ما هي همزة الوصل وهمزة القطع
همزة الوصل وهمزة القطع
ما يزال موضوع الهمزة من أكثر الموضوعات المطروحة في الإملاء والخاضعة للدراسة من حيث كتابتها ولفظها، وأنواعها، فالهمزة تأتي في ثلاثة مواضع من الكلمة: في أول الكلمة، أو في وسطها، أو في آخرها، والهمزة التي تأتي في أول الكلمة إما أن تكون همزة وصل وإما همزة قطع، ولكلٍّ منهما قواعدها المحددة لكتابتها وتمييزها، وفيما يلي تفصيل في دراسة همزتي الوصل والقطع.[١]
تأتي همزتا القطع والوصل في بداية الكلمة، وتعتبر كتابة همزتي الوصل والقطع من إحدى القواعد الإملائية الضرورية في اللغة العربية، وإن التمييز بين هاتين الهمزتين أمر لا بدّ منه، فما زال الكثير من الناس يجهلون طريقة قراءتها وكتابتها، ومواضع استخدامها، وانتشرت الأخطاء الإملائية في كتابتها.[٢]
تعريف همزة الوصل
تُعرّف همزة الوصل بأنها همزة تقع في أول الكلمة يثبت لفظها عند الابتداء بها، ويسقط عند وصل الكلمة بما قبلها، أي تُنطَق نطق همزة القطع في بداية الكلام، ولا يُنطق بها في حالة الوصل بينها وبين الكلمة التي قبلها، وتُكتب همزة الوصل بهذا الشكل ( ا ) أي بلا رسم الهمزة عليها، وسُمّيت بهمزة الوصل لأنها تصل بين الكلمة وما قبلها، كما في الكلمتين: قرأت واستخرجت، وللتمييز بين الهمزتين يوضع قبل الكلمة المُراد تمييز نوع الهمزة فيها أحد الحرفين (و، فـ) ثم تنطق، فإن أحس القارئ بخروج صوت الهمزة (أَ، أُ، إ) من حلقه أثناء النطق كانت همزة قطع، أمّا إن انتقل من حرف الواو أو الفاء فوراً إلى الحرف الذي يلي الهمزة التي بدأت بها الكلمة دون أن ينطق بصوت الهمزة كانت همزة وصل.[٣]
مواضع همزة الوصل
لهمزة الوصل قاعدة ومواضع محددة هي الأصل في تمييزها عن همزة القطع وهذه المواضع هي:
الهمزة في ألْ التعريف
وهي همزة الوصل في أول حرف من اللام الشمسية واللام القمرية مثل: السّماء والورد، فلا تُرسم الهمزة.[٤]
في الأسماء
وإن أشهر هذه الأسماء التي تبدأ بهمزة وصل هي:[٥]
- اسم، واسمان.
- امرؤ.
- امرأة، وامرأتان.
- ابن، وابنة.
- اثنان، واثنتان.
- ابنان، وابنتان.
فأول حرفٍ من الأسماء السابقة هو همزة وصل، ولا تُنطق إن جاءت بين الكلام، أما إذا بدأ بها المتكلم كلامه فإنه يلفظها كما يلفظ همزة القطع مكسورة للتسهيل والتخفيف.[٦] ومن الجمل المتكررة في حياتنا جملة البسملة، فعند قولنا: بسم الله الرحمن الرحيم، فإننا نصل الميم المكسورة في كلمة بسم باللام في كلمة الله، والحقيقة أن أصل (بسم) هو حرف الجر الباء وكلمة اسم (بِاسم) ولكن حذفت منها الهمزة لأنها لا تُنطق للتسهيل والتخفيف، وهناك من يكتبها، والأجدر كتابتها، إلّا أنها وردت في القرآن الكريم بهذا الشكل، وإن الكتابتين صحيحتان، ولا خطأ في الأولى أو الثانية فإذا بُدئ بها الكلام تُركَت مكتوبة ولُفِظت كهمزة قطع مكسورة.[٧]
في الأفعال
تبدأ بعض الأفعال بهمزة وصل ضمن مواضع معينة وقاعدة محددة، وفيما يلي توضيح لمواضع همزة الوصل:[٨]
- الأمر من الفعل الثلاثي: والفعل الثلاثي هو ما تكوّن من ثلاثة حروف، فإذا جاء بصيغة الأمر وبُدئ بهمزة فإن همزته هي همزة وصل، كفعل الأمر من الفعل الماضي خرج الذي فعل الأمر منه (اخرُج)، وكَتَب الذي فعل الأمر منه (اكتب).
- الفعل الخماسي: وهو المكوّن من خمسة حروف، ماضيه والأمر منه والمصدر المشتق منه، ومثال ذلك الفعل الماضي اقترَب، فالأمر منه اقترِب، والمصدر اقتراب، والفعل ابتعَد الذي فعل الأمر منها ابتعِد، فالهمزة فيهما همزة وصل.
- الفعل السداسي: وهو المكون من ستة حروف، ماضيه والأمر منه والمصدر المشتق منه، ومثال ذلك الفعل الماضي استخدَم، فالأمر منه استخدِم، والمصدر استخدام، واستبعَد الذي يأتي فعل الأمر منه استبعِد والمصدر استبعاد، فالهمزة هنا همزة وصل تلفظ إذا بُدِئ بها الكلام، ولا تلفظ إذا جاءت بين الكلام ووُصِلت بما قبلها.
فوائد في قراءة همزة الوصل
تجدر الإشارة هنا إلى بعض القواعد الإملائية المهمة فيما يخص همزتي الوصل والقطع التي يجب مراعاتها أثناء كتابة همزة الوصل وطريقة لفظها:
- تُلفظ حركة الهمزة بحسب حركة الحرف الثالث في المضارع، فإذا كان الحرف الثالث من المضارع مضموماً تقرأ همزة الوصل مضمومة كما في الفعل اخرُج، أما إذا كان الحرف الثالث من المضارع مفتوحاً أو مكسوراً فتلفظ همزة الوصل مكسورة كما في الفعلين اشرب، اجلس، فالمضارع للفعلين هما يشرب بفتح الراء، ويجلس بكسر اللام وتُلفظ الأفعال السابقة كلها كهمزة قطع مكسورة إذا بُدئ بها الكلام.[٩]
- تُحذف همزة الوصل في الكلمات المبدوءة بأل التعريف لفظاً وكتابة إذا دخلت عليها لام الجر مثل: لِلبيت، لِلصّفحة.[٩]
- إذا دخلت همزة الاستفهام على الأسماء المعرفة بأل التعريف فإن همزة الوصل تثبت ولا تحذف كقولنا: أالجميع هنا؟ ودليل ذلك ما ورد في القرآن الكريم: (قُل آللَّـهُ أَذِنَ لَكُم أَم عَلَى اللَّـهِ تَفتَرونَ)[١٠].[١١]
تعريف همزة القطع
هي همزة أصلية متحركة يُنطَق بها في كل موضع تجيء به في أول الكلمة وعند وصلها، وتُرسم فوقها الهمزة أو تحتها من أجل التفريق بينها وبين همزة الوصل، فإذا كانت مضمومة أو مفتوحة رُسِمت الهمزة فوقها مثل أُخت وأَب، أما إذا كانت مكسورة رُسمت الهمزة تحتها مثل إِسلام.[١٢]
مواضع همزة القطع
لهمزة القطع المواضع الخاصة بها التي تختلف بالتأكيد عن مواضع همزة الوصل، وفي حال تمت معرفة مواضع الهمزتين فيصبح التمييز بينهما أسهل، والتطبيق أدقّ حتى لو كان هناك تشابه بين الهمزتين، ومن أهم مواضع همزة القطع التي تبدأ بها الكلمة ما يلي:
في الأسماء
جميع كلمات اللغة العربية المبدوءة بهمزة هي همزة قطع عدا الأسماء التي ذُكِرت في همزة الوصل، ومن أشهر الكلمات التي تبدأ بهمزة القطع هي: أحمد، أَب، أُخت، إيمان، وغيرها الكثير من الأسماء، وعليه فإنه من الضروري عند كتابة هذه الكلمات مراعاة رسم الهمزة، لأن رسم الهمزة يفرّق بين الهمزتين.[١٣]
في الأفعال
ومواضع همزة القطع في الأفعال محدودة، ومن أهم هذه المواضع ما يلي:[٥]
- في الفعل الثلاثي ومصدره: حيث تبدأ عدة أفعال ثلاثية بهمزة قطع، وكذلك الأمر بالنسبة إلى مصادرها مثل: الفعل الثلاثي (أمرَ) ومصدره (أمْر)، وأيضاً الفعل الثلاثي (أكلَ) ومصدره (أكْل)، و(أخذَ) ومصدره (أخْذ).
- الفعل الرباعي: تأتي همزة القطع في الماضي والأمر من الفعل الرباعي ومصدره مثل، أرسلَ الذي فعل الأمر منه أرسِلْ، ومصدره إرسال، وأدخَلَ الذي فعل الأمر منه أدخِل، ومصدره إدخال.
- همزة المضارعة: أي الهمزة التي يبدأ بها الفعل المضارع مثل: أَرسمُ، أُمارسُ، أَبدأ.
في الحروف
كل الحروف المبدوءة بهمزة هي همزة قطع، ومن أمثلة ذلك حرف الجرّ (إلى)، وبعض حروف النصب مثل (إنّ) و(أنّ)، وأيضاً حرف العطف (أو)، وغيرها من الحروف.[١٣]
وختاماً ينبغي دراسة مواضع همزتي الوصل والقطع دراسة فاهمة لتكون قاعدة استخدامهما هي المرجعية.
المراجع
- ↑ م.م. حيدر الشلاه (2012)، “الأخطاء الإملائية الشائعة لدى طلبة كلية الدراسات القرآنية في أداء همزتي الوصل والقطع”، مجلة كلية التربية الأساسية/ جامعة بابل، العدد 8، صفحة 317. بتصرّف.
- ↑ م.م. حيدر الشلاه (2012)، “الأخطاء الإملائية الشائعة لدى طلبة كلية الدراسات القرآنية في أداء همزتي الوصل والقطع”، مجلة كلية التربية الأساسية/جامعة بابل، العدد 8، صفحة 315. بتصرّف.
- ↑ محمد الشوبكي، راجي رحمة الغفور (2015)، اللآلئ الذهبية في شرح المقدمة الجزرية (الطبعة الأولى)، فلسطين: الألوكة، صفحة 77. بتصرّف.
- ↑ د. فهمي النجار (2008)، قواعد الإملاء في عشرة دروس سهلة (الطبعة الرابعة)، الرياض: مكتبة الكوثر، صفحة 10، جزء 2. بتصرّف.
- ^ أ ب د. عبدالله النقراط (2003)، الشامل في اللغة العربية (الطبعة الأولى)، ليبيا: دار الكتب الوطنية، صفحة 163. بتصرّف.
- ↑ محمد الشوبكي، راجي رحمة الغفور (2015)، اللآلئ الذهبية في شرح المقدمة الجزرية (الطبعة الأولى)، فلسطين: الألوكة، صفحة 78. بتصرّف.
- ↑ عبد الله النقراط (2003)، الشامل في اللغة العربية (الطبعة الأولى)، ليبيا: دار الكتب الوطنية، صفحة 178. بتصرّف.
- ↑ عبد الله النقراط (2003)، الشامل في اللغة العربية (الطبعة الأولى)، ليبيا: دار الكتب الوطنية، صفحة 162-163. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد الشوبكي، راجي رحمة الغفور (2015)، اللآلئ الذهبية في شرح المقدمة الجزرية (الطبعة الأولى)، فلسطين: الألوكة، صفحة 77. بتصرّف.
- ↑ سورة يونس، آية: 59.
- ↑ محمد الشوبكي، راجي رحمة الغفور (2015)، اللآلئ الذهبية في شرح المقدمة الجزرية (الطبعة الأولى)، فلسطين: الألوكة، صفحة 79. بتصرّف.
- ↑ عبد الله النقراط (2003)، الشامل في اللغة العربية (الطبعة الأولى)، ليبيا: دار الكتب الوطنية، صفحة 163. بتصرّف.
- ^ أ ب د. فهمي النجار (2008)، قواعد الإملاء في عشرة دروس سهلة (الطبعة الرابعة)، الرياض: مكتبة الكوثر، صفحة 11. بتصرّف.