تقرير عن مفهوم الذات
تعريف الذات
الذات هي إحدى المفاهيم المختلفة التي تحاول فهم الإنسان، وذلك من خلال اعتبارها عامل مساعد داخلي يتوسّط ما بين داخل الإنسان والبيئة الخارجيّة المحيطة به، فكانت الحاجة لظهور مفاهيم العقل والأنا والذات، وتمّ إظهار مفهوم الذات بواسطة وليم جيمس وأطلق عليها اسم “الأنا العمليّة “، وهي كل ما يمتلكه الإنسان من جسده وصفاته وممتلكاته ومهنته وأصدقائه.
جوانب مفهوم الذات
طرأ تغيّر على مفهوم الذات وتطور ليشمل جانبين:
- موضوعياً أي تقييم الفرد لذاته ومعرفته لها، وعملياً أي كل ما يقوم به من فعلٍ أو نشاطاتٍ، وعملياتٍ عقلية كالتفكير والتذكر والإدراك.
- يحكم مفهوم الذات سلوك الفرد بشكلٍ واضحٍ سواء أكان هذا المفهوم إيجابياً أو سلبيّاً، فهو يلعب دوراً محورياً في تشكيل سلوك الفرد وإبراز صفاته الحياتية، فكل فرد يسلك الطريقة التي تتفق مع فهمه لذاته، فلو اجتمع فردان على تسلّق قمة جبلٍ وكان أحدهما يتخذ مفهوم ذاته بأنهّ قوي قادر على تسلقها فسنجده قد نفذ ما اعتقد، أمّا الأخر إذا اتخذ مفهوم أنّه ضعيف البنية لا يقوى على فعل شيء، فسنجده لن يقدم جهداً جسدياً في هذا العمل.
فكما عرفت سعدية بهادر مفهوم الذات بأنّه ما يجيب به الفرد عادةً عن سؤال من أنا؟ بما يتضمّن هذا السؤال من تفاصيلٍ واسعةٍ تتعلّق بمكانةِ الفرد ووصفهِ الاجتماعي، وبدوره بين المجموعة التي يعيش فيها أو ينتمي إليها، وبانطباعاته الخاصة عن مظهره العام وشكله وعمّا يحبه ويكرهه وعن تصرفاته وأساليب تعامله مع الآخرين .
تكوين مفهوم الذات
منذ اللحظة الأولى يبدأ الفرد في تكوين مفهوم محدد لذاته من حياته، حيث يبدأ تجميع المعلومات عن نفسه وعن البيئة المحيطة به، والتي يعيش فيها وينتمي إليها، ليعمل على إظهار الكثيرمن المشاعر والعواطف والأحاسيس التي تتراكم يوماً بعد يوم، وسرعان ما يتعلّم كيف يتكيف مع بيئته.
أمور مشتركة لتعريفات مفهوم الذات
- قياس مفهوم الذات عن طريق خبرة الفرد بواقعه .
- شمولي ويتضمن عدة جوانب، اجتماعية ونفسية وجسدية.
- يتمّ تكوين مفهوم الذات عن طريق معرفة الفرد عن ذاته، من خلال إدراكاته وخبراته وتصوراته.
- يتضمن وجهة نظر الشخص لنفسه، سواء أكان سلبياً أو إيجابياً.
- ثابت إلى حد كبير إلّا أنّ هنالك احتمالية لتعديله.
بهذا نجد أنّ خبرات الفرد ومواقفه التي يمرّ بها أثناء محاولته للتعايش مع البيئة المحيطة، تلعب دوراً أساسياً في نمو مفهوم الذات وتطوره، عن طريق سلوكه وبناءاً على عملية التعلم.