كيفية استخدام الجلوتامين
الجلوتامين
يُعدّ الجلوتامين واحداً من الأحماض الأمينيّة العشرين؛ وهي وحدات البناء الأساسيّة للبروتينات في الجسم، كما أنّه من أكثر الأحماض الأمينيّة الحرّة وفرةً في الدم، ويُصنّف من الأحماض الأمينيّة الأساسيّة المشروطة (بالإنجليزيّة: Conditionally essential)؛ أي أنّ الجسم يتوقف عن إنتاجه في حال الإصابة ببعض الحالات المرضيّة؛ مثل الخداج (بالإنجليزيّة: Prematurity)، أو الإصابة بما يُسمّى بـ (Severe catabolic distress)، ويُستخدم الجلوتامين في الجسم للتخلُّص من الكميات الزائدة من الأمونيا، ومن الجدير بالذكر أنّه في حال احتاج الجسم لكميات كبيرة من الجلوتامين تفوق تلك التي ينتجها، فإنّه يمكن أخذ مكمّلاته الغذائيّة لتغطية حاجاته.[١]
استخدام الجلوتامين
يُستخدم الجلوتامين للتخفيف من بعض الأعراض الجانبيّة المُصاحبة للعلاج الكيميائي؛ مثل الإسهال، والتهاب الغشاء المُخاطي (بالإنجليزيّة: Mucositis)، وآلام الأعصاب أو اعتلال الأعصاب (بالإنجليزيّة: Neuropathy)، ويُستخدم أيضاً في علاج الأعراض الجانبيّة لعقار الباكليتاكسيل (بالإنجليزيّة: Paclitaxel)؛ مثل آلام المفاصل والعضلات، كما أنّه يُستخدم لحماية الجهاز المناعي والجهاز الهضميّ عند الأشخاص المُصابين بسرطان المريء ويخضعون للعلاج الكيميائي الإشعاعي (بالإنجليزيّة: Radiochemotherapy)، بالإضافة إلى أنّه يُستخدم لتحسين عمليّة الشفاء من جراحات الأمعاء، أو زراعة نخاع العظم، وتقليل خطر الإصابة بالعدوى عند بعض الأشخاص المرضى، ومن جهةٍ أخرى فإنّ مرضى الإيدز يستخدمونه لمنع خسارة الوزن، بالإضافة لاستخدامه للمُصابين باضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة (بالإنجليزيّة: Attention deficit-hyperactivity disorder)، ومرض البيلة السيستينية (بالإنجليزيّة: Cystinuria)، وفقر الدم المنجلي، كما يستخدمه البعض لمشاكل الجهاز الهضمي؛ مثل قرحة المعدة، وداء كرون، والتهاب القولون التقرحي، ومن الجدير بالذكر أنّه يمكن تناول مكمّلات الجلوتامين بجرعة تصل إلى 40 غراماً في اليوم، كما يمكن استخدامه عن طريق الوريد بجرعات تصل إلى 600 مليغراماً لكل كيلوغرام من وزن الشخص يومياً.[٢]
الفوائد الصحيّة للجلوتامين
هناك العديد من الفوائد الصحيّة للجلوتامين؛ وفيما يأتي نذكر أهمّ هذه الفوائد:[٣][١]
- تعزيز وظائف جهاز المناعة: إذ إنّ الجلوتامين يلعب دوراً مهمّاً في جهاز المناعة، ويُعدّ مصدر الطاقة الرئيسيَّ للخلايا المناعيّة، ويمكن أن تنخفض مستويات هذا الحمض الأميني في الدم نتيجة الإصابة بالحروق، أو الخضوع للعمليات الجراحيّة، ويمكن للجسم أن يُحلّل مخازن البروتين كالعضلات، لتحرير الأحماض الأمينيّة في حال كانت حاجة الجسم من الجلوتامين أكبر ممّا يُنتجه، كما يُمكن لعدم توفّر الكميات الكافية منه أن يُضعف وظائف جهاز المناعة، ولذلك فإنّه عادةً ما يُنصح باتّباع نظامٍ غذائيٍّ عالي البروتين، أو بتناول المصادر الغذائيّة للجلوتامين أو مكمّلاته بعد التعرّض للإصابات؛ مثل الحروق، وبالإضافة إلى ذلك فقد أشارت الدراسات إلى أنّ هذه المكمّلات يمكن أن تُحسّن من الصحة، وتقلّل خطر الإصابة بالعدوى، كما يمكن أن تُقلّل من فترة البقاء في المستشفى بعد الخضوع للجراحة، وبيّنت دراسات أخرى أنّها يمكن أن تُحسّن من وظائف المناعة لدى الحيوانات المُصابة بالبكتيريا أو الفيروسات.
- المساهمة في تقليل آلام العضلات: حيث أشارت بعض الدراسات إلى أنّ مكمّلات الجلوتامين يمكن أن تُقلّل من آلام العضلات، وتُحسّن التعافي بعد ممارسة التمارين الرياضيّة الشديدة، كما أشارت إحدى الدراسات إلى أنّ الجلوتامين قد ساعد على تقليل مؤشّر الإعياء في الدم خلال ممارسة الجري مدّة ساعتين، ومن جهةٍ أخرى فلم تثبت الدراسات أنّ له دوراً في اكتساب العضلات أو تقويتها؛ وما زال هناك الحاجة لمزيد من الدراسات لإثبات ذلك، ومن الجدير بالذكر أنّ الرياضيين يتناولون عادةً كميات عالية من البروتين؛ أي أنّهم يحصلون على الجلوتامين دون الحاجة لأخذ مكمّلاته.
- المساهمة في تعزيز صحّة الأمعاء: حيث تُعدّ الأمعاء الجزء الأكبر من جهاز المناعة؛ وذلك بسبب امتلاك الكثير من خلايا الأمعاء وظائف مناعيّةً، كما أنّ الأمعاء تحتوي على البكتيريا التي تؤثّر في صحة المناعة، ويُعدّ الجلوتامين مصدراً مهماً للطاقة لهذه الخلايا، كما أنّه يساهم في المحافظة على الحاجز بين الجزء الداخلي من الأمعاء والأجزاء الأخرى للجسم، ممّا يساعد على تقليل خطر الإصابة بتسرُّب الأمعاء، وهو ما يمنع انتقال السموم والبكتيريا الضارّة إلى باقي أجزاء الجسم، وبالإضافة إلى ذلك فإنّ الجلوتامين يُعدّ مهمّاً للنموّ الطبيعيّ لخلايا الأمعاء، والمحافظة عليها.
- تحسين حالات الأشخاص المصابين بداء الأمعاء الالتهابي: إذ إنّ للجلوتامين دوراً في الحفاظ على الغشاء المُخاطي المَعِدي المَعَوي (بالإنجليزيّة: Gastrointestinal mucosa)، كما وقد أشار الباحثون إلى أنّ الأشخاص المُصابين بداء الأمعاء الالتهابي (بالإنجليزيّة: Inflammatory bowel disease) يمكن أن يكونوا مُصابين بنقص الجلوتامين، إلّا أنّ بعض الدراسات لم تُظهر أيّ تأثير لمكمّلات الجلوتامين في داء كرون.
أضرار الجلوتامين
تُعدّ مكمّلات الجلوتامين آمنة على الصحّة لمعظم الأشخاص، وعلى الرغم من ذلك فإنّ بعض الحالات تحتاج لتجنُّب تناول هذه المكمّلات، مثل الأشخاص المُصابين بأمراض الكلى، أو الكبد، أو متلازمة راي (بالإنجليزيّة: Reye’s syndrome)؛ والتي قد تُسبّب انتفاخ الدماغ أو الكبد، كما وجدت بعض الدراسات أنّ بعض أنواع خلايا الأورام تتغذّى على الجلوتامين وتتكاثر، ولذلك يُنصح الأشخاص المُصابون بالسرطان، أو الأكثر عُرضةً للإصابة به بتجنُّب مُكمّلاته، ومن جهةٍ أخرى فإنّ بعض الأشخاص يعانون من ردود فعل تحسُّسية تجاه الجلوتامين؛ ويمكن أن يؤدي تناولهم لمكملاته إلى ظهور عدّة أعراض؛ والتي تحتاج إلى تدخُّلٍ طبيٍّ فوريّ، وفيما يأتي نذكر أهمّ هذه الأعراض:[٤]
- آلام المفاصل.
- الغثيان.
- القيء.
- الشرية (بالإنجليزيّة: Hives).
المصادر الغذائيّة للجلوتامين
يتوفر الجلوتامين بشكلٍ طبيعيٍّ في عددٍ من المصادر الغذائيّة النباتيّة والحيوانيّة، وفيما يأتي أهمّ هذه المصادر:[٥][٤]
- اللحم البقري.
- الدواجن.
- الأسماك.
- بياض البيض.
- الحليب.
- الزبادي.
- جبن القريش (بالإنجليزيّة: Cottage cheese).
- الشعير.
- فول الصويا.
- العدس.
- الفول السوداني.
- الذرة.
- الملفوف.
- الشمندر.
- البقدونس.
- السبانخ.
- الفاصولياء والبازلاء.
المراجع
- ^ أ ب Sally Robertson (23-8-2018), “What is Glutamine?”، www.news-medical.net, Retrieved 12-11-2018. Edited.
- ↑ “GLUTAMINE”, www.webmd.com, Retrieved 12-11-2018. Edited.
- ↑ Grant Tinsley (13-1-2018), “Glutamine: Benefits, Uses and Side Effects”، www.healthline.com, Retrieved 12-11-2018. Edited.
- ^ أ ب Bethany Cadman (7-2-2018), “Does L-glutamine work for IBS?”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 12-11-2018. Edited.
- ↑ Cathy Wong (11-11-2018), “L-Glutamine Uses and Health Benefits”، www.verywellfit.com, Retrieved 12-11-2018. Edited.