الفرق بين العشق والحب
الفرق بين العشق والحب
المحبّة من أسمى وأرقى المشاعر، التي وجدت على سطح الأرض، فالقلب حين يدقّ لشخص ما تشعر ببريق يجمّل حياتك، فتنتظر كلّ صباح بلهفة وشوق لترى عيني من تحب، فالحبّ موجودٌ بين جميع الكائنات، ولا ينحصر مفهومه بالإنسان فقط، فقد نجد الحبّ بين القطط والعصافير، بين الحيوانات المفترسة كالأسود والضباع، بين الجمادات كحبّ الأرض للمطر، وحبّ النبات للشمس، وحبّ الزهور للنحل، فالحبّ عالمٌ كبير جميلُ رقيق، يضفي علينا بالفرحة ِوالسعادة، فهو غذاءٌ لأرواحنا العطشة، ونداءٌ داخليٌ من قلوبنا الدافئة، فكيف تكون الحياة من غير قلب يدق لأجل شخصٍ ما؟
إنّ مشاعر الحبّ طاهرةٌ نقية مثل قطراتِ من الندى وهي تلامسُ أورق الشجرِ صباحاً، فتعطيها الحياة والانتعاش والفرح. فحبُ الأمِ لابنها، وحبُ الابن لأمه، وحبّ الصديق لصديقهِ، وحبُ الأخ لأخية، وحبّ الشخص لبيته وعمله، وحبّ الرجل لأنثاه والحبّ الأنثى لذكرها، نعمةٌ اللهِ على هذهِ الأرض، ولولا الحبّ لما كان للحياة طعمٌ ولا لون، فالحبّ هو الماء، هو الحياة، ولكن هناك فرقٌ كبيرٌ بين الحبّ والعشق.
الفرق من حيث التعريف
الحبّ
هو ميل قلبٍ إلى قلبٍ آخر، أو تعلّق قلبٍ بقلبٍ آخر، ويكون ذلك باجتماع مشاعر قوية داخلية لشخصٍ ما. والحبّ علمياً: يكون بإفراز المخ لهرمون التستوستيرون ليندمج مع هرومونات الجسد بطريقةٍ معقدةٍ، لا تستوعبها عقولُ العلماء، وهذا الهرمون يزداد إفرازه كلّما زاد حبّ الشيء.
العشق
هو عبارة عن قوةٍ غريزية، تسري من دونِ تدخل العقل، فيدخل المعشوق بحالةٍ هستيرية. والعشق علمياً: يكون بإفراز الجسم لهرمون الأوكسيتوسين، ليتفاعل مع هروموناتِ الجسد، فيعطي شعوراً بالانجذاب نحوَ شخصٍ ما، لتولّد رغبةً قويةً لا يوقفها أحد، ويجب التنويه أنّ العشق هو مرحلة من مراحل الحبّ المتقدّمة فالحبّ يمرّ بعدّة مراحل وهي: الهوى، ثمّ الصبوة، ثمّ الشغف، ثمّ الوجد، ثمّ الكلف لنصل إلى العشق.
الفرق من حيث العلامات
علامات الحبّ
- إدمانُ النظرِِ إلى المحبوب.
- الانقياد للمحبوب وآثار المحبوب على نفس المحب.
- عدم النظر إلى المحبوب وتغاظي النظر خجلاً منه.
- بذل كلّ الجهد في رضى المحبوب.
- الاندهاش والفرح عند مواجهة الحبيب أو سماع ذكره.
- أن يكره المحبّ ما يكره المحبوب، ويحبّ ما يحبّه.
- هجر المحبّ لكل ما يزعج محبوبه.
علامات العشق
- الفرح الكبير للعاشق بذكر معشوقه.
- الإقلاع عن الأكل والشرب.
- البكاء من غيرِ سبب.
- الحزنُ الشديد.
- السهرُ ليلاً وعدم النوم.
- كثرة السرحان وشرود الذهنِ والتفكير.
- الشعور بالهمِ دائماً.
الفرق من حيث النوع
أنواع الحبّ
- حبّ الله عزّ وجلّ: هو الحبّ لله وحده.
- الحبّ في الله: أي القيام بالأعمال الصالحة، والحبّ للمؤمنين ايضاً؛ بهدف إرضاءً الله.
- حبّ الاحترام: كحبّك لجدّك أو لوالديك.
- حبّ الشفقة: كأن تعطف على كبيرٍ أو فقير.
- حبّ الأشياء: كأن تحبّ الطعام والبيت.
- حبّ طبيعي: كحبّ الرجل للمرأة، أو حبّ الزوج لزوجته.
أنواع العشق
- عشق الرجال للنساء: هو أكثر أنواع العشق انتشاراً؛ لأنّ الرجل عندما يحبّ لا يخاف من شيء.
- عشق النساء للرجال: هذا النوع من العشق قليل نوعاً ما؛ وذلك لما تتّصف به المرأة من الخجل والحياء.
- عشق الرجال للرجال: هو ما يعرف بالشواذ الجنسي.
- عشق النساء للنساء: هو ما يعرف بالشواذ.
أسباب العشق
كما نرى فإنّ العشق غير مستحب، ويمكن أن نصفه بأنّه مرض يجب العلاج منه؛ لأنّه يتخطّى مراحل الحبّ وقد يسبّب المشاكل النفسية، فيقول ابن سينا أن العشق: عبارة عن مرضٍ وسواسي شبيه بالمالنخوليا، حيث يسلط العاشق نظره وتركيزه على بعض الصور، فيتحرك الشوق لها، ويساعد في ذلك الحركات الشهوانية.
علاج العشق
لا بدّ من إيجاد طريقةٍ فعالة لعلاج مرض العشق، والخروج منه بأقل الأضرار الممكنة، فمخاطر العشق لا تتوقّف فقط عند الحزن والبكاء، إّنما قد تصل أحياناً إلى الانتحار، فلا بدّ من إيجاد طرق ومقومات للعلاج، ويمكن حصرها بالتالي:
- التقرّب إلى الله عزّ وجلّ، بصلاة والصوم والدعاء.
- الابتعاد عن الفراغ، وجعل يومك حافل بالأعمال التي قد تخرجك من وضعك الحالي.
- الابتعاد عن التقليد الأعمى، خاصة تقليد ما يتمّ نشره عبر وسائل الإعلام.
- نصح العاشق وتعنيفه للخروج ممّا هو فيه.
- السفر للابتعاد عن المعشوق ممّا يساعد في نسيانه.
- الجلوس في مجالس العلم، أو مجالس السرور واللهو.
- محاولة الجمع بين العاشق ومعشوقه بالزواج.