تقرير عن الموت

الموت

هو حالة خاصّة بالكائنات الحيّة، وفيه تتوقّف كل العمليّات الحيويّة عند الكائن، والنشاطات المختلفة مثل التنفس، والحركة وغيرها، وبمجرد توقف هذه الوظائف، لن يستطيع العودة إلى ممارستها مجدداً، بل تبدأ أنشطة أخرى في جسمه لها علاقة بالتعفن والتحلّل.

تعريف الموت طبيّاً

يقسم الأطباء الموت لنوعين، وهما:

  • الموت السريري: هو توقّف الإنسان عن التنفس، وتوقف الدم عن الجريان في الأوعيّة الدمويّة ممّا يفقد الإنسان وعيه، ويمكن إنقاذ الإنسان في هذه الحالة عن طريق إنعاش القلب والرئتين بسرعة كبيرة، قبل أن يدخل في الموت البيولوجي.
  • الموت البيولوجي: هو توقف الدماغ وجذعه والنخاع الشكوكي عن العمل، وهذه الأعضاء تشكّل الجهاز العصبي المركزي المتحكّم في كافة أجزاء الجسم، وليس من الممكن أن يستعيد الجهاز العصبي وظائفه مرّة أخرى، ولكن القلب يستمر في الخفقان لمدّة من الزمن؛ ذلك لأنّ القلب ينظّم نفسه بنفسه، ولكن وكنتيجة لتوقّف الدماغ، لا يتسطيع الجسم التنفس، وبالتالي لا يصل الأكسجين للقلب، ممّا يؤدي إلى توقّفه أيضاً، فيبدأ الجسم بفقد حرارته، ويتحلّل داخليّاً، وتصدر عنه رائحة كريهة.

الموت في المفهوم الديني

في الدين يعبّر عن الموت على أنّه خروج الروح من الجسم، ولم يتمّ تحديد ماهيّة الروح، ولكنّها الشيء الذي يكسب الكائن الحي حياته، وبخروجها يصبح جثّة هامدة، وتشير الديانات السماويّة لوجود حياة أخرى بعد هذه الحياة، حيث تخرج الروح وتذهب إلى بارئها، ويشير الدين الإسلامي لوجود حياة آخرة، بحيث أنّ الله يعيد تكوين الأجساد كما كانت قبل الموت، ويبعثها للحساب، لمجازاة الصالح، وتعذيب الطالح، وبذلك يكون العدل إذ لا يمكن للناس أن يتجبروا ويظلموا ويأكلوا حقوق بعضهم دون حساب أو عقاب.

طقوس الموت

تختلف الطقوس المرتبطة بالموت باختلاف المجتمعات والأديان، ففي الحضارة الفرعونيّة كانوا يحنّطون الجثث ويدفنونها في الأهرامات مع المجوهرات والذهب بعد تجهيز المكان وكأنّه يسعود للحياة ويحيى فيه مرّة أخرى، أمّا الهنود الهندوس فيقومون بحرق أمواتهم بوضعه بين كومة من الأخشاب ودهنه بمادة قابلة للاشتعال، ثمّ يشعلون النار فيه، ويلقون بالقليل من روث البقر اعتقاداً بأنّه يجلب الخير للميت، ثمّ يأخذون رماده وينثرونه في النهر المقدس، وفي السابق كانوا إن مات الرجل وبقيت زوجته أحرقوا زوجته معه، أمّا اللآن فهو فعل ممنوع قانوناً، أمّا في الإسلام فيغسّل الميت، ويكفّن، ويصّلى عليه في المسج ثمّ يوارى التراب، إلّا الشهداء فهم لا يغسّلون ولا يكفّنون، بل يدفنون بثيابهم التي استشهدوا فيها.