مشكلة عدم التركيز

عدم التركيز

تتغيّر الحالة الذهنيّة للإنسان من وقت إلى آخر وفقاً للعديد من العوامل المؤثّرة على النشاط العقلي، وتنتشر حالات الإرهاق الذهني بمختلف أشكالها في الوقت الحالي، إلا أنّ أكثر تلك الحالات شيوعاً تتمثل في فقدان القدرة على التركيز وشرود الذهن، ممّا يسبب بعض الآثار السلبية في المواقف الاجتماعيّة المختلفة والعمل.

يمكن أن يكون ضعف التركيز سبباً في العديد من الحوادث الخطيرة كحوادث الطرق، لذلك يحتاج الإنسان للتركيز لأداء معظم العمليّات العقليّة بصورة صحيحة، حيث تعتمد عليه عمليّات جمع المعلومات وتصنيفها واستعادتها وقت الحاجة، إلى جانب اتخاذ ردود أفعال سريعة وصحيحة في المواقف المختلفة، لذا يجب العمل على فهم أسباب مشكلة عدم التركيز وحلها لتفادي الأخطار التي قد تنجم عنها. سنتناول في هذا المقال أسباب عدم التركيز والحالات التي تؤدي له، بالإضافة لكيفية علاجه.

أسباب عدم التركيز

تأخذ مشكلة عدم التركيز أكثر من صورة بحسب حدتها وطبيعة الشخص المصاب بها، وتتغيّر تلك الحدّة بحسب السبب المؤدّي للحالة، فعدم الحصول على العناصر الغذائيّة التي يحتاجها الجسم من الطعام والشراب يمكن أن يسبب ضعف التركيز وفقدان جزء كبير من القدرات الذهنية لقلة عناصر الحديد أو الفيتامينات كفيتامين ب12، أوالسكر، أو حمض الفوليك أسيد، أو غيرها من العناصر التي يحتاجها المخ لأداء المهام الذهنيّة بشكل صحيح.

كما يمكن أن يؤدّي الخلل الهرموني النّاتج عن الإصابة ببعض الأمراض العضويّة أو الوراثيّة والنشاط اليومي للإنسان إلى ضعف التركيز بسبب الإرهاق الشديد أو قلّة النوم أو التغيّرات المفاجئة في درجات الإضاءة، أو الحرارة، أو الضوضاء.

علاج عدم التركيز

يمكن علاج حالات ضعف التركيز جميعها بالتخلص من السبب المباشر لها، فالحالات المرضيّة عضويّاً أو نفسيّاً يختص الأطباء بمتابعتها ووصف الأدوية الخاصّة بها، أمّا الحالات النّاتجة عن الإهمال في العادات الغذائيّة والصحيّة وعدم ممارسة النشاط البدني أو الإفراط فيه، فإنّ تغيير السلوكيّات اليوميّة للإنسان تكون الحل الأمثل لها، حيث يجب الالتزام ببرنامج غذائي صحّي والحرص على النوم المنتظم والكافي يوميّاً مع ممارسة النشاط الرياضي بصورة منتظمة، وذلك لتنمية القدرات الذهنيّة وتهيئة المخ لاستيعاب المعلومات الجديدة والعمل بصورة طبيعية.

بينما توصف التمارين الذهنيّة لأغلب تلك الحالات؛ وذلك لإعادة تنشيط عمل المخ وحثه على بناء الروابط العصبيّة، وتتمثل تلك التمارين في الألعاب الذهنيّة المختلفة كالسودوكو، والشطرنج، وتعلم لغة جديدة، والقراءة المنتظمة يوميّاً في أكثر من مجال لزيادة قدرة الذهن على الاستيعاب.