ذاكرتي ضعيفة ماذا أفعل

الذاكرة

لقد خلق الله الإنسان في أحسن تصوير، كما أنّه منّ عليه بنعمة العقل، والتي ميّزه بها عن غيره من الكائنات الأخرى، ومن خلال نعمة العقل منح الإنسان الذاكرة التي يستطيع من خلالها تسجيل أحداث حياته، كما أنّها تساعده على تذكّر الأمور؛ أي إنّ الذاكرة لدى الإنسان هي وحدة التخزين التي يخزن عليها المعلومات والأحداث التي حدثت معه طوال حياته.

حال الذاكرة هو حال جميع أعضاء الجسم والتي قد تصاب أحياناً ببعض الأمراض، أو ببعض الأعراض التي تسبب حدوث حالة من القصر في عملها.

أسباب ضعف الذاكرة

  • تقدم العمر خاصة لدى النساء؛ حيث إنّ الدراسات الحديثة أثبتت أن أغلب النساء خاصة الذين تنحدر أعمارهم بدءاً من سن الخمسين يعانين من ضعف بالذاكرة.
  • المشاكل الصحية مثل: ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكولسترول، حيث من الممكن أن تسبب تلك الأمراض ضعفاً ملحوظاً في الذاكرة، ووجب عندها مراجعة الطبيب فورًا.
  • الاكتئاب من الأمراض النفسية التي لها تأثير كبير على الذاكرة، وكثيرًا ما يتم الخلط بين الاكتئاب ومرض الزهايمر في التشخيص المرضي، خاصّةً عند كبار السن.
  • التعرض لحادث ما أثّر على خلايا المخ وسبب خلل فيها ممّا يساهم في صعوبة التذكر، وفي هذه الحالة لا بد من استشارة طبيب مختص في مثل تلك الحالات.
  • من الممكن أن يتعلّق ضعف الذاكرة باضطرابات في الغدة الدرقية، لذا وجب على كل شخص يشكو من ضعف في ذاكرته إجراء التحاليل المطلوبة.
  • حالات متعلقة بالتغذية مثل: حالات النقص الغذائي، وحالات قلة امتصاص بعض الفيتامينات خاصة فيتامين B12.
  • استعمال دواء جديد، بعض الأدوية لها تأثير سلبي على الذاكرة خاصّةً تلك المتعلّقة بعلاج ضغط الدم المرتفع، لذا من الواجب استشارة الطبيب عند الشعور بفقدان ذاكرة بعد استخدام دواء جدي.

طرق تحسين ضعف الذاكرة

  • يجب الاهتمام بنوعيّة الأغذية التي يتم تناولها؛ حيث إنّه من المفيد جدًا تناول غذاء طازج يحتوي على أقل ما يمكن من المواد الحافظة.
  • تنشيط العقل؛ فمن الممكن تقليل شيخوخة المخ عن طريق تمرين العقل بحل الكلمات المتقاطعة والألغاز، ولعب ألعاب الذكاء وغيرها من النشاطات الفكرية، فالأشخاص النشيطون اجتماعياً والمنخرطون في أعمال تدعم الأنشطة الادراكية لديهم أدمغة نشيطة.
  • لا تكتفي بعملٍ واحد وحسب، حاول أن تنوّع في الأنشطة، ويمكنك الاستفادة من الأعمال التطوعية، وقراءة الصحف والمجلات، وممارسة الهوايات أيّاً كانت تلك الهوايات فالتنوع يساعد على تحسين الذاكرة وبقاء الدماغ أنشط.
  • ممارسة الرياضة من الأمور التي تقوم بتنشيط الذاكرة بشكلٍ ملحوظ، مثل: رياضة المشي وركوب الدراجات، فالرياضة تقوم بتحفيز أجزاء مختلفة من المخ، وتساعد على تدفق الدم إلى المخ.
  • لا تنسَ شرب الماء؛ حيث أثبتت الدراسات الحديثة أن قلة شرب الماء تسبب الغباء، فشرب الماء من الأمور المهمة جدًا لتحسين الذاكرة، خاصة في فصل الصيف؛ حيث يجب شرب ما يقارب 8 أكواب يومياً، حتى يمنع الجفاف الّذي بدوره يسبب قلة تدفق الدم إلى المخ والإعياء وبالتالي يؤدي إلى صعوبة في تذكر الأشياء.
  • قم باسترجاع عقلي للمعلومات التي ترغب في تذكرها وعدم نسيانها مثل: أن تقوم بترديد أسماء الأشخاص الذين تعرفت عليهم حديثاً، مما يساعدك على استرجاع تلك الأسماء.
  • احصل على فيتامين ب 12 سواءً عن طريق تناول الأغذية التي تحتوي على ذلك الفيتامين مثل: البيض واللحوم الخالية من الدهن ومنتجات الحليب المنخفضة الدسم، أو عن طريق أخذه كمكمّل غذائي، فبعض الأشخاص لديهم شح في هذا الفيتامين في أجسامهم خاصّةً النباتيين.
  • يعتبر الكافيين من المواد التي تسهم في تذكّر الأشياء على المدى البعيد، فتناول القهوة والشاي يساعد على التذكر.
  • تناول الأغذية المضادة للأكسدة والغنية بمركب الفلافونويدات والموجود في المواد الغذائية زاهية الألوان مثل: السبانخ والعنب.
  • يعتبر مشروب الشاي مضافًا إليه المرمية من المشروبات الرائعة التي تساعد على إنعاش الذاكرة؛ وذلك لاحتواء المرمية بحسب الأبحاث التي أجريت مؤخرًا على مواد تعرقل الإنزيم المسبب لمرض الزهايمر. ولكن لا بدّ من مراعاة التوسط؛ حيث إنّ مع كل تلك الفوائد العظيمة لعشبة المرمية إلا أنها تحتوي على مادة (الوجن) التي قد تكون سامة عند تناولها بجرعات كبيرة.
  • تعتبر عشبة الجنكة من الأعشاب التي تساعد على اليقظة وإنعاش الذاكرة؛ حيث من الممكن الحصول عليها من الصيدليات، ومراكز الأغذية الصحية.
  • لا بد من السيطرة على التوتر للحصول على ذاكرة أفضل؛ حيث إنّ ارتفاع نسبة هرمونات التوتر مثل: الكورتيزون يزيد من صعوبة تذكر المعلومات المهمة واسترجاعها، مثل: الأسماء والأرقام والأماكن، عن طريق تقليل التوتر بالاستعانة بالرياضة والاسترخاء وتمارين التأمل يساعد عن تقليل التلف الانحلالي للمخ.
  • من الممكن الاستعانة بالعلاج الهرموني في حالات ضعف الذاكرة لدى النساء، عن طريق استخدام هرمون الأستروجين فهو يزيد من تدفق الدم ويحفز عوامل النمو للخلايا العصبية التالفة، ويبدأ معظم الأطباء بالتوصية بأخذ جرعات من الأستروجين بعد سن اليأس، حيث ينخفض إمداد الجسم الطبيعي لذلك الهرمون، ولكن لابد من استشارة الطبيب في ذلك.
  • للفاكهة الحمضية فائدة في زيادة تدفق الدم الى الأوردة الدموية للمخ، فهي مضادة للأكسدة تمنع تجمع الدهون والكوليسترول في الاوعية الدموية مما يسهل عمل الدورة الدموية في الجسم، وهي مضادة للأكسدة بشكل ممتاز.

طرق عملية لتنشيط الذاكرة

  • استيقظ في الصباح الباكر ولا تتأخّر في الاستيقاظ حتى تستفيد من استنشاق الهواء النقي الذي يساهم في إنعاش ذاكرتك.
  • نشط عقلك بالقراءة فهي رياضة العقل، وقم بقراءة الكتب التي تستهويك وتروق لك وحاول تخزين المعلومات التي استفدت منها بطريقة مرتبة في عقلك، ليسهل استرجاعها.
  • استفد من اليوغا؛ تعلّم اليوغا فهي من الرياضات الجسدية التي لها تأثير نفسي وذهني ممتاز، يساعد على نقاء الذهن، وتصفية العقل، وترتيب الأفكار مما يساهم في قوة الذاكرة.
  • ابتعد عن المشروبات الكحولية التي نهى عنها الدين الاسلامي الحنيف، والتي تذهب العقل.
  • حدّد في كل أسبوع يومًا للعطلة تقوم فيه بالاستجمام وتجديد النشاط مما ينعش الذاكرة.
  • اهتم بترتيب أفكارك داخل عقلك، فكثيرًا ما يتم تشبيه العقل بخزانة الملابس التي يسهل الاختيار منها عندما تكون منسقة ومرتبة، كذلك أفكارك اربط الأفكار المتشابهة مع بعضها البعض، وضع فكرة عامة للأفكار الصغيرة.
  • خد قسطًا كافيًا من النوم والراحة، مما يقلل من توترك، ويساهم في عملية تركيزك ويسهل تفكيرك، بعكس الإنسان المرهق الذي لا يستطيع تذكر المعلومات بسبب الارهاق والتعب الجسدي والعقلي.
  • لا تعتمد على الأدوية المنشطة، واجعل عقلك يدرب نفسه بنفسه، ليشتعل نشاطًا من الأنشطة المتبعة فيبقى متيقّظًا يسهل استنباط المعلومات منه.
  • لا تهمل وجبة الافطار، فتناولها بشكلٍ صحي يساعد ذاكرتك كي تبقى يقظةً.
  • لا تكثر من تناول الطعام الدهني الذي يسبب أمراض الكولسترول ممّا يؤثر على الأوردة الدموية ويعيق عمل الدورة الدموية وبالتالي يضعف أمداد المخ بالدم.

كيف أنعش ذاكرة طفلي

يتمتّع أغلب الأطفال بقدرة هائلة على الحفظ ولكن يحدث أن تقوم إحدى الأمهات بملاحظة ضعف تركيز لدى طفلها، بدايةً يجب على هذه الأم أن تتأكد أن السبب ليس طبيًا ولا يستدعي تدخّلاً علاجيّاً، عن طريق زيارة طبيب مختص وإجراء التحاليل اللازمة، ومن ثم يمكنها اتباع طرق عملية لتنشيط ذاكرة طفلها، غالبًا ما يكون السبب هو الملل أو الاكتئاب أو التعرّض لحادث مؤلم نفسيًا مما يؤثر على رغبته على استرجاع المعلومات.

في الحالات التي يكون السبب فيها هو كثرة الأعباء المدرسية والواجبات يكمن الحل في الترفيه عن الطفل ومنحه رحلة ترفيهيّة، مما يزيد من نشاطه وينعش تفكيره، ولكن في حالات الصدمات النفسية والعاطفية الحادة لا بد من زيارة اختصاصي نفسي لأن التطور سيكون خطيرًا إذا تم إهماله.