج الأمر منّا عناية واهتمام كبير يتمثَّل في المداومة على القراءة والكتابة والتعلُّم.
اللغة العربيّة في الإعلام الأجنبي
إنَّ الإذاعات الأجنبيّة التي تبثّ البرامج الثقافيّة، والفكريّة، واللغويّة إلى الشعوب العربيّة تحترم لغتهم بغض النظر عن البرامج التي تعرضها وأفكار كلّ منها، كما تحرص كل الحرص على صحّة الألفاظ، والعبارات، والقواعد، والإملاء، ومخارج الحروف على عكس الكثير من الإذاعات والمحطات الفضائية العربية التي تتحدّث باللهجات العاميّة العربيّة لا اللغة الفصحى، ممّا يؤدّي إلى ضعف لغة المشاهد وتعاطيه مع اللهجات العامية بشكلٍ أكبر من الفصحى وقواعدها.
الغزو اللغوي
تعاني البلاد العربيّة في واقعنا المعاصر من غزو لغات الشعوب الغربيّة، مما أدَّى إلى انقطاع الصلة بين الشعب العربيّ ولغته، وفقدان جذوره ومناعته اللغويّة، وتهميش معالم حضارته وثقافته فأصبح العربيّ بلا هوية أو كيان، لا سيَّما أن اللغة الأهمّ في عالمنا العربي أصبحت هي لغة البلد الغازي أو المستعمر.
أثرَّ الاستعمار والاحتلال الأجنبي على لغتنا بشكلٍ سلبي، إذ دمج بعض مصطلحات لغاته الأجنبية مع مصطلحات من اللغة العربيّة ممّا أدَّى إلى نشوء اللهجات ولغات تخاطب جديدة بين أفراد المجتمع مثل التي تجمع بين اللغتين العربيّة والفرنسيّة، أو العربيّة والإنجليزيّة، أو العربيّة والعبريّة.