كيف تصبح طالب علم
القراءة
لا يقتصر طلب العلم على تلقّي الطالب للعلوم فقط، وإنّما يتعدّاه إلى القراءة والمطالعة الذاتيّة، ومن هذا المنطلق يُمكن أن يُصبح الفرد طالب علم عندما تُصبح القراءة من أولويّاته، حيث إنّها تُساعد على تقوية أصول العلم، وتقوية الاستدلال والحُجّة، وفصاحة اللّسان لدى الطالب، ولذلك يُنصح بالمُداومة على القراءة والاطلاع قدر الإمكان، ومما جاء في ذلك الأبيات الآتية:[١]
ماتطعمّت لذّة العيش حــتّى
- صرت للبيت والكتاب جليساً
ليس شيء عندي أعز من العلم
- فما أبتغي سواه أنيساً
الالتزام بآداب طلب العلم
يتوجّب على الطالب الالتزام بمجموعة من آداب طلب العلم، وهي كما يأتي:[٢]
- الصبر: يجب على طالب العلم التحلّي بالصبر، فطلب العلم من معالي الأمور التي لا يتم نيلها إلّا بالتعب والتضحية، والصبر قدر المستطاع .
- الإخلاص في العمل: يجب إخلاص نيّة طلب العلم لوجه الله تعالى، والابتعاد عن الرياء، أو الاستعلاء.
- العمل بالعلم: يُعدّ العمل بالعلم أحد ثماره، ويُكره كتم العلم دون إفادة الآخرين به حيث قال الله تعالى: ((مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ))[٣].
- عدم هدر الوقت: يجب الحرص على اغتنام مختلف الأوقات في طلب العلم، فكلّ ساعة تمضي لا يُمكن تعويضها.
- الانضباط والإتقان: يجب الحرص على صحّة ودقّة المعلومات المُراد حفظها، ويكون ذلك بالاستعانة بأهل العلم، ثمّ مُباشرة الحفظ مع التكرار، والتذكّر بين الفينة والأخرى، وذلك حتّى يتمّ تجنّب نسيان المعلومات.
- اختيار الصديق الصالح: ينبغي مُصاحبة الأصدقاء الصالحين، حيث يُعينون الفرد على طلب العلم، والابتعاد عن أصدقاء السوء.
- التأدّب مع المعلّم: يُعتبر التأدّب مع المُعلّم أحد عناوين النجاح، والتقدّم، والتوفيق، ولذلك لا بدّ من إجلال المعلم، وتقديره، واتّخاذه قدوةً.
التفرغ لطلب العلم
يجب على طالب العلم أن يُفرّغ وقته لطلب العلم، والتعلّم، وذلك لأنّ الأعمال والانشغالات قد تقف عائقاً بين الفرد وطلب العلم، والقراءة، والمطالعة، والبحث، ولذلك يجب على طالب العلم أن يُفرّغ جُزءاً من وقته، وحياته، وجهده في تحصيل العلم، فقد قيل: أعط العلم كُلّك، يُعطِك بعضه.[٤]
التدرج في طلب العلم
ينبغي على طالب العلم التدرّج في طلب العلوم، ولا بدّ من الحرص على اتّباع منهجيّة مُعيّنة في ذلك، فالعلم لا يُؤخذ دفعةً واحدةً، وإنّما يتمّ تلقّي العلوم بطريقة تدريجيّة، ومُتتابعة، ممّا يتطلب خطوةً تلو الأخرى، وعلماً وراء علم، والانتقال من معرفة إلى معرفة أخرى، ومن فن إلى فن آخر، وهكذا تُفتح أبواب العلم، ويُصبح الفرد طالب علم.[٤]
المراجع
- ↑ فهد العماري، “برنامج مقترح لطالب العلم المبتدئ”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-10-2018. بتصرّف.
- ↑ “آداب طالب العلم”، www.islamqa.info، 20-5-2001، اطّلع عليه بتاريخ 24-10-2018. بتصرّف.
- ↑ سورة الجمعة ، آية: 5 .
- ^ أ ب عاطف عبدالمعز الفيومي (19-2-2015)، “المنهجية في طلب العلم وآدابه”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-10-2018. بتصرّف.