التعرف على الذات

معرفة الذات

تُعتبر معرفة الذات من أكبر الإشكاليات لدى البعض، مع يقين الجميع بأنّ معرفة الذات هي مفتاح التطوّر والنجاح في هذه الحياة، فبدون أن يعرف الإنسان نفسه، وملامحها، ومكامن قوتها، وضعفها، فإنه لن يستطيع التطوّر، ولن يستطيع معالجة مواطن الضعف التي تعتريه فتعيقه عن أداء واجباته وأعماله بالشكل الأمثل والمطلوب.[١]

تكمن صعوبة معرفة كل شخص لنفسه في أنّ نفس الإنسان معقدة، تتراوح ما بين الضعف والقوة، والأمن والفزع، والشدة واللين، ولما كانت النفس الإنسانية جامعة لعدد كبير من التناقضات، فقد كان من الصعوبة بمكان على كل إنسان أن يُلمّ بكافة جوانبه النفسية، وبالتالي معرفته ذاته بعمق كبير.

شروط معرفة الذات

لمعرفة النفس العديد من الشروط الواجب توافرها في كل شخص يسعى لتحقيق هذه الغاية من أجل تحقيق غاية أكبر وهي النهوض بنوعيّة حياته والارتقاء بها، وعلى رأس هذه الشروط الصدق مع النفس، والوضوح، والصراحة، وعدم التوهّم بامتلاك صفات معيّنة، أو ملامح خاصة غير موجودة فيه في الحقيقة، فهذه الأمور تضرّ كثيراً بالإنسان، وتجعل له ذاتاً خياليّة تحول بينه وبين ذاته الحقيقية التي تعيش في داخله، ومن الشروط الأخرى أيضاً، صفاء الذهن، ونقاء السريرة، والبعد قدر الإمكان عن التأثر بشخصيات الآخرين ومحاولة تقمّص أدواراً لا تتناسب وطبيعة الشخص نفسه لمجرد الإعجاب بها، كما يتوجّب على الإنسان أن يتحمّل النقد الإيجابي، وأن يتواضع قدر الإمكان حتى يتوصل إلى النتيجة التي يرتضيها.[٢]

طرق التعرّف على الذات

يكون التعرف على الذات:[٣]

  • يجب أولاً على الإنسان أن يحبّ نفسه وذاته؛ لأنها ذاتٌ مكرَّمة من الله تعالى، فالذات الإنسانية هي التي سجدت الملائكة لها، وهي التي حمَّلها الله تعالى الأمانة التي ما استطاعت الجبال أن تحملها، ومن هنا فكلما استطاع الإنسان أن يحب ذاته بشكل أكبر، كلما استطاع أن ينظر إليها بموضوعية وحياد.
  • الابتعاد قدر الإمكان عن الاهتمام الشديد بنظرات الآخرين وآرائهم، فنظرة الآخرين لا يمكن أن تكون عنصراً أساسيّاً في تقييم النفس، ذلك أن حالات الناس تختلف من شخص إلى شخص آخر، ومن هنا فإنّ أي شخص قد يحمل في نفسه شيئاً اتجاه من يقيّمه لن يكون موضوعيّاً في النقد مما سيؤدّي إلى فقدان المقيَّم ثقته بنفسه، لذا فقد وجب على كل شخص أن يقيّم نفسه من نتائج أعماله، ومن آثارها المختلفة سواء عليه أم على غيره.
  • يجب على الإنسان أن يثق بنفسه، فهذه الثقة هي التي ستجعله يرى عيوبه ومزاياه، مما سيساعده على تنمية المزايا، وعلى التخلص من العيوب التي تعيقه عن الوصول إلى ما يطمح إليه.

المراجع

  1. “احترام الذات: ومعرفة اآلخر”، www.humanrights.gov.au، اطّلع عليه بتاريخ 12/6/2018. بتصرّف.
  2. “سيكولوجيــــة مفهـــوم الــــذات “، www.arabpsynet.com، اطّلع عليه بتاريخ 12/6/2018. بتصرّف.
  3. “أساليب مواجهة الضغوط وعالقتها بتأكيد الذات”، www.libback.uqu.edu.sa، 33-1434، اطّلع عليه بتاريخ 12/6/2018. بتصرّف.