عدد المسيحيين في العالم

المسيحيّة في العالم

يُشكل المسيحيّون المنتشرون في جميع أرجاء دول العالم، الغالبيّة السُكانيّة في دول أوروبا وأميركا الجنوبيّة وأميركا الشماليّة وجنوب وشرق القارة الإفريقيّة، بالإضافة لوسط هذه القارة، وأوقيانوسيا.

أما في قارة آسيا فهناك أقليّاتٌ مسيحيّة على الرغم من وجود مناطق واسعة ذات غالبيةٍ مسيحيّة، كروسيا والفلبين والقوقاز، إلاّ أنها تحل في الدرجة الثانية بعد الانتشار الإسلامي.

أما الولايات المتحدة الأميركيّة فإنّها تُعتبر من أكبر الدول المسيحيّة من حيث التعداد السكاني فيها، لتأتي البرازيل في المرتبةِ الثانية، يليها المكسيك.

وتُعتبر الديانة المسيحيّة ديانةً كونيّة، لانتشارها في جميع أرجاء دول العالم، وبالإضافة لهذا الأمر فهي تُعتبر الديانة السائدة في العديد من الدول مترامية الأطراف.

عدد المسيحيين في العالم

دلّت الإحصاءات التي تمّ إجراؤها في العام ألفين وأحد عشر للميلاد على أنّ عدد المسيحيين في أرجاء العالم يُقدّر بمليارين ومئةٍ وتسعة وثمانين مليوناً وثلاثمئةٍ وواحدٍ وأربعين ألف نسمة، أي ما نسبته 33.2 % من مجموع سكان الكرة الأرض، وهي بذلك تعتبر من أكبر الأديان المعتنقة والأوسع انتشاراً في العالم بأسره، حيث إنّها تُشكل ثلث السكان في العالم منذ مئة عامٍ وحتى يومنا هذا، وتُعتبر المسيحيّة بالإضافة لهذا دين الأغلبيّة في مئةٍ وعشرين دولةً حول العالم من أصل مئةٍ وتسعين دولةً مستقلّة.

ويتألف الدين المسيحي من ست عائلات دينية أهمها:

  • البروتستانيّة.
  • الكاثوليك.
  • الأرثوذوكسيّة المشرقيّة.
  • الأرثوذوكسيّة الشرقيّة.

وتضُم هذه العائلات عدداً من الكنائس المستقلّةِ إدارياً، والتي يبلغ مُجمل عددها ثمانية وثلاثين ألف طائفة، يعود أغلبهم إلى الكنائس البروتستانتيّة، وتُعتبر الكاثوليكيّة من أكبر الطوائف المسيحيّة، حيث إن معتنقيها يُشكّلون أكثر من نصف المسيحيين المنتشرين حول العالم.
وهناك عددٌ من الطوائف المسيحيّة الأخرى ككنيسة المشرق الآشوريّة، وغيرها.

الانتشار المسيحي قديماً

انطلقت المسيحيّة كما هو معروف من مدينة القدس، ومنها تمركزت في كُبرى المدن على السواحل الشرقيّة للبحر الأبيض المتوسط، كمدن قبرص وجبيل وأنطاكية، وتوسّع هذا الانتشار فيما بعد ليصل إلى اليونان وروما وتركيّا.

ونتيجةً للمرسوم الصادر في ميلانو من عام ثلاثمئةٍ وثلاثة عشر للميلاد، والذي شكّل النقطة الفاصلة في تاريخ الانتشار المسيحي، ومن نتائجه أن تكاثر عدد معتنقي الدين المسيحي، الأمر الذي أدّى إلى إجبار الإمبراطوريّة الرومانيّة على الاعتراف بالمسيحيّة كدينٍ من أديان الدولة في ذلك الوقت، وقد أنهت بهذا الاعتراف حقبةً كبيرة من الاضطهادات المتكرّرة بحق معتنقي هذا الدين.

أخذ النمو المسيحي بالتسارع، وفي عهد الإمبراطور قسطنطين، تمّ إعلان المسيحيّة دين الإمبراطوريّة الرومانيّة الوحيد، وحوّلها هذا الإعلان من موقع هجومٍ إلى موقع دفاع، وتحوّلت تدريجيّاً المناطق المحيطة بالإمبراطوريّة والتي كانت عصيّة على حركة التبشير بالدين المسيحي نحو الدين المسيحي بعد أن كانت تعتنق الأديان الوثنيّة.

وانتشرت المسيحيّة في أوروبا بعدها بفضل نشاط الحركة التبشيريّة وحروب القوط الشرقيين في القرنين السابع والثامن للميلاد، وانتشرت المسيحيّة في روسيا في أواخر القرن التاسع للميلاد، وأسهم هذا الأمر في انتشارها في أوروبا الشماليّة.

في آسيا كانت تعتبر منطقة الشرق الأوسط هي القاعدة الرئيسيّة للدين المسيحي، وقد تمكنت الحركات التبشيريّة من الوصول لعددٍ كبير من سكان أفغانستان والهند والصين، وتمّ تأسيس الأبرشيّات الناشطة في تلك المناطق، لكنها اختفت بشكلٍ تدريجي نتيجة التحولات الهامة الناتجة عن ظهور الإسلام في منطقة الجزيرة العربيّة بُعيد القرن السابع للميلاد، أما في منطقة إفريقيا فكانت الأرض خصبةً للانتشار المسيحي، حيث تمكّنت العديد من الدول الحفاظ على كيانها المسيحي كأريتيريا وأثيوبيا.

الانتشار المسيحي في عصر النهضة

ساهمت الحركات التبشيريّة إبّان عصر النهضة من الوصول إلى أميركا الشماليّة والجنوبيّة، ونشر الدين المسيحي هناك، كما جدّدت إحياء الحركة التبشيريّة في آسيا والمناطق التي تمّ اكتشافها في القارة الإفريقيّة، وواجهت هذه الحركة العديد من العوائق كتلك التي تعرّضت لها بعد قرار الصين منع المسيحيّة فيها في القرن الخامس عشر للميلاد، وفي الشرق الأوسط بقي الحضور المسيحي فعّالاً وخاصة في العصرين الأموي والعباسي، وبدأ هذا الحضور بالتقهقر بالتزامن مع انهيار الدولة العباسيّة، الأمر الذي أدى إلى حصر الوجود المسيحي في مناطق محددة كسهل نينوى وجبل لبنان ومعلولا وطور عابدين، لكنّ هذا الوجود لم يندثر من المدن الرئيسيّة كدمشق وحلب وبيروت.

العرب المسيحيين في العصر الحالي

يشهد المشرق العربي في العصر الحالي نسبة هجرة عالية إلى حدٍ ما بين المسيحيين، وقد بدأت ظاهرة الهجرة هذه بالانتشار مع نهاية القرن التاسع عشر للميلاد، وفي المقابل فإن الهجرة من جميع دول العالم بما فيها من دولٍ مسيحيّة تتزايد نحو دول الخليج العربي الغنيّة بالنفط.