هل هناك علاقة بين الفكر والعواطف
الذكاء العاطفي
يعرف الذكاء العاطفي بأنّه القدرة على التحكم في استخدام العواطف في العديد من الأمور الحياتيّة والأشخاص المحيطين، كما أنّه وسيلة لمعرفة الشعور الشخصي، وشعور الآخرين من أجل تحفيز النفس، وإدارة العواطف بصورة صحيحة وسليمة في العلاقات مع الآخرين، بالإضافة إلى طريقة ربط الذكاء أو الفكر بالعاطفة في مختلف مجالات الحياة؛ سواءً الاجتماعيّة أو السياسيّة أو الاقتصاديّة، وفي سطور موضوعنا التالي سنعرفكم على العلاقة بين الفكر والعاطفة، ومكوناتها المختلفة.
نشأة مصطلح الذكاء العاطفي
يعود تاريخ نشأة مصطلح الذكاء العاطفي لأول مرة إلى تشارلز دراوين الذي ركزّ على أهميّة التعبير عن العواطف من أجل البقاء، ويشير العديد من الباحثين إلى أنّ هذا الذكاء ممتد ومرتبط الصلة مع مفهوم الذكاء الاجتماعي، والذي يعتبر روبرت ثورندايك أول من عرفه في عام 1920م، ومنذ ذلك الوقت هناك العديد من المحاولات من علماء النفس لتصنيف أنواع الذكاء حتى توصلو أخيراً إلى تصنيفها بثلاث مجموعات، وهي: الذكاء المجرّد الذي يعبر عن القدرة على فهم الموز اللفظيّة والرياضيّة والتعامل معها، والذكاء الحسي الذي يعبّر عن القدرة على فهم الأشياء الملموسة أو الماديّة والتعامل معها، وأخيراً الذكاء الاجتماعي الذي يعبّر عن القدرة على فهم الأشخاص والتعامل معهم.
في عام 1940م عرف دافيد ويكسلر الذكاء بأنّه القدرة الشاملة على التصرف والتفكير بصورة عقلانيّة مع التعامل مع البيئة المحيطة بفاعليّة كبيرة، وذكر هوارد جاردنر عام 1983م في كتابه أطر العقل أنّ هناك العديد من أنواع الذكاء التي ترتبك مع الذكاء العاطفي، وأهمها: الذكاء الاجتماعي والذكاء الشخصي.
في عام 1990م استخدم سالوفي وماير مصطلح الذكاء العاطفي لأول مرة، حيث وصفا الذكاء العاطفي بأنّه أحد أنواع الذكاء الاجتماعي المرتبط بالقدرة على مراقبة الشخص لنفسه وعواطفه وانفعالاته وعواطف الآخرين وانفعالاتهم والتمييز بينهما، وأصبح هذا المصطلح من أكثر المصطلحات تعارفاً وانتشاراً بعد إصدار دانيال جولمان كتابه الأول في هذا الموضوع عام 1995م.
هل هناك علاقة بين الفكر والعواطف
تعتبر العلاقة التي تربط الفكر بالعاطفة علاقة شائكة وغير واضحة المعالم بين الكثير من الأشخاص، وذلك بسبب اعتقادهم بأنّ التفكير الجيّد لا يمكن أن يستقيم ويكون صحيحاً في ظل غياب العاطفة، وبالتالي فإنّ المشكلة غير مرتبطة بالعاطفة فقط، ولكنها متعلقة بمقدار تناسب هذه العاطفة مع الموقف، والطريقة التي يتم التعبير عنها، فليس المطلوب وضع العاطفة جانباً، وإنّما محاولة إيجاد توازن بين الفكر والعاطفة.
إذا تميّز الإنسان، وتحلى بالذكاء العاطفي، فإنّه يصبح قادراً على تكوين علاقاته بشكلٍ فعّال وإيجابي مع الآخرين، ويمنع مشاعره السلبيّة بأن تسيطر عليه وعلى علاقاته الشخصيّة، مما يجعله دائم الرغبة في إكمال حياته، ويستطيع أي شخص أن يتميّز بالذكاء العاطفي من خلال مشاركة الآخرين أرق المشاعر وأفضل الأفكار والأعمال الإيجابيّة؛ مثل: الابتسامة الصادقة وليست المصطنعة، أو المدح الجميل الذي يجعل الآخرين يشعرون بأنّهم محبوبين ومرغوبين ومميّزين، وتجدر الإشارة إلى أنّه يجب إعطاء العلاقات مع الآخرين مقداراً من العناية والانتباه سواء كان ذلك في أوقات الفرح أو الحزن والهم.
مكوّنات الذكاء العاطفي
- المهارة الاجتماعيّة: وهي التي تعبّر عن الكفاءة في إدارة العلاقات، وبنائها، والقدرة على إيجاد منهج مشترك على أساسه تتمّ التفاهمات بين مختلف الأفراد.
- الوعي الذاتي: الوعي يرتبط بالقدرة على التصرف في المواقف، وفهم مشاعر الأشخاص وعواطفهم، والدوافع للشخص نفسه، ومدى تأثيرها على المحيطين به.
- التعاطف: والذي يعرف بأنّه القدرة على فهم مشاعر الآخرين واحتوائها، وامتلاك القدرة والمهارة اللازمة للتعامل مع الآخرين في حالة ردودهم العاطفيّة بأنواعها.
- ضبط الذات: وهو القدرة على ضبط الانفعالات والمشاعر القويّة، وكيفيّة توجيهها نحو الآخرين.
- الحافز: وهو توفر الدافع لدى الشخص، وحبه لممارسة العمل مع عدم التركيز بشكلٍ كامل على الأجور، والترقيّات، والمركز الشخصي.