كيف تصبح شخصاً إيجابياً

الإيجابية

تعرف الإيجابيّة بأنها التفكير بطريقة تفاؤليّة والعمل على إيجاد الحلول البديلة لكافة المشاكل التي يمكن أن تواجه الأشخاص بشكل مستمر، بالإضافة إلى توقع النتائج الإيجابيّة وعدم التشاؤم؛ وذلك من أجل التركيز على النجاح وإبعاد احتمالية الفشل عن الذهن، وتهدف الطريقة الإيجابيّة في الحياة إلى جعلها أسعد وأسهل، وهو ما يعني سعادة الأشخاص وخلوّ حياتهم وتفكيرهم من القلق الذي قد يجعلهم يشعرون بالسوء، وتعرف الإيجابيّة باختصار على أنّها رؤية الجانب المشرق على الدوام، وهذا لا يعني مطلقاً أن يقوم الشخص بتجاهل التجارب السيئة أو الفترات الصعبة من الحياة، ولكنه يعني أن يتعلّم منها ويصبح أقوى بسبب ما يمتكله من تصوّر إيجابي تجاه نفسه وتجاه الحياة.[١]

صفات الشخص الإيجابي

يتمتّع الأشخاص الإيجابيّون بالعديد من الصفات التي تجعلهم مميّزين، والتي تجعل حياتهم كذلك أسلس وأكثر إشراقاً، ومن هذه الصفات:[٢]

الانضباط الذاتي

يتميّز الأشخاص الإيجابيّون بأنّهم قادرون على التحكّم بأنفسهم وخاصّة فيما يتعلّق بالعواطف والانفعالات، وهذا ما يجعل أقوالهم وأفعالهم غير خاضعة لعواطفهم أو رغباتهم، بل دائماً ما تكون مناسبة للوضع الذي هم فيه، وتكمن قوّتهم في هذا المجال في كونهم يستطيعون تجاهل هذه الرغبات والعواطف وفعل ما هو صائب وصحيح، وهذا ما يساعدهم أيضاً عل تحقيق الأهداف بعيدة المدى.

نشر الحب

يحب الأشخاص الإيجابيّون أن يقوموا باستمرار بنشر الحبّ والإيجابيّة بين الناس، وهو أكثر ما يميّزهم، وهذا لا يقتصر على ترديد كلمة أحبّك للناس من حولهم، بل هم يظهرون الحبّ بطرق مختلفة ومتعدّدة، عن طريق الأفعال على سبيل المثال أو عن طريق التعبيرات الدافئة والجميلة، وهم يهدفون بهذا إلى جعل العالم مكاناً أفضل وأجمل.

الأدب

لا يهمل الشخص الإيجابيّ الأدب والأخلاق الحميدة أبداً، بل دائماً ما يسعى إلى الالتزام بحدود الأدب في التعامل مع الناس في مختلف المواقف والحالات، فهم لا يقابلون الإساءة بإساءة مثلها، بل يقبلون من يوجّه إليهم السوء بالأدب، وهم دائماً ما يعملون على تحسين الطريقة التي يتعاملون فيها مع الناس.

المصداقية

يحب الأشخاص الإيجابيّون أن يكونوا على طبيعتهم، فهم لا يفضّلون التصنّع والكذب، ودائماً ما يصدقون في كل شيء، ويظهرون الإنسان الذي بداخلهم للناس دون محاولة التظاهر بشيء خلافه من أجل كسب غايات معيّنة كالوصول إلى مكانة اجتماعيّة مرموقة أو غيرها.

التواضع

يتمتّع الأشخاص الإيجابيّون بالتواضع الكبير، وهو بالتحديد ما يجعلهم محبوبين وقريبين من قلوب الناس، وهذا لا يتعارض مطلقاً مع كونهم واثقين من أنفسهم للغاية، فهم يمتلكون كلا الأمرين الثقة والتواضع، فهم لا يعتقدون بأنّهم أفضل من غيرهم أو أنّهم أسمى من أن يقوموا بفعل بعض الأشياء الصغيرة، بل يتواضعون ويقومون بفعل أيّ شيء.

الاحترام

يعتبر الأشخاص الإيجابيّون من الناس الذين يتمتّعون بدرجة احترام عالية، فهم يحترمون أنفسهم في المقام الأوّل كما يحترمون غيرهم بغضّ النظر عن خلفياتهم، فلا يظهرون قلّة احترام مطلقاً، وهم يعتقدون أنّ كل الناس جديرون بالاحترام وليس على الشخص أن يكون مثالياً كي يحظى به.

كيف تصبح شخصاً إيجابياً

هناك العديد من الطرق والأساليب التي تجعل الشخص يصبح أكثر إيجابيّة، ومن هذه الطرق:

الامتنان

يعتبر الامتنان من أهمّ الأشياء التي تجعل الشخص إيجابيّاً مع مرور الوقت، فعندما يقدّر الإنسان الأشياء التي يحصل عليها والتي تحصل معه في الحية فإنّه سيصبح أسعد، ويتمّ هذا عن طريق تحديد الأشياء التي يشعر الشخص بالامتنان تجاهها وإحصائها، كتقدير الرزق، وتقدير الصحة، والقدرة على ممارسة الحياة وغيرها الكثير من الأشياء التي تؤخذ باعتياديّة وليس على أنّها نعمة، وهذا ما يساعد الإنسان على الشعور بأنّه مغمور في هذه النعم، ومع الوقت فإنّ هذا يجعله أكثر حبّاً للحياة وأسعد بكثير.[٣]

الابتسامة

تعتبر الابتسامة مفتاح الإيجابيّة، فعندما يبتسم الإنسان فإنّ الجسم يعطي إشارة للعقل بأنّه سعيد وهذا ما يجعله أكثر إيجابيّة، ولا ينبغي للإنسان أن يبتسم فقط عندما يكون هناك شيء محدّد يدعو للابتسام بل إنّه من الجيّد أن يبتسم على الدوام، وكذلك فإنّ الابتسام في وجوه الآخرين يعطي شعوراً بالسعادة الداخليّة، ولذلك فإنّ مقابلة الناس بالابتسامة تعتبر من صفات الأشخاص الإيجابيّين ومن أبرز ما يتميّزون به.[٣]

فعل الخير

يعتبر فعل الخير من الأشياء التي تعود على الإنسان بالسعادة الحقيقيّة؛ وذلك لأنّ مساعدة الأشخاص المحتاجين إلى المساعدة يساهم في تغيير منظور الإنسان للحياة ويجعله مليئاً بالطاقة الإيجابيّة التي تعينه على القيام بالمزيد من الأعمال، كما يسهم فعل الخير في تغيير أفكار الشخص حول نفسه، وهو ما يجعله يشعر بالرضا عنها.[٣]

إحاطة النفس بالأشخاص الإيجابيين

يجب على الإنسان الذي يريد أن يصبح إيجابيّاً أن يحيط نفسه بالأشخاص الإيجابيّين؛ وذلك لأنّ البيئات المليئة بالطاقة الإيجابيّة تساعده على أن يتأثّر ويقتدي بهذه الإيجابيّة، وعندما تكون السلبيّة غير مألوفة في هذه البيئة، فإنّ هذا ما سيجعل الشخص واعياً إذا قام بالتصرّف بطريقة سلبية؛ لأنّ هذا سيبدو غير اعتيادي وغير محبّب أيضاً، وعلى العكس فعندما يكون كلّ الأشخاص يتّسمون بالروح المرحة والإيجابيّة فإنّ الإنسان سوف يجاريهم.[٤]

عدم تضخيم الأمور

يوجد الكثير من الأشياء البسيطة في الحياة والتي لا تتطلّب الكثير من التفكير أو الحلول الصعبة، ولهذا فإنّه يجب على الإنسان أن يحاول تبسيط الأمور وتحليلها ليصبح قادراً على السيطرة عليها والتحكّم بردات فعله إزاءها، فتضخيم الأمور والتوتّر سوف تجعله يخسر الرؤية السليمة للأشياء ممّا يحدّ من قدرته على التعامل مع المواقف المختلفة، لذلك يجب على الفرد أن يقوم باستجماع نفسه وأن يركّز مجدداً على الحجم الحقيقي للمشكلة أو الموقف الذي يمرّ به، فهذا يتيح له التعامل بسلاسة وحكمة مع الأمر.[٥]

المراجع

  1. Remez Sasson, “What Is Positivity – Definitions and Meaning”، www.successconsciousness.com, Retrieved 26-5-2020. Edited.
  2. Lachlan Brown (18-1-2018), “Positive character traits: 20 qualities of happy people”، hackspirit.com, Retrieved 26-5-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت Gregory L. Jantz (24-12-2014), “6 Ways to Become More Positive Today”، www.psychologytoday.com, Retrieved 26-5-2020. Edited.
  4. Whitney Hansen (25-12-2018), “How to Be a Positive Person That People Want to Be Around”، thriveglobal.com, Retrieved 26-5-2020. Edited.
  5. Henrik Edberg (19-3-2020), “How to Stay Positive: 11 Smart Habits”، www.positivityblog.com, Retrieved 26-5-2020. Edited.