ما هو الإعراب

تعريف الإعراب

الإعراب هو مصدرٌ مشتقٌ من الفعل أعرب، توجد له ولمشتقاته معانٍ كثيرةٍ، كـ “الإبانة”، فيٌقال “أعرب الرجل بمعنى أفصح القول والكلام”، وذلك بحسب ما ورد في معجم “العين” للخليل بن أحمد الفراهيدي، وذهب الجوهري في معجمه “الصحاح” إلى هذا المعنى في تعريفه للإعراب بقوله: “وعرب لسانه بالضم عروبة؛ أي صار عربيّأً، وأعرب كلامه إذا لم يلحن في الإعراب، وأعرب بحجّته؛ أي أفصح بها، ولم يتّق أحداً”، ومن معاني الإعراب الاخرى: “المفصح بالتفصيل، والساكت عنه للتَقِيّة”، والتقية هي الحذر والكتمان، وفي وصف الرسول (صلى الله عليه وسلم) عن الثيّب قوله (الثَّيِّبُ تُعربُ عن نفسِها، والبِكرُ رضاها صُماتُها)،[١] وقصد بـ “تُعرب” في الحديث الشريف أي تُفصح عن رأيها.[٢]

بينما يُعرّف الإعراب بالمعنى الاصطلاحيّ: “بأنّه ما جيء به لبيان مقتضى العامل من حركةٍ، أو حرفٍ، أو سكونٍ، أو حذفٍ”، وتتضمّن هذه الحركات: الضمةُ، مثل: “جاء خالدٌ”، والفتحةُ، مثل: “رأيتُ خالداً”، والكسرةُ، مثل: “مررتُ بخالدٍ”، أمّا الحروف فهي: الواو، مثل: “جاء أخوك”، والألف، مثل: “جاء الخالدان”، والياء، مثل: “رأيتُ الخالدين”، والسكون، مثل: “لم يكتبْ”، وحذف النون، مثل: “لم يكتبا”، وقد ورد عن النحويين وعلماء اللغة تعريفاتٍ متعددةٍ للإعرابِ، وكانت هذه التّعاريف تدور حول مفهومٍ واحدٍ، ومن أهمّ هذه التعاريف نذكر ما يلي:[٢]

  • تعريف ابن هشام: “الإعراب أثرٌ ظاهرٌ أو مقدّرٌ، يجلبه العامل في آخر الاسم المتمكّن والفعل المضارع”.
  • تعريف ابن عصفور في كتابه المقرب: “إنّ الإعراب هو تغيّر آخر الكلمة لعاملٍ يدخل عليها في الكلام الذي بُني فيه لفظاً أو تقديراً، عن الهيئة التي كان عليها قبل دخول العامل إلى هيئة أخرى”.
  • تعريف ابن جنّي في كتابه الخصائص: “أنّ الإعراب هو الإبانة عن المعاني بالألفاظ”.
  • تعريف الإعراب في كتاب النحو الوافي: “أنّ الإعراب هو تغيّر العلامة التي في آخر اللفظ بسبب تغيّر العوامل الداخلة عليه، وما يقتضي كلّ عامل”.

نشأة الإعراب

الإعراب ظاهرةٌ قديمةٌ في اللغةِ العربيّةِ واللغاتِ الساميّةِ الأخرى، وخاصةً تلك اللغات التي كانت تستخدم الحركات والمقاطع في كتابتها، ومن هذه اللغات: الآشوريّة، والآكاديّة، والبابليّة التي كُتب بها قانون حمورابي؛ هذا القانون الذي وجد الدارسون فيه نصوصاً إعرابيّةً كانت دلالةً واضحةً على مدى تشابه الإعراب بين اللغة العربيّة وتلك اللغات؛ وكان هذا التشابه جليّاً في حركاته؛ فكانت الضمّةُ علامة رفع الفاعل، والفتحةُ علامة نصب المفعول به، والكسرةُ علامة جرّ الاسم المجرور، وكان الاسم المنوّن في تلك اللغات يُلحق به حرف الميم، وهو ما يُسمى في اللغة العربيّة بالتّنوين.[٣]

اختفى الإعراب مع مرور الوقت من اللغات الساميّة، واندثرت خصائصه اللغويّة منها، ولم يبقَ منه إلا القليل، إلا أنّه بقي حاضراً في اللغة العربيّة حتى نهايات القرن الثّالث الهجريّ على شكل لغة تخاطبٍ بين عامة الناس، ولغة فصحى بين العلماء إلا أنّ هذه اللغة بدأت بالانفصال عن العربيّة بعد أن أخذت اللغات الدخيلة الأخرى بالانتشار والاختلاط بها، ويرجّح اللغويّون السبب في بقاء الإعراب فيها لفترةٍ أطولَ في الوقت الذي اختفت فيه من جميع اللغات الساميّة الأخرى، لكون اللغة العربيّة ظلّت محصورةً في حدود الجزيرة العربيّة، وبعيدةً عن الاختلاط باللغات الأخرى، بينما نجد اللغات الساميّة قد نشأت في بيئاتٍ مفتوحةٍ أدّت إلى اختلاطها باللغات الأخرى، ما ساعد على اختفاء الإعراب فيها، ومن هنا يمكن القول إنّ الإعراب يبقى خاصيّةً لغويّةً أصيلةً في اللغة العربية واللغات الساميّة الأخرى، ورغم اختفائه في تلك اللغات إلا أنّ هذه اللغات تبقى شاهداً على تاريخ أقّدميّته، ولهذا لا يمكن لأيّة دراسةٍ تناقش الإعراب في اللغة العربيّة أن تكون شاملةً ودقيقةً ما لم تدرسْ هذه الظاهرة في اللغات السامية القديمة.[٣]

العوامل في الإعراب

العوامل هي جمع عامل، وهي من المؤثّرات الأساسيّة في الإعراب، ويُعرّف العامل بأنّه المسبّب في رفعِ الكلمةِ، أو نصبِها، أو جرِّها، أو جزمِها، وتسمى هذه الحالات بالعمل، أمّا الكلمة التي تُنصب أو تُرفع فتسمّى بالمعمول فيها، وتسمى هذه العناصر، سواء أكانت العامل، أم العمل، أم المعمول فيه بأركان العامل، نحو: “باعَ الرسامُ اللوحةَ”، فـ “باعَ” هو العامل وهو فعلٌ ماضٍ مبنيٌ على الفتح، و “الرّسام” هو المعمول فيه، وهو فاعل مرفوع بالضمّة الظّاهرة على آخره بفعل الفعل “باع”، و”اللوحة” مفعول به وهو معمول فيه ثانٍ للفعل “باع”، أمّا العمل فهو الإعراب، وهو حالتا الرفع للفاعل “الرسام”، والنصب للمفعول به “اللوحة”.[٤]

وتمّ تقسيم العوامل إلى أقسام عدّة لاعتبارات مختلفة، وهذه الاعتبارات هي:[٤]

  • عوامل قياسيّة وسماعيّة
  • عوامل لفظيّة ومعنويّة.
  • عوامل اسميّة وفعليّة وحرفيّة.
  • عوامل أصليّة وتبعيّة.
  • عوامل قويّة وضعيفة.
  • عوامل لها عمل واحد، وعوامل لها أكثر من عمل.
  • عوامل متّفق عليها، وعوامل مختلف فيها.
  • عوامل واجبة العمل، وعوامل جائزة العمل.

علامات الإعراب

الكلام المُعرَب هو ما يتغيّر آخره في الجملة باختلاف العوامل الدّاخلة عليه، ويُقسّم إلى أربعة أنواع، وهي: الرّفع، والنّصب، والجرّ، والجزم، ولكل نوعٍ من أنواع الإعراب علاماتٌ ظاهرةٌ إمّا أصليّةٌ أو فرعيّةٌ، وتأتي هذه العلامات عادةً في نهاية الكلمة، وتختلف باختلاف نوع المُعرب، وسيتمّ توضيح ذلك فيما يلي:[٥]

علامات الإعراب الأصليّة

تُقسّم العلامات الأصليّة في الإعراب إلى أربعة أنواع، وهذه الأنواع هي: الضمّة، والفتحة، والكسرة، والسّكون، وسيتمّ توضيح استعمالات هذه العلامات الأصليّة فيما يلي:[٥]

  • الضمة، وتستخدم في حالة الرفع، وتأتي مع الأسماء، نحو قولنا: “نجح محمدٌ”، وتأتي أيضاً مع الفعل المضارع، نحو قولنا: “يفلحُ المؤمن”.
  • الفتحة، وتستخدم في حالة النصب، وتأتي مع الأسماء، نحو قولنا: “أكرمتُ محمداً”، وتأتي أيضاً مع الفعل المضارع، نحو قولنا: “لن يفلحَ المنافق”.
  • الكسرة، وتستخدم في حالة الجرّ، وتأتي مع الأسماء فقط، نحو قولنا: “أثنيتُ على محمدٍ”.
  • السكون، وتستخدم في حالة الجزم مع الفعل المضارع الصحيح الآخر، نحو قولنا: “لم يكتبْ”.

علامات الإعراب الفرعيّة

علامات الإعراب الفرعيّة هي العلامات التي تأتي في أواخر الكلام لتنوب عن العلامات الأصليّة، وقد تأتي هذه العلامات حروفاً، تتضمن: حرف الواو، والألف، والياء، والنون، أو حركاتٍ، مثل: حركتي الفتحة، والكسرة، أو الحذف، وسيتمّ توضيح هذه الأنواع الثلاثة مع الأمثلة فيما يلي:[٥]

  • ما ينوب عن الضمّة في حالة الرفع:
    • الواو، وتأتي في رفع جمع المذكّر السّالم، نحو:”حضر الفائزون”، فـ “الفائزون” فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنّه جمع مذكر سالم، وفي رفع الملحق به، نحو: “انتهت السّنون التي انتشر فيها المرض”، فـ “السنون” فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنّه ملحق بجمع المذكر السالم، وفي رفع الأسماء الستة، والتي تضمّ كلاً من: “أبٌ، وأخٌ، وحمٌ، وفمٌ، وهنٌ، وذو”، مثل: “حضر أخوك”، فـ “أخو” فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنّه من الأسماء الخمسة.
    • الألف، وتأتي في رفع المثنى، كقولنا: “جاء الطالبان، فـ “الطالبان” فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنّه مثنى، وفي رفع الملحق به، كقولنا: “في الصف اثنان وثلاثون طالباً”، فـ “اثنان” مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنّه ملحق بالمثنى.
    • ثبوت النون، وتأتي في رفع الأفعال الخمسة المتّصلة بألف الاثنين، أو واو الجماعة، أو ياء المخاطبة، وهذه الصّيغ هي: تفعلان، مثل: “تفوزان”، ويفعلان، مثل: “يفوزان”، وتفعلون، مثل: “تفوزون”، ويفعلون، مثل: “يفوزون”، وتفعلين، مثل: “تفوزين”.
  • ما ينوب عن الفتحة في حالة النّصب:
    • الكسرة، وتأتي في نصب جمع المؤنّث السالم نيابةً عن الفتحة، كقولنا: “أكرمت المديرة المعلماتِ”، فـ “المعلماتِ” مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة لأنّه جمع مؤنث سالم.
    • الألف، وتأتي في نصب الأسماء الخمسة، كقولنا: “إنّ أخاك مجتهدٌ”، فـ “أخ” اسم إنّ منصوب وعلامة نصبه الألف لأنّه من الأسماء الخمسة.
    • الياء، وتأتي في نصب جمع المذكر السالم، كقولنا: “رأيتُ المهندسين في المصنع”، فـ “المهندسين” مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنّه جمع مذكر سالم، وفي نصب المثنى، كقولنا: “ليس العاملان مخلصيْن”، فـ “مخلصيْن” خبر كان منصوب بالياء لأنّه مثنى.
    • حذف النون، وتأتي في حالة نصب الفعل المضارع بصيغة الأفعال الخمسة بأداة من أدوات النصب، كقولنا: “لن تقولوا الحقَ”، فـ “تقولوا” فعل مضارع منصوب بأداة النصب لن وعلامة نصبه حذف النون من آخره لأنّه من الأفعال الخمسة.
  • ما ينوب عن الكسرة في حالة الجرّ:
    • الياء، وتأتي في جرّ المثنى، نحو: “قرأتُ في كتابيْن”، فـ ” كتابيْن” اسم مجرور بفي وعلامة جرّه الياء لأنّه مثنى، وفي جرّ جمع المذكر السالم، نحو: “لا تصغِ إلى الكاذبين”، فـ “الكاذبين” اسم مجرور بإلى وعلامة جرّه الياء لأنّه جمع مذكر سالم، وفي جرّ الأسماء الخمسة، نحو: “سلّمتُ على أبيك”، فـ “أبي” اسم مجرور بعلى وعلامة جرّه الياء لأنّه من الأسماء الخمسة.
    • الفتحة، وتأتي في جرّ الاسم الممنوع من الصرف نيابة عن الكسرة، كقولنا: “أثنيتُ على فاطمةَ” فـ “فاطمة” اسم مجرور بعلى وعلامة جرّه الفتحة نيابة عن الكسرة لأنّه ممنوع من الصرف.
  • ما ينوب عن السكون في حالة الجزم: وهي حالة واحدة فقط تأتي مع الفعل المضارع المجزوم بأداة من أدوات الجزم، وتأتي كالتالي:
    • حذف حرف العلة مع الفعل المضارع المعتل الآخر، كقولنا: “لم ينمُ العشبُ”، فـ “ينمُ” فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف حرف العلة من آخره.
    • حذف النون إذا كان الفعل المضارع من الأفعال الخمسة، نحو: “لم تأمروا بالمعروف”، فـ “تأمروا” فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون من آخره لأنّه من الأفعال الخمسة.

أنواع الإعراب

الإعراب الظاهر

الإعراب الظّاهر هو الإعراب الذي تأتي فيه علاماته ظاهرة، سواء أكانت هذه العلامات أصليّةً أم فرعيةً، مثل: “حضرَ الولدُ”، وكقولنا: “لن يحضرَ الولدان”، وقد تمّ التحدّث عن هذه العلامات في موضعٍ سابقٍ من هذا المقال.[٥]

الإعراب التقديري

الإعراب التقديريّ هو الإعراب الذي لا تظهر علاماته في آخر الكلام، وإنما تقدّر علامة إعرابه تقديراً لأسباب عدّة، ومنها: التعذّر، والثّقل، واشتغال المحل بحركة مناسبة، أو بحركة الحكاية، أو بحركة حرف من حروف الجرّ الزائدة، ويأتي الإعراب التقديريّ كالتالي:[٥]

  • الاسم المقصور: وهو كل اسمٍ معربٍ ينتهي بالألف اللازمة، ويكون الحرف الذي قبلها مفتوحاً، وتُقدّر علامات الإعراب الأصليّة في آخره بحسب موقعه الإعرابي في الجملة بسبب التعذّر، مثل:”جاء الفتى”، فـ “الفتى” فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الألف منع من ظهورها التعذّر، ومثل: “قابلتُ الفتى”، فـ “الفتى” مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الالف منع من ظهورها التعذّر، ومثل: “سلمتُ على الفتى”، فـ “الفتى” اسم مجرور بعلى وعلامة جرّه الكسرة المقدّرة على الألف منع من ظهورها التعذّر.
  • الاسم المنقوص: يُعرّف الاسم المنقوص بأنّه كلّ اسمٍ معربٍ ينتهي بالياء اللازمة، على أن يكون الحرف الذي قبلها مكسوراً، وتقدّر علامة الإعراب الأصليّة بحسب موقعها في الجملة، بسبب الثّقل، وذلك لصعوبة ظهورها على حرف العلة الياء، مثل: “جاء القاضي”، فـ “القاضي” فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الياء منع من ظهورها الثّقل، ونحو: “سلمتُ على القاضي”، فـ “القاضي” اسم مجرور وعلامة جرّه الكسرة المقدّرة على الياء منع من ظهورها الثّقل، أمّا في حالة النصب فتظهر علامة الإعراب الفتحة على حرف العلة الياء، مثل: “قابلتُ القاضي”، فـ “القاضي” مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على الياء.
  • الفعل المضارع المُعتل الآخر: وهو الفعل الذي ينتهي بحرفٍ من حروفِ العلةِ، وتأتي العلامات الإعرابيّة مقدّرة على آخره بحسب موقعها الإعرابيّ في حالتي الرّفع والنّصب، بينما يتمّ حذف حرف العلة في حالة الجزم؛ وسيتمّ توضيح هذه الحالات فيما يلي:
    • في حالة الرفع: يأتي الفعل المضارع المعتل الآخر مرفوعاً بالضمة المقدّرة على آخره إذا لم يُسبق بأداة نصب أو جزم، كقولنا: “يسعى الطالب في طلب العلم”، فـ “يسعى” فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على حرف العلة الألف منع من ظهورها التعذّر.
    • في حالة النصب: يأتي الفعل المضارع المعتل الآخر منصوباً بالفتحة المقدرة على آخره إذا كان مسبوقاً بأداة نصب، مثل: “لن أخشى الظالم”، فـ “أخشى” فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة المقدّرة على الألف منع من ظهورها التعذّر.
    • في حالة الجزم: يتمّ حذف حرف العلة من آخر الفعل المضارع المعتل الآخر إذا كان مسبوقاً بأداة من أدوات الجزم، مثل: “لم أرمِ الكرة”، فـ “أرمِ” فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره.
  • الاسم المضاف إلى ياء المتكلم: تأتي العلامات الإعرابيّة للأسماء المتّصلة بياء المتكلم مقدّرة على آخره في حالتي الرفع والنصب، ويمنع من ظهورها الحركة المناسبة للياء وهي الكسرة، بينما تكون ظاهرةً في حالة الجر، وذلك بشرط ألا يكون من بين هذه الأسماء الأسماء المقصورة، أو المنقوصة، أو المثنى، أو جمع المذكر السالم، وسيتمّ توضيح هذه الحالات مع الأمثلة فيما يلي:[٥]
    • في حالة الرفع: نحو: “هذا كتابي”، فـ “كتاب” خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدّرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة مناسبة.
    • في حالة النصب: مثل: “قرأتُ كتابي”، فـ “كتاب” مفعول به منصوب بالفتحة المقدّرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة مناسبة.
    • في حال الجرّ: مثل: “سلّمتُ على جدّي”، فـ “جدّ” اسم مجرور بعلى وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.

الإعراب المحلي

الإعراب المحليّ هو الإعراب الذي لا تظهر فيه علامات الإعراب الثّلاث ولا تقدّر على آخره؛ بسبب العوامل الدّاخلة عليه، ويشمل جميع الأسماء المبنيّة، وسيتمّ توضيح ذلك بالأمثلة فيما يلي:[٥]

  • أسماء الإشارة: كقولنا: “هذا قلمٌ”، حيث تُعرب “هذا” اسم إشارة مبنى على السكون في محل رفع مبتدأ و “اشتريتُ هذا الكتاب”، فـ “هذا” اسم إشارة مبنى على السكون في محل نصب مفعول به، و “عطفت على هؤلاء المساكين”، فـ “هؤلاء” اسم إشارة مبني على الكسرة في محل جرّ اسم مجرور بعلى.
  • الأسماء الموصولة: تأتي في محل رفع، كقولنا: “الذي يقول الحق يفوز”، فـ “الذي” اسم موصول مبنى على السكون في محل رفع المبتدأ، وتأتي في محل نصب، كقولنا: “كرّمت المديرة التي نجحت”، فـ “التي” اسم موصول مبنى على السكون في محل نصب مفعول به، ويأتي في محل جرّ، كقولنا: “استفدت من خبرة الذي يكبرني”، فـ “الذي” اسم موصول مبنى على السكون في محل جرّ مضاف إليه.
  • الضمائر: تأتي الضمائر في محل رفع، كقولنا: “أنتَ رجلٌ مهذب”، فـ “أنتَ” ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ، وتأتي في محل نصب، كقولنا: “حدّثني صديقي”، فـ “الياء” في حدثني ضمير متصل مبنى على السكون في محل نصب مفعول به، وتأتي في محل جرّ، كقولنا: “ثيابه جديدة”، فـ “الهاء” في ثيابه ضمير متصل في محل جرّ مضاف إليه.
  • فعل الشرط وجوابه: يأتي الفعل الماضي أو الفعل المضارع في محل جزم إذا جاء فعلاً لشرط أو جواباً له، نحو: “إن درس زيدٌ نجح”، فهنا يعرب الفعلين “درس” و “نجح” بحسب موقعيهما في الجملة، ولكن يكونان في محل جزم فعل الشرط وجوابه.
  • الجملة الاسميّة والفعليّة، تأتي الجملة في محل خبر، نحو: “الطفل يلعب”، فالجملة الفعليّة “يلعب” في محل رفع خبر المبتدأ، ونحو: “التلميذ سلوكه جيد”، فالجملة الاسميّة “سلوكه جيد” في محل رفع خبر المبتدأ، وقد تأتي الجملة في محل صفة، كقولنا: “هذا درسٌ فوائده كبيرة”، فالجملة الاسميّة “فوائده كبيرة” في محل رفع صفة، ونحو: “مرّ ولدٌ يركض”، فالجملة الفعليّة “يركض” في محل رفع صفة، وقد تأتي الجملة في محل حال، كقولنا: “عاد المحاربون يحملون الغنائم”، فالجملة الفعليّة “يحملون الغنائم” في محل نصب حال.

الإعراب المحكي

إعراب المحكي لحكاية إمّا أن يكون لحكاية كلمةٍ أو جملةٍ، وهما يُحْكَيان على لفظة؛ بمعنى نقل الكلام المحكي فيهما بنصّه الأصلي دون إجراء أيّ تغييرٍ عليه، ويعُرب بالحركات المقدّرة لا الظّاهرة، وسيتم توضيح ذلك بالأمثلة فيما يلي:[٥]

  • حكاية الكلمة: نحو قولك: (كتبتُ: يدرس)، أيّ بمعنى (كتبتُ هذه الكلمة)، فالأصل في يدرس أنّه فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة؛ لأنّه غير مسبوق بأداة من أدوات النّصب أو الجزم، إلا أنه جاء هنا محكي، فيعرب مفعول به للفعل كتبت وهو منصوب بالفتحة المقدّرة منع من ظهورها حركة الحكاية، وكقولك: (كتب: فعل أمر)، والأصل في كتب أنّه فعل ماضٍ مبنى على الفتح، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، ولكنّه جاء هنا محكيّ فيعرب مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدّرة منع من ظهورها حركة الحكاية.
  • حكاية الجملة: مثل قولنا: (كتبتُ: العلم نورٌ)، فجملة (العلم نورٌ) هي جملة محكيّة تُعرب مفعول به للفعل كتبت، وهي منصوبة بالفتحة المقدّرة منع من ظهورها حركة الحكاية.

نماذج إعرابيّة

نماذج إعرابيّة لجمل اسميّة

الجملة إعرابها
الحرُّ شديدٌ الحرُّ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمّة، وشديدٌ: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم.
أنا مسافرٌ أنا: ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، ومسافرٌ: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم.
التلاميذ متعاونون التلاميذ: مبتدأ مرفوعة وعلامة رفعه الضمة، ومتعانون: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنّه جمع مذكر سالم.
المدرسة ساحتُها واسعةٌ المدرسة: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وساحتها مبتدأ ثانٍ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف والهاء ضمير متّصل مبني على الفتح في محل جرّ بالإضافة، وواسعةٌ: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره، والجملة الاسمية “ساحتها واسعة” في محل رفع خبر المبتدأ الأول.
العصفور على الشجرة العصفور: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على أخره، وعلى: حرف جرّ مبنى على السكون، والشجرة: اسم مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، وشبه الجملة من الجار والمجرور في محل رفع خبر المبتدأ.

نماذج إعرابيّة لجمل فعليّة

الجملة إعرابها
يلعبُ الولدُ يلعبُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره، والولد: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
حصدَ الفلاحُ الأرضَ حصدَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، والفلاحُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره، والأرض: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
اجتهدْ اجتهدْ: فعل أمر مبنى على السكون الظاهرة على آخره، والفاعل: ضمير مستتر مبنى على السكون في محل رفع فاعل.
يسمو المرء بأخلاقه يسمو: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدرة على الواو منع من ظهورها الثّقل، والمرء: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وبأخلاقه، الباء حرف جرّ، وأخلاقه: أسم مجرور بالباء وعلامة جرّه الكسرة، وهو مضاف والهاء: مضاف إليه.
لن ينجحَ الكسولُ لن: حرف توكيد ونصب، وينجحَ: فعل مضارع منصوب بأداة النّصب لن وعلامة نصبه الفتحة، والكسول: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

فيديو إعراب الجملة الاسمية والفعلية

للتعرف على المزيد عن إعراب الجملة الاسمية والفعلية ومكوّناتها شاهد الفيديو:

المراجع

  1. رواه الألباني، في إرواء الغليل ، عن عدي بن عميرة الكندي، الصفحة أو الرقم: 1836، صحيح المعنى.
  2. ^ أ ب الرميصاء بلقاسمي (2015- 2016)، ظاهرة الإعراب وأحكامه بين الصناعة والمعنى، الجزائر : جامعة العربي بن مهيدي- أم البواقي ، صفحة 1، 3. بتصرّف.
  3. ^ أ ب الدكتور سامي عوض (2010)، “ظاهرة الإعراب وموقف علماء العربية قدامى ومحدثين”، مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية ، العدد 2، المجلد 32، صفحة 12-13. بتصرّف.
  4. ^ أ ب خالد الغامدي (1434هــ)، شرح العوامل المائة في النحو لعبدالقادر الجرجاني ت 471هــ، المملكة العربية السعودية : -، صفحة 17- 18. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د كلاش حنيفة (2011- 2012)، تطور ظاهرة الإعراب في الدرس اللغوي العربي- دراسة تاريخيّة، الجزائر : جامعة العربي بن مهيدي- أم البواقي-، صفحة 30- 36. بتصرّف.