كيف تبدأ يومك
جمال الصباح
مع غياب بدر الدّجى ورحيل الشّفق تاركاً وراءه عالماً وردياً مبشّراً بولادة يومٍ جديد وإشراقة شمسٍ مبتهجة، تبتسم الحياة ويُشرق الأمل وتعزف الطّبيعة مطلقةً سمفونيتها الرّائعة للكون بأكمله، إيقاعها مزيجاً من خيوط الشّمس الذّهبية وقطرات النّدى المتلألئة، ونسمات الهواء التي تُلاطف وريقات الأزهار، وتُمايل الأغصان مطلقةً صوت حفيف الأشجار، وزقزقة العصافير وأعذب تغاريد الطّيور والألحان، ليشدو الكون بأجمل طلّةٍ تُزيّن يومنا بالتّفاؤل والحياة وتَعد بغدٍ مشرقٍ ومستقبلٍ زاهرٍ مليءٍ بالوعود التي ستتحقّق، وتَمدّنا بطاقةِ إيجابيةِ ليُشرق الحب وتفيض السّعادة في داخلنا ونبدأ يومنا بنشاطٍ وحيوية.
نصائح لبدء اليوم
لكلٍّ منّا صباحٌ مختلف وروتينٌ يوميّ مميز عن الآخر فالبعض يعشق صباح الصّيف بكلّ تفاصيله وخفاياه ونسماته، والبعض يجذبه صباحٌ شتويّ عبق برائحة الأمطار والتراب ودافئ ككوبٍ من القهوة في الصّباح، وهنالك من يعشق الصّباح المزيّن برياح تشرين وظلال الأوراق الخريفية المتساقطة والمبعثرة هنا وهناك، وكثيرٌ يبتهج صباحهم مع اكتساء الدّنيا بحلّة الرّبيع والأزهار والبراعم التي يملأ عطرها الأرجاء، وقلّةٌ لا يرتبط الصّباح لديهم بأيّ معنى فهم يفضّلون اللّيل والسّهر ويبدأوون يومهم بتوترٍ وكسلٍ وخمول دون نشاطٍ وحيوية ودون الاستمتاع بعطايا الطّبيعة الخلابة، فكان السؤال لدى الكثير كيف نبدأ يومنا؟ لكل من يعاني من صعوبات في استقبال يومٍ جديد سنقدّم مجموعة من النّصائح الإيجابية والفعّالة ليكون يومكَ أفضل ومع الممارسة ستصبح هذه النصائح جزءاً لا يتجزّأ من روتينكَ اليوميّ والذي ليس بمقدوركَ الاستغناء عن أيّ منها وستبحث دائماً عن المزيد نحو الأفضل.
ابدأ يومك بالشّكر
تفكّر في حياتك بما يملؤها من نعمٍ وخيرات متناسياً السّلبيات وقدّر قيمة هذه النّعم على وقع نفسكِ وحياتك، وابدأ بالشّكر والحمد لله، على أنّ تستشعر معناها قبل لفظها فمعاني الحمد والشّكر هي كلماتٌ ذات معنى وقيمة وإدراكٍ حسي كبير ردّدها من روحك بإحساسٍ قوي وسترى الأثر بنفسك، استشعرها بداخلك وستشعر بالرضا والسّعادة في نفسك ويومك وتذكّر دائماً بالشّكر والحمد تدوم النعم وتزيد وإذا رغبتَ بحياتكَ بشيءٍ كدوام الصّحة، زيادة المال،الطموح في زيادة العلم، الرّقي في العمل، اشكر الله امتناناً على نعمه فسيزيدكَ الله من نعيمه وفضله، قال الله تعالى: "لئن شكرتم لأزيدنكم "، تأمل المعاني العظيمة لهذه الآية ولتستمد منها روحك طاقةً إيجابيةً كافيةً لتنوير حياتكً بأكملها.
ابدأ يومك بإيجابيّة
كالتّفكير بما هو جميل وتوقّع حدوث الأشياء الجميلة والسّارة، ابدأ بالتّفاؤل من نفسكَ وداخلكَ وستجد العالم طائعاً بين يديك مبتسماً، وابتعد كلّ البعد عن الأفكار السّلبية التي من شأنها أنّ تظلّل يومكَ بالسّواد، ابتسم لنفسك أولاً وللآخرين لتجد انعكاسات وأثر ابتسامتكّ يرتد عليكّ بما هو إيجابي.
ابدأ يومك بنشاط
كممارسة المشي في الصّباح الباكر أو القيام ببعض التمارين الصّباحية الخفيفة التي من شأنها تنشيط الدّورة الدّموية وتمدّك بالطّاقة الإيجابية طول اليوم وتبعث السّرور والثّقة في نفسك، لا تنسَ أنّ الاستحمام بالمياه الباردة هي منشّط للجسم في الصّباح الباكر ومُحسّن للمزاج بشكلٍ عام ويخفّف من الضغوطات والتّوترات ويُبعد كثير من الطاقة والأفكار السّلبية، ويقوم بتعويض الجسم بطاقةٍ أخرى أكثر إيجابية.
ابدأ يومك بنظامٍ غذائيّ صحيّ
لعل من أنجح الوسائل التي تعيد للجسم توازنه بعد حرمانٍ طويل في الليل هو شرب الماء لنعيد الحياة لأنفسنا، وتناول إفطاراً صحياً مع إدراك أهميتة في التّمتع بصحةٍ جيدةٍ للحصول على التّوازن الجسمي والعقلي معاً، تناول بعض قطع الفواكه أو الحبوب الكاملة كالشّوفان وحبوب الإفطار والعصير الطّبيعي كفيل بإمدادكَ بطاقةٍ لكامل اليوم دون الشّعور بتعبٍ وإرهاق، لا تنسى تناول قليلاً من الكافيين فبدون كوباً من القهوة لا يبدأ النّهار عند البعض فترتبط رائحة القهوة وعبقها بالصّباح والنّشاط والتركيز لبدء يومٍ جديد لكن مع عدم الإفراط والمبالغة.
لنُجرّب معاً هذه النصائح ونرى الفرق بأنفسنا لنكتسب طاقةً إيجابيةً ونتخلّى عن كلِّ ما هو سلبيّ ونشُّق طريقنا نحو التّفاؤل والسّعادة.