ما هي أسماء الاستفهام
تعريف أسماء الاستفهام
إنّ الاستفهام لغةً هو مصدر مأخوذ من كلمة “استفهمتُ” والتي تعني أنّي طلبت فهم شيء ما ومعرفة ماهيّته ومعناه، أما معناه اصطلاحاً فهو طلب معرفة شيء لم يكن معلوماً عند الطالب باستخدام إحدى أدوات الاستفهام أو أسمائه، وهو قد يكون استفهاماً حقيقيًا يتطلب معرفة جواب للسؤال المُستفهم عنه، أو مجازيًا لا يطلب السائل والمستفهِم فيه معرفة جواب السؤال بل يقصد معانٍ أخرى،[١] أما أسماء الاستفهام فهي وسيلة يمكنُ تعريفُها على أنّها عبارة عن أسماء يتمُّ من خلالها السؤال عن شيء والاستعلام عنه، والتي تكون مبهمةً بذاتها لكن يتضح معناها ويكتمل في سياق الجملة.[٢]
أسماء الاستفهام
أسماء الاستفهام للزمان والمكان
إنّ هذه الأسماء كالآتي:[٢]
- متى، أيانَ: هذان الاسمان يأتيان في الكلام للاستفهام عن الزمان، كالقول: (متى يبدأ الامتحان؟).
- أين، أنّى: يفيدان الاستفهام عن المكان، كجملة: (أنّى لك هذا؟)، أو جملة: (أين الكتاب الجديد؟).
إعراب أسماء الاستفهام للمكان والزمان:
تُعرب أسماء الاستفهام للمكان والزمان على عدة أشكال حسب موقعها من الجملة كالآتي:[٣]
- في محل رفع خبر مقدَّم: إذ جاء بعد اسم الاستفهام اسم معرفة (وفي حالات نادرة اسم نكرة) فيكون إعرابه اسم استفهام مبني في محل رفع خبر مقدم وجوباً، مثل قولنا: (متى الموعد؟)، فجاءت بعد اسم الاستفهام “متى” كلمة “الموعد” وهي معرفة، فتُعرب متى هنا بأنّها: اسم استفهام مبني في محل رفع خبر مقدم وجوباً.
- في محل نصب خبر مقدم للفعل الناقص: إذا جاء بعد اسم الاستفهام فعل ناقص لم يستوفِ خبره (أي أنّ خبره غير موجود)، فإنّه يعرب على أنّه: اسم استفهام مبني في محل نصب خبر مقدم للفعل الناقص، مثل قولنا: (أين أضحتْ؟).
- في محل نصب مفعول فيه (ظرف مكان أو زمان): إذا جاء بعد اسم الاستفهام فعل تام فإنّه يعرب على أنّه: اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب مفعول فيه ظرف زمان أو مكان حسب استخدام اسم الاستفهام إن كان عن الزمان أم المكان، مثل قولنا: (أيّان يذهبون؟)، فأيّان هنا جاء بعدها فعل تام وهو “يذهبون”، فتُعرب أيّان هنا بأنّها: اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب مفعول فيه ظرف زمان.
أسماء الاستفهام عن العدد
كم:
يعتبر “كم” اسمَ استفهام مبني على السكون ومخصصاً للسؤال عن عدد مبهم وغير معروف، فمثلًا نقول: (كم طفلًا في الحديقة؟)، ويكون الجواب هنا عن عدد الأطفال الموجودين في الحديقة، وهو يعرب حسب موقعه من الجملة، فيكون في الجملة المطروحة اسمَ استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ لأنّ إجابته ستكون مبتدأً أيضًا فمثلًا نجيب عن السؤال ب: (عشرون طفلًا في الحديقة)، ومرة يعرب بأنّه اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به، مثل قولنا: (كم قصةً قرأتَ؟) وذلك لأنّ إجابة السؤال عن كم ستكون مفعول به منصوب وهي مثلًا: (قرأتُ عشرين قصة)، ومرة يعرب اسم استفهام مبني على السكون في محل جر بحرف الجر مثل قولنا: (بكم شارع مررتَ؟).[٤]
أسماء الاستفهام عن الحال
كيف، وأنّى الدالة على الحال:
هما اسما استفهام يُفيد السؤال عن الحال، كقولنا: (كيف حالك؟)، وهو هنا يكون مبنيًا على الفتح، كما أنّ الاسمين يتصدران الجملة فيأتي في بدايتها كبقية أسماء الاستفهام، ويختلفان في موقعهما الإعرابي حسب موقعهما من الجملة.[٥]
إعراب كيف، وأنّى الدالة على الحال:
يُعرب اسما الاستفهام “كيف” و“أنّى” الدالة على الحال على عدة أشكال حسب موقعهما من الجملة كالآتي:[٣]
- في محل رفع خبر مقدم: يكون إعراب اسم “كيف” و“أنّى” الدالة على الحال اسم استفهام مبني على الفتح في محل رفع خبر مقدم إذا جاء بعدهما اسم معرفة، مثل قولنا: (كيف أنت اليوم؟)، أو مثل قولنا: (أنّى لهم هذا المكتب؟)، ففي الجملتين جاءت الكلمتان: (أنت، ولهم) معرفتان بعد اسمي الاستفهام (كيف وأنّى).
- في محل نصب خبر للفعل الناقص: يكون إعراب اسم “كيف” و“أنّى” الدالة على الحال اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب خبر للفعل الناقص إذا جاء بعدهما فعل ناقص لم يستوفِ خبره (أي أنّ خبره غير موجود)، مثل قولنا: (كيف كان جزاء المحسن؟)، فخبر الفعل الناقص “كان” الذي جاء بعد “كيف” غير موجود في الجملة.
- في محل نصب حال: يكون إعراب اسم “كيف” و“أنّى” الدالة على الحال اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال إذا جاء بعدهما فعل ناقص استوفى خبره (أي أنّ خبره موجود) أو إذا جاء بعدهما فعل تام، مثل قولنا: (أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ)، فهنا مثلًا الفعل الناقص “يكون” استوفى خبره في الجملة وهو “غلام” فيكون إعراب “أنّى”: اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال.[٦]
سؤال: أعرب\ي الجمل الآتية: |
---|
كيف يكون المرءُ مهذبًا؟ |
أنّي لي هذه الكرة؟ |
أسماء الاستفهام للعاقل
إنّ أسماء الاستفهام للعاقل هي:[٥]
- من: إنّ “من” هو اسم استفهام مبني على السكون ويستخدم للسؤال عن العاقل، وهو يدخل على الأسماء والأفعال والحروف، ويعرب حسب موقعه من الجملة، فمثلًا عند قولنا: (من الجالس؟) فهنا يكون إعرابه اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، لأنّ الإجابة عنه في السؤال ستكون الشخص الذي كان جالسًا فنجيب مثلًا: (أحمد جالس) وأحمد هنا هو مبتدأ مرفوع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو الجواب على “من”.
- منذا: منذا هو اسم استفهام للعاقل مبني على السكون، وهو مكوّن مِن “مَن” الاستفهامية التي تعتبر هنا في محل رفع مبتدأ، واسم الموصول “ذا” الذي يعتبر خبراً ل“من”، لكن الكوفيين كان لهم رأيًا آخر ليقولوا إنّ “ذا” حرف زائد.
سؤال: أعرب\ي الجملة الآتية: |
---|
منذا الذي يقرأ بصوتٍ عالٍ؟ |
أسماء الاستفهام لغير العاقل
اسم الاستفهام “ما”:
يعتبر اسم “ما” من أسماء الاستفهام لغير العاقل، لكن وبحسب ما يراه السكاكي فقد تأتي للسؤال عن جنس الشيء، كأن نقول: (ما لديك؟) أي ما جنس الشيء الذي لديك؟ أهو إنسان أو حيوان أو جماد؟، وقد نسأل بها عن الوصف كأن نقول: (ما ليلى؟) أي ما وصفها؟ أهي مهذبة أم مشاغبة مثلًا؟، كما أنّ لاسم الاستفهام “ما” ثلاث حالات قد يأتي بها وهي كالآتي:[١]
- أن يدخل اسم “ذا” على اسم الاستفهام “ما” فيصبح “ماذا”، مثل قولنا: (ما ذا المدرسة؟) أي ما هذه المدرسة؟، فيكون هنا اسم “ذا” هو اسم إشارة، أو أنّه قد يدخل على اسم “ما” الاستفهامي كاسم موصول مثل قولنا: (ماذا فعلت؟) أي ما الذي فعلته؟.
- أن يدخل اسم الاستفهام “ما” على الفعل أو الاسم مثل قول الله تعالى: (مَا الطَّارِقُ).[٧]
- أن يسبق حرف من حروف الجر اسم الاستفهام “ما” مثل قولنا: (لِمَ حدث ذلك؟) فيُحذف الألف من ال“ما” ويُدمج حرف الجر معها، ف“لِمَ” هنا مكوّنة من حرف الجر “اللام” مع “ما”.
إعراب اسم الاستفهام “ما”:
يُعرب اسم الاستفهام “ما” مبتدأً مرفوعاً إذا جاء بعده اسم معرفة، مثل قولنا: (ما الذي جاء بك؟)، أو يجوز إعرابه كخبر، أما إذا ما جاء بعده اسم نكرة أو فعل فيعرب مبتدأً مرفوعاً ولا يجوز إعرابه خبرًا مثل قولنا: (ما لك؟) ف“ما” هنا هو: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، و“لك” اللام: حرف جر، و“الكاف”: كاف المخاطب وهي ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بحرف الجر.[١] أو يعرب “ما” إذا جاء متصلًا وليس منفصلًا مع اسم الموصول “ذا” بحسب موقعه من الجملة مثل: (ماذا قرأت؟) فهنا تُعرب “ماذا” مفعولًا به، أما إذا جاء “ما” منفصلًا عن “ذا” مثل: (ما ذا الخبر؟) بمعنى ما هذا الخبر، فتكون “ما” مبتدأً و“ذا” خبرها.[٨]
تدريب: أعرب\ي الجمل الآتية: |
---|
الجملة | الإعراب |
---|---|
ما الذي حدث البارحة؟ | ما: الذي: حدث: البارحة: |
ماذا درست؟ | ماذا: درست: |
تدريب: ضع\ي اسم الاستفهام المناسب في الفراغ الموجود في الجملة: |
---|
الجملة | اسم الاستفهام المناسب |
---|---|
(………………) المُتحدث؟ | (………………) |
(………………) كانت الرحلة؟ | (………………) |
(………………) الموعد؟ | (………………) |
(………………) قلمًا اشتريت؟ | (………………) |
(………………) كنتَ تدرس في الجامعة؟ | (………………) |
(………………) تقع جرش؟ | (………………) |
لمعرفة معلومات أخرى عن أدوات الاستفهام يرجى قراءة المقال الآتي: ما_هي_أدوات_الاستفهام.
المراجع
- ^ أ ب ت عبد الرحمن توفيق العماني، أدوات الاستفهام، دراسة إحصائية مقارنة، صفحة 4-5، 12-13.
- ^ أ ب كامل عويضة، تعليم الدارس نحو المدارس، صفحة 43-44. بتصرّف.
- ^ أ ب أ.مصعب إسماعيل عمر، مساعد الطالب في قواعد اللغة العربية، صفحة 27، 23-24.
- ↑ ابن جني (1990)، اللمع في العربية، المملكة العربية السعودية: جامعة الإمام محمد بن مسعود الإسلامية، صفحة 685، 688، الجزء الأول.
- ^ أ ب أ. بسام مهرة، أسلوب الاستفهام في مرثيات الياسين ، الجامعة الإسلامية – غزة – فلسطين: كلية الآداب-قسم اللغة العربية، صفحة 347،352،348.
- ↑ سورة مريم، آية: 8.
- ↑ سورة الطارق، آية: 2.
- ↑ “مَاْ”، http://www.reefnet.gov.sy/، اطّلع عليه بتاريخ 12-3-2020.