كيف أصبح إيجابية

مفهوم الإيجابيّة

يُعَدّ التفكير المصدر الأساسيّ للإيجابيّة؛ إذ يساعد على زيادة ثقة الشخص بنفسه، وهو من العوامل التي تُؤدِّي إلى النجاح، علماً بأنّ هناك عِدَّة تعريفات للتفكير الإيجابي؛ فقد عرَّفه البعض بأنّه: استخدام الشخص لعقله الباطن في محاولة للوصول الى آماله، وأحلامه التي يطمح إليها، وعَرَّفه آخرون بأنَّه: مصدر القوة لدى الشخص، والذي من خلاله يستطيع أن يجد الحلول المناسبة لمشكلاته، عن طريق التحكُّم بأفكاره. ويمكن الخروج من خلال هذين التعريفَين، بأنّ تفكير الشخص بطريقة إيجابيّة، يُؤدّي إلى وصوله إلى نتائج إيجابيّة.[١]

إنّ التفكير الإيجابيّ لا يعني بالضرورة ألّا يمرَّ الشخص ببعض اللحظات، والمشاعر السلبية، ولكن يعني أن يبتعد عن لوم ذاته دون التحرّك لحلّ المشكلات التي تواجهه، والتفكير بأفضل الحلول، والخروج من هذه المشاعر بأقلّ ضرر ممكن، ومن الحريِّ بمكان، معرفة أنّ التفكير الإيجابي يبدأ عند تدريب النفس على هذا النوع من التفكير، فلو افترضنا أنّ أفكار الشخص التي تتعلَّق بحياته سلبية، فإنّ نظرته للأمور غالباً ما تكون مُتشائمة، حيث يصبح عندها غير راضٍ عن حياته، أمّا إذا استبدلنا هذه الأفكار بأفكار إيجابية، فإنّ نظرة الفرد لنفسه، ولحياته سوف تتغيّر، ويصبح من الأشخاص المتفائلين الذين يعتزّون بأنفسهم، حيث ينعكس هذا التفاؤل على حياته، ونجاحاته.[٢]

كيف يُصبح الشخص إيجابياً

على الإنسان أن يفكّر، ويتصرّف بإيجابية؛ ليصبح شخصاً إيجابياً، وهناك عِدَّة طُرق تُساعد الفرد ليصبح شخصاً إيجابياً، نذكر منها ما يلي:[٣]

  • ترديد الأفكار الإيجابيّة: إنّ مُحاولة تشجيع النفس، والتحدّث معها عن الأُمور التي تُعجب الشخص في نفسه، يزيد من ثقته بنفسه، ويزيد من نظرته الإيجابيّة للأُمور، ويبعده عن الأفكار السلبيّة، ومثال ذلك أن يقول الشخص لنفسه إنّه قادر على النجاح، واجتياز الظروف، والمشكلات التي تُواجِهه خلال اليوم.
  • تسجيل الصِفات الإيجابيّة: كأن يكتب الشخص قائمة بالصفات الإيجابيّة، والإنجازات التي يفتخر بها في حياته، ويقرأها يومياً؛ وذلك لتحفيزه على زيادة الأفكار الإيجابيّة، والحَدّ من السلبيّة في نفسه.
  • الاهتمام بما تحبُّه النفس: عندما يكون الشخص مُستمتعاً بالعمل الذي يُحبّه، ويُوفّر جزءاً من وقته بفعل شيء يجعله سعيداً، فإنّ ذلك يؤدّي إلى التقليل من كمية الأفكار السلبيّة لديه، وزيادة الأفكار الإيجابيّة.
  • كتابة الأهداف: إنّ التفكير الإيجابي بالمستقبل، والشعور بالأمل نحوه، يُساهم إلى حد كبير في ممارسة التفكير الإيجابيّ، وإنّ أفضل طريقة للتفكير بإيجابيّة في المستقبل، هي كتابة الأهداف، والعمل على تحقيقها؛ حيث يساعد ذلك على زيادة الثقة بالنفس، واحترام الذات، علماً بأنّ هناك عِدّة شروط لا بُدّ من التنبُّه لها عند كتابة الأهداف، مثل: أن تكون واقعيّة، ومُفصَّلة، وموضوعة ضمن جدول زمني.
  • الاتّصاف بالواقعية: قد يَمرّ بعض الأشخاص ببعض المشكلات، واللحظات التي تُشعر الفرد بأنّه غير إيجابيّ، حيث ينظر للأمور بسلبية، وهنا من الأفضل أن يعطي الشخص لنفسه الحقّ بهذا التفكير، ومن أفضل الطرق للتعامل مع المشاعر السلبيّة، أو الحزينة، هي محاولة تَقبُّلها، والبحث عن وسائل لحلِّها، والخروج منها.
  • إحاطة النفس بالأشخاص الإيجابيّين: إنّ محاولة إحاطة النفس بالأشخاص الذين يشجِّعونها على التفكير بإيجابيّة، وإبعادها قَدر الإمكان، عن الأشخاص السلبيّين، يؤدّي بشكل كبير إلى تغيير نمط التفكير؛ فوجود الأشخاص الإيجابيّين، يُشجّع على البحث عن النجاح، وعدم الاستسلام للظروف، في حين أنّ الأشخاص السلبيّين يجعلون الشخص يشكُّ بنفسه، وبمقدرته على تخطّي المشكلات، والوصول إلى النجاح.[٤]
  • الإيمان بالقدرات: إنّ مِن النقاط المُهمّة ليصبح الفرد من الإيجابيّين، هي إيمانه بالقدرات التي لديه، وقدرته على تحقيق الإنجازات على الأصعدة جميعها، وهذا الإيمان يُساعد الفرد على النجاح، والبحث عن الأفضل.[٤]

صفات الشخص الإيجابي

الشخصية الإيجابيّة المُتكاملة بناءٌ يتطلَّب صفات عديدة، وتربية عمليّة قوية، وحتى نصنع القاعدة السليمة لتلك الشخصيّة، فإنّه لا بُدّ من التحلّي بمجموعة من الصفات، منها ما يلي:[٥]

  • التفاؤل: على الشخص الإيجابي أن يكون متفائلاً؛ فالشخص المتفائل يكون أكثر إنتاجيّة في التعامل مع المواقف الصعبة من الشخص المتشائم؛ لذا فإنّ التفاؤل يدفع الشخص إلى الاستفادة من الفُرَص، وبَذل كلّ الجهود للوصول إلى النجاح.
  • الرضا والقبول: على الشخص الإيجابي أن يكون راضياً، وقادراً على تقبُّل ما تؤول إليه الظروف، خصوصاً عند بذله أقصى جهده، وحينئذٍ، فإنّ الشخص الإيجابي الذي يتمتَّع بالقبول، يمتلك المقدرة على التعلُّم من أخطائه.
  • المرونة: تُساعد المرونة الفرد على التكيُّف مع المشكلات التي يتعرّض لها، ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة لها، وعدم استسلام الفرد للواقع والمشكلات التي قد تُسبّب له الاكتئاب، أو تجعله يلجأ إلى الطرق الخاطئة؛ للبحث عن السعادة.
  • الامتنان: من الأمور المُهمّة للشخصية الإيجابية إظهار الامتنان؛ فقدرة الفرد على التفكير في التفاصيل التي جرت معه خلال يومه، والحديث مع النفس، إضافة إلى محاولة إظهار الشكر، تمنح الفرد مشاعر إيجابية.
  • النزاهة والصدق: لكي يستطيع الفرد أن يصبح إيجابياً، عليه أولاً أن يكون نزيهاً مع نفسه، ومع الآخرين، ونعني بالنزاهة: أن يتعامل الفرد مع الآخرين بصدق، ولا يحاول استغلالهم، وأن يكون نزيهاً في مواقف حياته جميعها، ويُعَدّ من التناقض أن يتصرّف في موقف ما بشكل جيّد وصادق، وفي موقف آخر بشكل سيِّئ يستغلّ به الآخرين.[٦]
  • التحكُّم بالنفس: إنّ مقدرة الشخص على اتّخاذ القرار بشكل صحيح، وسليم، وعدم إعطاء الفرصة للآخرين للتحكُّم، وفرض سيطرتهم وآرائهم عليه، إضافة إلى مقدرة الفرد على التحكُّم بنفسه، وعدم الالتفات إلى الإغراءات، أو المشاركة في الأمور غير الصحيحة، رغم توفُّر الفُرَص لممارستها؛ حيث إنّ ما سبق ممّا تبحث عنه الشخصية الإيجابية والجيّدة.[٦]

المراجع

  1. معاذ الحصني، التفكير الايجابي، الاردن: جامعة فيلادلفيا، صفحة 2-3. بتصرّف.
  2. “Positive thinking: Stop negative self-talk to reduce stress”, mayoclinic, Retrieved 12/9/2018. Edited.
  3. “كيفية أن تكون إيجابياً طوال الوقت”، wikihow، اطّلع عليه بتاريخ 11/9/2018. بتصرّف.
  4. ^ أ ب “11 Tips to Help You Think More Positively”, lifehack, Retrieved 24/8/2018. Edited.
  5. “the characteristics positive attitude”, www.livestrong.com, Retrieved 01-10-2018. Edited.
  6. ^ أ ب “6 Essential Traits of Good Character”, success, Retrieved 29/8/2018. Edited.