بحث عن التسامح
مفهوم التسامح
التسامح لغة مشتقة من الفعل الثلاثيّ سمح بمعنى كرم، ويقول العرب عود سمح كوصف للعود الذي لا عقدة فيه، وذلك وفقاً لما جاء في القاموس المحيط، ويشير مفهوم التسامح اصطلاحاً إلى خلق إنسانيّ رفيع يتجلّى بقبول الآخر واحترام ما يبديه من آراء وأفكار وإن كانت مخالفة للآراء والمعتقدات التي يتبناها الإنسان، ولا تتماشي مع رؤيته الخاصة للأمور، وذلك لإدراكه قصور معرفته وعجز علمه عن الإحاطة بالحقيقة الكاملة.[١]
أهمية التسامح
تتجلّى أهمية التسامح بما يبثّه في النفوس من حب للآخر، ورفق بأحواله، والأهم من ذلك، فالتسامح يحقّق التواصل الفاعل بين بني البشر، ذاك التواصل الذي ينفعهم في أداء مهمتهم التي أوكلهم الله بها، ألا وهي عمارة الأرض.[٢]
النظريات المفسرة للتسامح
تتطرق النقاط الآتية إلى بيان بعض أبرز النظريات المفسرة للتسامح:[٣]
- نظيرة التمركّز العرقيّ: يرى العالم وليم كراهام سومنر أنّ كلّ فرد يعتدّ بقيم المجتمع الذي نشأ فيه، ويعتقد بسموها ورفعتها عن غيرها من القيم، وهذا الاعتداد لا يحول دون أن يحترم المجتمعات الأخرى، وما يسود فيها من عادات وتقاليد.
- نظرية السمات: وضع جوردن ألبورت هذه النظرية، وشدّد فيها على الاختلافات الشخصية بين الآخرين، فلا يوجد إنسانان في العالم متطابقين تماماً في سماتهم أو تركيباتهم النفسية العصبية، حيث تنعكس هذه السمات على سلوكهم، فهناك من يمتلك العفو والصفح، بينما هناك من هم شديدي التعصب.
- أنساق المعتقدات: بنى متلون روكيش نظرية أنساق المعتقدات بملاحظة تصرّفات بعض المتعصبين ودراسة المنظور الفكري الذي يقف وراء هذه التصرفات، وتوصل في النهاية إلى أنّ الأمر الجوهريّ في قضية التسامح والتعصب هي الآلية التي يبني بها الفرد معتقداته والكيفية التي يتعامل بها مع هذه المعتقدات، بصرف النظر عن ماهية هذه المعتقدات.
المراجع
- ↑ خالدي نبيلة (2016)، “فلسفة التسامح عند فولتير”، صفحة 6 و7 ، www.bu.univ-ouargla.dz، اطّلع عليه بتاريخ 2019-18. بتصرّف.
- ↑ عبد الواسع الغشيمي، أمير سعد (2013-2)، “التسامح الاسلامي”، مجلة الشريعةوالدراسات الإسلامية، المجلد 21، صفحة 60 و61. بتصرّف.
- ↑ حمٌد جابر محمد، ستار جبار ابوشناة، علي حسون ذعار (2017)، “التسامح الاجتماعي بين طلبة كلية الآداب”، صفحات 22-27، www.qu.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-7. بتصرّف.