الطب العربي

الطب العربي

هو مجموعة العلوم الطبية التي توصل لها الأطباء، والعلماء العرب حول الأدوية، والأمراض، وطرق علاجها، ويعرف أيضاً، بأنه: الدراسات، والنظريات العلمية التي تبحث عن الحقائق العلمية حول مسببات الأمراض، من خلال دراسة أعراضها، والوسائل المناسبة لتجنبها، والوقاية منها، وتقديم العلاج الصحيح للمرضى المصابين فيها.

ويعد الطب العربي من أشهر أنواع العلوم الطبية المعروفة عالمياً؛ إذ اعتمد الأطباء العرب على البحث، والاكتشاف، والتجربة، ومتابعة الحالة المرضية للمرضى، وهذا ما أدّى إلى تميّز الطب العربي عن الطب الغربي، فاعتمد معظم الأطبّاء الغربيين قديماً على الشعوذة، والسحر، والبحث عن علاجات غير منطقية للأمراض، من خلال اللجوء إلى مجموعة من الطقوس والمعتقدات الغريبة التي كانوا يعتقدون أنها تساهم في الشفاء من الأمراض بكافة أنواعها، ولكنّهم كانوا يتسبّبون بسوء الحالة المرضية للمريض، مما يؤدي غالباً إلى وفاتهِ.

الأطباء العرب

هم مجموعة من العلماء العرب الذين أخذوا على عاتقهم مسؤولية دراسة الأمراض، وتجربة تأثيراتها، ومعرفة العلاجات المضادة لها، والتي تم الوصول إليها من خلال معرفة خصائص الأعشاب والنباتات الطبية حتى تمكنوا من علاج الأمراض الشائعة، والمنتشرة في عصورهم، وظلت هذه الدراسات تتطور مع تعاقب الحقب الزمنية ليصبح الطب العربي، والأطباء العرب جزءاً مهماً، ومؤثراً في مجال العلوم الطبية العالمية. من الممكن تصنيف ظهور الأطباء العرب على المرحلتين التاليتين:

الأطباء العرب قبل الإسلام

هم مجموعة من الأفراد الذين امتلك أغلبهم خبرة في علاج بعض الأمراض، مع وجود فئة منهم اعتمدت على الفكر الغربي المرتبط بالسحر من أجل التوصل لعلاج مختلف أنواع الأمراض، فكان أغلب الأطباء في العصر الجاهلي يلجؤون إلى تأويلات غير صحيحة للأمراض، ولا تعتمد على أي حقائق علمية، ولكن ظهر في عصر ما قبل الإسلام مجموعة من الأطباء المثقّفين، ومن أهمهم لقمان الحكيم، والحارث بن كلدة، وغيرهما ممن اهتموا بدراسة العلوم الطبية المعتمدة على أبحاث صحيحة، ودقيقة وواقعية.

الأطباء العرب المسلمون

هم مجموعة الأطباء الذين تواجدوا مع بداية انتشار الدين الإسلامي، واعتمدوا بدراستهم للطب على العلوم الدينية التي اهتمّت بصحة الإنسان، والمحافظة عليها، من خلال تغليب دور الغذاء على الدواء، وأيضاً اهتمّ الأطباء العرب المسلمون بدراسة العلوم الطبية القديمة العربية والغربية حتى يتمكّنوا من الوصول إلى خلاصة مفيدة منها، وترك كافة الآراء، والمعتقدات الخاطئة، والتي لا تقدم أي علاجات طبية صحيحة، ومن أهم الأطباء العرب في الإسلام ابن سينا، وابن رشد، والرازي، وغيرهم.

تطور الطب العربي

اعتمد تطور الطب العربي، ومجالات العلوم الطبية على مجموعة من المراحل، ومن أهمها:

التأليف والاستكشاف

هي المرحلة التي قام بها الأطباء العرب بالسفر والترحال من بلدانهم الأصلية إلى بلاد أخرى من أجل التعرف على الأمراض، وعلى الأطباء الآخرين الذين اهتموا بدراسة علم الطب، ليضع الأطباء المسلمون مجموعةً من المؤلفات الطبية المفيدة التي ساهمت في إثراء المكتبة الطبية العربية.

الترجمة والنقل

هي المرحلة التي اعتمدت على الاستعانة بالمؤلّفات الطبية الغربية، والفارسية، وما نُقلَ من بلاد ما بين النهرين، وحرص الأطباء العرب على أخذ الخلاصة المناسبة من المؤلفات التي درسوها، ومن ثمّ أضافوها إلى المؤلفات المترجمة التي وضعوها، مع حرصهم على التأكد من صحة ما حصلوا عليه، من خلال التجربة، والمعاينة، والمتابعة الطبية المستمرة.