الفرق بين الحب والعشق والغرام

الحب والعشق والغرام

الحب والعشق والغرام، قد تبدو هذه الكلمات الثلاثة بمعنى واحد، حيث تدور كلها حول المشاعر والعواطف الجياشة، وقد يخلط الأشخاص فيما بينها. إن الشعراء يكثرون من استخدام هذه الكلمات الثلاث، ويستخدمونها لتدل على نفس المعنى.

اللغة العربية هي لغة المترادفات الكثيرة، وهي أغنى لغة تحتوي على العديد من الالفاظ المختلفة، التي تعبر كلها عن معنى واحد، لكنها تختلف في عمقها ودرجتها، لذلك لا بد من تفسير كل معنى من هذه المترادفات على حدة، والتمييز بينها، ومعرفة الفرق في عمق المعنى، فرغم أن الحب والعشق والغرام هي كلمات متصلة مع بعضها البعض، وتعبر في النهاية عن ذات الهالة من المعنى الذي يدور حول المشاعر الداخلية للإنسان، إلا أن هناك اختلافات واضحة في المعنى اللغوي لهذه الكلمات.

الفرق بين الحب والعشق والغرام

سنبين هنا أبرز الفرقوات بين هذه الكلمات كما يلي:

الحُبّ

الحب هو أوسع مفهوماً من معنى العشق والغرام، وهو شعور بالانجذاب الكبير تجاه شخص ما أو شيء معين، ولا يقتصر مفهوم الحب على العلاقة بين الرجل والمرأة، وإنما يشمل شعور الانجذاب والإعجاب والميل الشديد تجاه الأهل، والأصدقاء، والأقارب، والأوطان.

هو مفهوم شامل وعميق، يشمل جميع المشاعر والعلاقات الجميلة والحميمة بين الأشخاص والأشياء، ويضم جميع المعاني الأخرى، التي تعتبر جزءاً صغيراً من مفهوم الحب الكبير، وبشكلٍ عام، فإنّ مفهوم الحب، أشمل وأوسع من مفهومي العشق والغرام، اللذين يعتبران جزءاً منه.

العشق

وهو فرط الحب، واختلاط مشاعر الحب بالانجذاب الغريزي نحو الشخص، واختلاط مشاعر الحب بطهرها وعفافها بمشاعر الحميمية وحب الالتصاق بالمحبوب وعدم مفارقته، ولا يطلق العشق إلا على العلاقة بين الرجل والمرأة، لأنّها مشاعر مختلطة بالحب والشغف والرغبة بالمحبوب.

لا يشترط فيه تبادل عواطف العواطف بين العاشق والمعشوق، فقد يكون العشق عشقاً من طرف واحد، ومن الخطأ الشائع القول عن العلاقة بين الأم والابن مثلاً بأنها علاقة عشق، لأنّ العشق مخلوط بالانجذاب الغريزي، الذي لا يكون إلا بين رجل وامرأة يرغبان ببعضهما البعض.

الغرام

وهو شدة الحب، والتعلق الشديد بالشيء تعلقاً لا خلاص منه، وسمي الغرام غراماً لدوامه ولزومه وثباته الشديد في القلب والمشاعر، بحيث لا يملك الشخص السيطرة على عواطفه ومشاعره تجاه هذا الشخص أو الشيء، فيقبل عليه لدرجة الولع الشديد، وفقدان الصبر على فراقه، وكأن الشخص أصبح تحت تصرف الشيء الذي وقع في غرامه، وأصبحت حياته ملكاً له، ولا يلقي الشخص المغرم بالاً بما هو مغرم به إن كان يبادله الغرام أم لا، ويكتفي بمشاعره العنيفة نحوه دون أن تتبدل.