الاعتقاد وقوة التغيير

الاعتقاد

كلّ إنسان يعقد قلبه وفكره على شيءٍ، أو قيمة، أو فكرة، فيصبح ذلك مسلّماً لديه ويصعب تغييره، فسمي هذا الشيء اعتقاداً وسمي كذلك عقيدة، وكلمة عقيدة في الأصل من عقد كفّ اليد في المصافحة، أو إبرام اتفاق، فاليد وهي في وضعية العقد هذه تعطي معنى القوّة في العلاقة والقوّة في الاتفاق أيضاً، وهناك أمور متعدّدة يعتقد بها الإنسان، وهي في حكم المسلّمات لديه، ذلك أنّ الاعتقاد هو بمثابة البرمجة الراسخة لما تعنيه الأشياء وتشير إليه، وكذلك كلّ ما تدركه النفس، ويترتب على الاعتقاد سلوك بشري ويكون على علاقة وطيدة به.

أنواع الاعتقاد

تشتمل حياة الإنسان على عدّة أنواع من الاعتقاد: منها:

  • اعتقاد في عالم القيم والمبادئ، وما ينبثق عنها من أخلاق وسلوك، وهذه تمثل حيّزاً كبيراً في حياة الإنسان وعنونةٌ لأنماط سلوكه، وهي اعتقادات راسخة في النفس والضمير.
  • اعتقاد في الدين والشريعة، كمكوّنات العقيدة الإسلاميّة وأركانها.
  • اعتقاد عن الذات، وهو ما يتصوره الإنسان عن نفسه وقدراته في ميادين الحياة المختلفة.
  • اعتقاد عن الماضي ومؤثّراته في الذاكرة، وهي تجارب معيّنة مرّ بها الإنسان، يرغب بها أو يرغب عنها.
  • اعتقاد عن المستقبل، ويشمل ما يتخيّله الإنسان في المستقبل وعلاقته به، وما يعتقد به بأنّه واجب الحدوث، ضمن توقعه ورؤيته وتصوّره، فمثلاً إنسان يمتلك قطعة أرض يعتقد أنّه لن يبيعها تحت أي ظرف، أو إنسان أرضه تحت نير الاحتلال ويعتقد أنه سيعود إليها لا محالة، أو إنسان في سجون الظالمين ويعتقد بأنّه سيخرج إن آجلاً أم عاجلاً.

علاقة الاعتقاد بقوة التغيير

إنّ علاقة التغيير بالاعتقاد أو العكس، إنّما تكون بحسب قوّة المعتقد، هل هو ايجابي أم سلبي، ومدى رسوخ هذا المعتقد في نفس صاحبه، هل قام على ثوابت ومسلّمات وقناعات ومبادئ راسخة يصعب تغييرها بناءً على ذلك، فلا بدّ إذاً من علاقة إيجابيّة بين الاعتقاد والتغيير، وفي كلا الاتجاهين من زاوية الاعتقاد أو من زاوية التغيير، فمثلاً متى كان الاعتقاد سلبياً فلا بدّ من تغييره، ومتى كان إيجابيّاً فيجب أن يحدث تغييراً إيجابياً في النّفس والسلوك، ويجب أن ينسحب هذا على كل مظاهر سلوك الإنسان في حياته.

سبل تغيير المعتقدات السلبيّة

من خلال ما سبق يتضح أنّ هناك حاجة لتغيير الاعتقادات السلبيّة في الحياة، فمن ذلك:

  • كتابة الخسائر والأضرار التي تترتّب على الاعتقادات السلبيّة.
  • تصوّر كيف يكون وضعه وحاله في ظلّ هذه القناعات والاعتقادات المسلّمة في أنماط سلوكه في الحياة.
  • كتابة الفوائد التي تترتب على هذا الاعتقاد.
  • تصوّر كيف يكون وضعه مع هذه الفوائد، وما التغيير الذي أحدثه
  • عمل أو كتابة مقارنة بين الحالتين.
  • استعمال الإيحاءات الإيجابيّة وترك الإيحاءات السلبيّة، فمثلاً يخاطب نفسه باستمرار: أنا أقدر على..، أنا أستطيع أن..، ولا يخاطب نفسه بـ: أنا لا أقدر على.. ،أنا لا أستطيع أن..، وهكذا.

عوائق تحول دون التغيير المنشود

هناك عوائق تحول بين الإنسان والتغيير، منها:

  • استسلام الإنسان للصورة السلبيّة التي يرسمها، ويضع بها نفسه.
  • الركون والرضا بالوضع القائم إيثاراً للدعة والراحة.
  • ضعف الثقة بالنفس، والاستسلام لقناعات الغير.
  • ترقب المجهول، والخوف منه، وما قد يحدث فيه من تضحيات نفسيّة ومعنويّة وماديّة.

إنّ الحاجة إلى سلامة الاعتقاد دائماً يجب أن تكون قائمة في نفس الإنسان، وفي ذات الوقت يجب أن يكون هناك دور إيجابي في حياة الإنسان نحو قوة التغيير، قوة التغيير لما هو سلبي من اعتقادات في الحياة، وقوة التغيير تأثراً ممّا هو إيجابي من اعتقادات، فهي العلاقة الإيجابيّة إذاً، التي يجب أن تنشأ بين الاعتقادات والتغيير.