عناصر إدارة الجودة الشاملة

إدارة الجودة الشاملة

إدارة الجودة الشاملة Total Quality Management هي أحد فروع علم الإدارة حديثة النشأة، والتي تسلط الضوء على ضرورة تحسين الأداء والإنتاجية وتطويرهما بشكل مستمر من خلال تنفيذ متطلبات المستهلك أو العميل، والاستجابة لها سعياً لنيل رضاه.

تستهدف إدارة الجودة الشاملة بالدرجة الأولى جودة الانتاج؛ حيث تعتبر نقطة الاهتمام الأولى في الضبط المتكامل والشامل لها عن طريق تجميع وتطوير عمل الوحدات المختلفة داخل المنظمة؛ وخاصة تلك التي تتمثل وظيفتها في تطوير الجودة وتحسينها سعياً لتحقيق الإنتاجية بدرجات تتناسب مع مواصفات الجودة؛ وبالتالي تلبية رغبة المستهلك، ونيل رضاه بأقل التكاليف.

عناصر إدارة الجودة الشاملة

التركيز على العميل

يتمثل التركيز على العميل بمواكبة التعرف على رغبات واحتياجات المستفيدين التي تتغير بشكل دائم؛ وتكمن الأهمية في ذلك كونها القلب النابض لتحريك كافة الأنشطة في المنشأة، وبالتالي تحقيق رضا المستهلك.

بناءً على ما تقدّم؛ فإن للعميل الأهمية الكاملة في تحديد مستوى الجودة التي تتمتع بها المنتجات والخدمات؛ ويأتي ذلك بعيداً عن الجهود التي تبذلها المنشآت في رفع مستويات الجودة، وتدريب الموظفين، ودمج الجودة، فإن الأمر بالنهاية بيد العميل في تقييم الجهود المبذولة فيما إذا كانت جديرة بالاهتمام أم لا.

مساندة ودعم الإدارة العليا

تقع مسؤولية تحقيق الجودة وضبطها على عاتق الإدارة العليا للمنظمة، وذلك بما يوكل إليها من توفير مصادر تعليم الأيدي العاملة والإداريين، وتدريبهم، وتسخير الطرق لهم، وتحطيم العقبات، وكل ما يُطلب منها هو الصبر، والمتابعة الدائمة للاستراتيجيات ذات المعالم المحددة في ضبط الجودة، وبإمكانها تحقيق ذلك من خلال قدرتها على رسم أبعاد رؤية بعيدة المدى، لديها القدرة الكاملة على تغيير ثقافة المنظمة من خلال تحسين مستويات الجودة.

العمل الجماعي

يتطلب تطبيق إدارة الجودة الشاملة داخل منشأة ما ضرورة ملحة في تحقيق التعاون بين كافة أفراد المنشأة في مختلف الأقسام والوحدات والمستويات الإدارية، وبذلك فإن على الإدارة العليا أن تستوعب بأن تحقيق ذلك لا يقتصر على المدراء فقط، بل إن بإمكان الآخرين تحقيق إسهامات قيمة في ذلك، ولكن بعد التدريب وتحفيز روح العمل الجماعي، واتخاذ القرارات الجماعية.

تدريب الأيدي العاملة

حتى يتسنى للإدارة العُليا لمس حالات الإبداع والتميّز في العمل، فلا بد من الارتكاز كلياً على التدريب المُكثّف للأيدي العاملة على إدارة الجودة الشاملة سعياً للارتقاء بالأداء.

احترام وتقدير العاملين

لا بد من وجود الاحترام المتبادل بين مختلف المستويات الإدارية والتواصل فيما بينها، مع إغفال النظر عن المستويات الوظيفية، والحرص على الاستمرارية في تقييم أداء العاملين بصورة موضوعية لترسيخ وتوثيق مبدأ مكافأة التميز والإبداع.

التحسين الدائم

يتحقق التحسين انطلاقاً من رغبة المنظمة بالاستمرار في تحقيق التحسين تدريجياً على كافة الأنشطة والخدمات والمنتجات بشكل جوهري، وغالباً مايستخدم أسلوب المقارنات المرجعية لغايات التحسين والتطوير المستمرة.

نشر ثقافة الجودة

يشترط على المنظمة نشر الثقافة بين مختلف الفئات العاملة داخل المنظمة بواسطة رسالة المنظمة المُصاغة بشكل واضح وجلي؛ بحيث تتضمن الجودة كونها الركيزة الأساسية لتقديم الخدمات، شريطة أن تمثل هذه رسالة المنظمة المُحرك الرئيسي للوظائف الإدارية في مختلف الإدارات والأقسام في المنظمة.

الصياغة الاستراتيجية لفلسفة إدارة الجودة الشاملة

يعكس هذا العنصر النهج الذي تتبعه الإدارة العليا، وفلسفتها في إدارة الجودة الشاملة في التوجه الاستراتيجي للمنشأة، ويكون التعبير عن مضمون المبادئ الأساسية للمنشأة وأهدافها في الرسالة أمراً مهماً وضرورياً.