كيف يتم قياس النظر
النظر
مَنًّ الله علينا بِنعمٍ كثيرةٍ لا تُعدّ ولا تُحصى؛ حيثُ قال سبحانه في مُحكَم التنزيل: (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ)[١] تُعدّ العَين إحدى النِّعم التي وهبنا الله إيّاها وذلك لإدراكِ ما يَدورُ من حولنا من أحداث من خلال النظر إليها، كما أنّها تعمل كمُؤشّرٍ يدلّ على وجود علةٍ مرضيّةٍ أو نفسيّةٍ ما عند الإنسان تتطلّب مراجعة طبيب العيون أو غيره.[٢]
كيفيّة الإبصار
يَحدُث الإبصار عن طريق جهاز حِسيّ يُدعى العين وفق خطواتٍ مُنظّمةٍ كالآتي:[٣]
- يدخُل انعِكاس الضوء الساقط على الأشياء إلى العين التي تقوم بتركيزه على شكل صورةٍ مَقلوبة على الشبكيّة.
- يصلُ الضّوء إلى الشبكيّة، وبالتالي ينذر النهايات العصبيّة الحساسة للضوء بعد وصول الضوء إليها.
- تتولّدُ طاقةٌ كهربائيّةٌ عن طريق التفاعل الضوئي الكيميائي الذي يحدث نتيجةً لتنبيه النهايات العصبية.
- تنتقل هذه الطاقة الكهربائية إلى المنطقة الخاصّة بالإبصار والتي تقع في القسم الخلفيّ من المخ، عن طريق ناقل يُسمّى ألياف العصب البصريّ.
- تستقبل خلايا المخ هذه الإشارات الكهربائيّة؛ حيثُ تُقارنها بما هو محفوظ في الذاكرة من قبل، ثُمّ تُدركها وتفهمها.
- تتكون ردة فعل الشخص عن طريق الاتصال بين المركز البصري الذي يقع في القسم الخلفي للمخ، ومراكز الانفعالات الأخرى والحركة.
كيفية قياس النظر
نظراً لوجود المُشكلات البصريّة وَجب استخدام مقاييس وأدوات مختلفة؛ لقياس النظر والكشف عن الأمراض البصريّة المختلفة التي سنَستعرضها في الآتي:[٤]
لوحة سنلن
تُعدّ لوحة سنلن من الطرق النمطيّة التي تُستعمل في قياس النظر والكشف عن الإعاقات البصريّة؛ إذ تتكوّن هذه اللوحة من صفوف من الحروف يبلغ عددها ثمانية صفوف، وتتمّ طريقة القياس بوقوف الفرد المُراد فحص نظره على بعد 6 أمتار من اللوحة، وتحديد اتّجاه فتحة الحروف التي يدلّ عليها الفاحص فهل اتجاه الفتحة هو إلى اليسارأم اليمين؟ الأعلى أم الأسفل؟ إذا تمكَّن الشخصُ الخاضع لهذا الفحص من تحديد اتجاه الحروف الواقعة في الصف الثامن من لوحة سنلن على بعد 6 أمتار، فتكون نتيجة إبصاره تبلغ 6/6.
تُعدّ هذه الوسيلة غير مُجدية في تقدير مدى المشاكل البصريّة لدى الأطفال غير المُتعلّمين؛ نظراً لصعوبة إدراكهم للتوجيهات والتعليمات المُستخدمة في هذه الوسيلة.
مقياس فروستج للإدراك البصري
يُستخدم هذا المقياس للأشخاص الذين يُعانون من صعوبات في التعلم، أو يمتلكون إعاقاتٍ بصريّة جزئيّة وتتراوح أعمارهم بين 3-8 سنوات، ويُمكن الفحصُ بهذه الطريقة بكلا الشكلين الجماعي والفرديّ.[٤] يعتمد هذا المقياس في فحص النظر على قياس نواحي مُعيّنة مُتّصلة بالإدراك البصريّ من خلال عدة اختبارات سنستعرض بعضاً منها في الآتي:[٤]
- اختبار ثبات الشكل (بالإنجليزية: Constancy of shap subtest): يقيس هذا النوع من الفحوص قدرة الفرد على إدراك أشكال هندسيّة مُحدّدة تتفاوت في أحجامها، وتتميّز باختلافاتٍ دقيقةٍ في أماكنَ مُختلفة وفق نمطٍ مُعيّن.
- اختبار الوضع في الفراغ (بالإنجليزية: Position IN space subtest): حيث يقيس قدرة الفرد على التفريق بين التعاقب في الأشكال الظاهرة بشكل مُتتابع والانعكاسات، حيث تُستعمل رسومٌ تخطيطيّة تُشكّل موضوعات عامة.
- اختبار الشكل والأرضية (بالإنجليزية: Figure – Ground subtest): يقيس هذا الاختبار قدرة الفرد على فهم وتصوُّر الأشكال على مُختلف الأرضيات، التي تتزايد في تعقيدها.
- اختبار العلاقات المكانية (بالإنجليزية: special Relations subtest): يُطلب من الفرد في هذا الاختبار نسخ أو تقليد الخطوط المُتمايزة في الأطوال والزوايا التي تُشكّل نَماذج بسيطة باستعمال التنقيط؛ حيث يَقيس هذا الاختبار قُدرة الطّالب على تحليل النماذج البسيطة.
- اختبار تآزر العين مع الحركة (بالإنجليزية:EyeHand coortion subtest): يقيس هذا الاختبار إمكانيّة الشخص رسم زوايا مختلفة الاتساع، أو منحنيات، أو رسم خطوط مستقيمة من دون طلب الفاحص لذلك.
- مقياس الإدراك البصري الحركي.
- مقياس بندر البصري الإدراكي الكلي.
- مقياس بيري – بكتنيك للتآزر البصري الحركي.
أعراض المشاكل البصريّة
سنستعرض في الآتي بعض المؤشّرات التي تدلّ على وجودِ مشكلاتٍ بصريّةٍ لدى الأطفال والتي يجب ملاحظتها من قبل الأهل والمعلمين:[٤]
- ظهور مشاكل واضحة في العينين، مثل الحول.
- كثرة رمش العينين.
- إدماع العينين بشكل مستمر.
- تكرار دلك وحكّ العينين.
- عدم رؤية الأشياء إلا بعد تقريبها أو إبعادها.
- تفادي الضوء أو الحاجة إلى زيادة الضوء.
- الشعور بالإرهاق خلال مدّةٍ قصيرة أثناء عملية القراءة.
- تكرار الأخطاء في الكتابة والقراءة.
- الشعور بآلام في الرأس بشكل مستمر.
- تكرار الارتطام بالأشياء.
- صعوبات في تمييز الألوان.
- لون العينين المُحمر.
الأمراض البصريّة
توجد العَديد من المُشكلات البصريّة الشائعة في وقتنا الحالي سنتطرّق إلى بعضها:[٢]
- أمراض العيون الموسميّة: مثل الالتهابات الفيروسيّة، والحساسية التي تُصيب العيون بالتزامن مع اختلاف الجوّ وتغيّر درجات الحرارة؛ إذ يَنتقل هذا النّوعُ من أمراض العيون بشكلٍ سريع في الهواء والغبار، وعند دخوله إلى جسم الإنسان يُسبّب حساسيّةً خارجيّةً أو داخليّة، كما يُسبّب مشكلاتٍ مناعيّة. تتمثل أعراضُ هذا المرض على هيئة حكّةٍ مُصاحبة لاحمرار في العينين، ولا يُمكن تجنّب هذا النوع من أمراض العيون، ولكن نستطيع التدخّل في وقتٍ مبكر لعلاجه والتخفيف من آلامه، عن طريق شطف العينين بالماء البارد، واستخدام قطرات الكورتيزون، وعدم التعرّض للعوامل المُحسّسة، مثل الشمس عَن طَريق ارتداء النظّارة الشمسيّة.
- أمراض الشبكيّة: تُعد أمراض الشبكيّة من الأمراض الوراثيّة التي تحدث نتيجةً لزواج الأقارب؛ حيث تُعدّ الغلوكوما وارتفاع ضغط العين الذي يُعرف بالمياه الزرقاء من هذه الأمراض. يتمّ اكتشاف هذا المرض في المراحل النهائية له أو بمحض الصدفة؛ لِعدم وجود أعراضٍ تدلّ عليه؛ حيث يُعتبر ضغط العين مُرتفعاً إذا زاد عن 21 ميليمتر زئبقي، ويُمكن أن يُعالج باستخدام الجراحة أو الليزر.
- مرض العشا الليلي: هو مَرضٌ وراثيّ يُسبّب صعوبةً في الرؤيا خلال فترة المساء، ويتمّ الكشف عنه من خلال الفحص الإكلينيكي، ولكن في بعض الحالات قد يَستدعي الأمر إجراء اختبار فرق الجهد الكهربائي لشبكيّة العين وذلك لِدعم التشخيص الطبيّ.
- مرض المِياه البيضاء: يحدث هذا المرض إمّا بِسبب العوامل الوراثيّة أو بسبب تقدّم العمر، كما تَزداد نسبة الإصابة بهذا المرض عند الأشخاص الذين يُعانون من مرض السكّري؛ وهو عِبارة عن كثافة تحدث داخل عدسة العين الشفّافة بشكلٍ تدريجيّ مُسبّبةً نقصاً في حدّة الرؤيا.
- يُمكن لهذا المرض أن يُسبّب عمىً تدريجيّاً للبصر، ويُمكن علاجه عَن طريق إجراء عمليّةٍ جِراحيّة لسحب هذه المياه باستخدام الليزر والموجات فوق الصوتية، ومن ثمّ زِراعة عدسة جديدة بدلاً من العدسة القديمة؛ حيث تكون غير قابلةٍ للتَعطّل مرّةً أخرى. يسترجع المريض نظرَه بشكلٍ مُباشر بعد إجراء العمليّةِ في مُعظم الحالات، ولكن هنالك حالات تسترجع بصرها بشكلٍ تدريجيّ.
- مرض حول العينين: هو عبارة عن انحرافٍ يحدث في مِحورالعين سواءً كان من الخارج أم الداخل، ويحدث بسبب نقص الضوء الواصل إلى العين، أو قلّة القُدرة البصريّة، أو أمراض عضويّة موجودة في العين، مثل طول النظر، كما يُعدّ العامل الوراثي أحد أسباب حول العينين.
المراجع
- ↑ سورة النحل، آية: 18.
- ^ أ ب ريان ريما (2015/3/9)، “أمراض العيون الشائعة”، الطبي، اطّلع عليه بتاريخ 2017/6/9.
- ↑ د.عبد السقا محمد (2014/19/8)، “كيف ترى العين؟”، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 2017/6/9.
- ^ أ ب ت ث مصطفى محمد حميدة (2014-2-11)، “قياس وتشخيص الإعاقة البصرية”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2017-5-31.