مفهوم الحياة عند الفلاسفة
الحياة فلسفيّاً
المعنى الفَلسفي للحياة هو عبارة عن سؤالٍ فلسفيّ يستفهم عن أهميّة الوجود أو الحياة، ويتمّ التعبير عنه بعددٍ من الصيغ الأخرى مثل ما الفائدة من الحياة ؟ أو لماذا نحن هنا؟ أو ما الغرض أو الغاية من الوجود ؟ …، وتعتبر تلك التّساؤلات هي مِحور التكهّنات العلميّة والفلسفيّة واللاهوتيّة على مرّ التاريخ، وهناك كمٌ كبير من الإجابات المقترحة من قبل خلفيّاتٍ أيدولوجيّة وحضاريّة مختلفة.
يلعب معنى الحياة دوراً مهمّاً في المفاهيم الدينيّة والفلسفيّة والوجوديّة والوعي والعلاقات الاجتماعيّة والسعادة، إضافةً للعديد من القضايا الأخرى كالمعاني الرمزيّة والأهداف والقيم والأخلاق والشر والخير والإرادة الحرّة، ووجود إله واحد أو عددٌ من الآلهة، وعددٌ من المفاهيم التي تتعلّق بالله واليوم الآخر والروح.
أمّا المُساهمات العلميّة فهي تُركّز اهتمامها على وصف الحقائق التجريبيّة المتّصلة بالكون، إضافةً لاستكشاف كيفيّة الحياة وسياقها، إضافةً إلى انّ العلم يُقدّم التوصيات للسعي في سبيل الحفاظ على الوجود، وتقديم نموذج واضح لفهم الأخلاق، والبديل لهذا الأمر هو نهجٌ إنسانيّ يطرح سؤال ما معنى الحياة؟ والإجابة تحمل قيم الغرض من الحياة وتقييم الواقع في نهاية الأمر، أو تقييم الشّعور بالقَداسة أو الفرادة.
وجهات نظر الفلاسفة المختلفة حول مفهوم الحياة
يُعتبر أفلاطون من أوائل الفلاسفة أصحاب التأثير العميق، وقد نبعت شهرته من نظريته التي تقترح وجود عوالم مختلفة، إضافة لمثاليته.
تقترح نظريّة المثل الأفلاطونيّة أنّ العوالم لا تتواجد بشكلٍ فيزيائي كالأشياء، وإنما تأتي كأنماطٍ روحيّة. يقول أفلاطون إنّ معنى الحياة يأتي في تحقيق أعلى شكلٍ من أشكال المعرفة، والّذي يُعتبر نموذج الخير..
أمّا العالم والفيلسوف الفرنسي كلود برنار فقد قال بأنّه من الممكن أنّ نَصِف الحياة، لكن ليس من الممكن أن نعرفها. الفيلسوف والأستاذ الإنجليزي (تيري إيجلتون) عرف الحياة بشكلٍ ساخر حيث قال: “موضوع الحياة يناسب إمّا من بهم مسٌ من الجنون أو الكوميديين، وأتمنى أن أكون أقرب للمعسكر الأخير”.
يرى شوبنهاور بأنّ الحياة أو الوجود الإنساني فوضويّ وبلا معنى، وكان تأثير هذا القول كبيراً على نيتشة الذي قال بأننا نتمسّك بالفن خشية الفناء جرّاء قبح الحياة، وهذه الفكرة ذاتها تبناها فرويد، أمّا فيتجنشتاين فهو يُعارض هؤلاء الفلاسفة المنتمين إلى سلالة المفكرين المتشائمين، وقد رد على أفكارهم قائلاً: “لو اعتقد أي شخصٍ بأنه قد حلّ إشكاليّة الحياة، ويودّ إخبار نفسه أنّ كل شيء أصبح على ما يرام، فيجب أن يدرك بأنه مخطئ بشكلٍ أو آخر، لأنه يجب عليه التذكّر بأنه قد مرّ به وقت لم يكن قد اكتشف هذا الحلّ بعد، وعلى الرّغم من هذا فإنّ الحياة كانت ممكنة في ذلك الحين، أي إنّ الحل الذي توصّل إليه ما هو إلا أمرٌ عرضيّ أو هامشي لمسيرة الحياة ذاتها”، ويضيف فيتنجشتاين قائلاً أنه في الحقيقة لا يمكن الغوص في كيفيّة نشأة العالم، بل في وجوده من الأصل.