أهمية التدريب الميداني للطلاب
التدريب الميدانيّ
يمكن تعريف التدريب الميدانيّ بأنّه مجموعة من المهارات، والخبرات، التي يتمّ تقديمها إلى الطلّاب ضمن إطار مُؤسَّسي، أو ضمن أحد مجالات المُمارَسة، بحيث يتمّ اكساب المعرفة بشكل واعٍ ومقصود؛ بهدف نَقْل الطلّاب المُتدرِّبين من مُستوى المعرفة المحدود من حيث: المهارات، والاتّجاهات، والفَهْم، إلى مُستوىً أفضل يُمكِّنهم من مُمارَسة الخدمة الاجتماعيّة بشكل مُستقِلّ في المستقبل، كما أنّ التدريب الميدانيّ يُمثِّل العمليّات التي تتمّ من خلالها مُمارَسة الأعمال الميدانيّة باستخدام مجموعة من الأُسُس؛ وذلك بهدف مساعدة الطالب على اكتساب المعارف المختلفة، والخبرات الميدانيّة، والمهارات الفنّية، بالإضافة إلى تعديل السِّمات، والسلوكيّات الشخصيّة لديه، بحيث يُساهم ذلك بشكل كبير في النموّ المهنيّ للطالب، من خلال الرَّبْط بين المعرفة النظريّة، والتطبيق العَمَليّ، بالإضافة إلى الالتزام التامّ بمنهج تدريبيّ يتمُّ تطبيقه في مُؤسَّسات مُعيَّنة، مع ضرورة وجود إشراف مهنيّ.[١]
أهمّية التدريب الميدانيّ للطلّاب
يُعتبَر التدريب الميدانيّ ذا أهمّية كبيرة لبرنامج إعداد الطلبة، ونذكر فيما يلي أهمّية، وفوائد التدريب الميدانيّ:[٢]
- يُمثِّل التدريب الميدانيّ مجال الخبرة الأُولى للطالب، من خلال تطبيق ما تَعلَّمه في البيئة الحقيقيّة، والواقع.
- يُعطي للطالب فرصة التعامُل مع مختلف الضغوط التي قد يُواجهها ويتعرَّض لها عند الانخراط في سوق العَمَل.
- يساعد الطالب على تطوير مدى فَهْمه لإجراءات العمليّة التعليميّة.
- يُعزِّز مهارات التعليم الفرديّ لدى الطلبة.
- يُتيحُ الفرصة للتفاعُل، والتعاوُن مع المُعلِّمين، والمُدرِّبين ذوي الخبرة في مجال العَمَل.
- يَمنحُ الطلبة مستوىً عالٍ من الشعور الإيجابيّ، والرضى نحو المهنة التي يرغبون في تَعلُّمها.
- يساعد الطالب على فَهْم احتياجات، وخصائص الفئة التي يعمل معها، ومعرفة الأدوات، والوسائل التعليميّة المُستخدَمة مع هذه الفِئة.
- يُعتبَر التدريب الميدانيّ وسيلة فعّالة؛ لمساعدة الطالب على اكتساب قدرات ومهارات جديدة لم يكن يمتلكها، وتُمكِّن هذه المهارات الطالب من توسيع مفاهيمه، وتعديل اتّجاهاته، وترسيخ قدرته على الابتكار، والإبداع، والتجديد.[٣]
- يساعدُ الطالب على التخلُّص من العادات السلبيّة، والاتّجاهات الضالّة التي قد تُعيقُه عن التلاؤم مع التقدُّم السريع والكبير في حجم المعرفة، وكَمِّ المعلومات الهائل، وتحقيق أفضل الطُّرُق الفنّية؛ للحصول على المعرفة.[٣]
- يَربطُ بين الجانب النظريّ (المعرفة المُكتسَبة)، والجانب العَمَليّ (العمل المُنتَج)، من خلال مساعدة الطلبة على المرور بالخبرات المُخطَّطة والمُبرمَجة، سواء كانت تربويّة، أو اجتماعيّة، أو ثقافيّة.[٣]
- يُنشِئُ التدريب الميدانيّ الطالبَ على حبّ العمل المفيد والنافع للمجتمع، وتقدير قيمة التفاعُل، والارتباط المُشترَك مع المجتمع الذي يُوجَد فيه، وذلك من خلال التعرُّف المباشر على الثقافات المختلفة، والبيئات، التي لم يجد الفرد تفسيراً لها في المناهج التعليميّة، أو غُرَف المُختبَرات العَمَليّة.[٣]
أهداف التدريب الميدانيّ للطلّاب
يهدف التدريب الميدانيّ إلى تزويد الطلّاب بالخبرات، والمهارات، والمعارف اللّازمة؛ لممارسة المهنة التي ينوي تعلُّمها، وممارستها؛ ولذلك يجب تصميم برنامج التدريب الميدانيّ بما يضمن تحقيق جُملة من الأهداف، من أهمّها:[١]
- إكساب الطلّاب المُتدرِّبين كافّة الاتّجاهات السلوكيّة التي ينبغي أن يَتَّصف بها المُختَصّون في مجاله؛ حتى يتحقَّق له النجاح في المهنة التي يرغب في تعلُّمها.
- مَنْح الطلّاب المُتدرِّبين الفرصةَ لترجمة مختلف المفاهيم النظريّة، والمعارف التي اكتسبَها خلال المرحلة الدراسيّة، إلى جُملة من المُمارَسات التطبيقيّة، والعَمَليّة على أرض الواقع.
- إكساب الطلّاب المُتدرِّبين كافّة المهارات الفنّية اللازمة للعمل الميدانيّ.
- مساعدة الطلبة المُتدرِّبين على اكتساب قِيَم وأخلاقيّات المهنة، وذلك من خلال الانخراط في المُمارَسات الميدانيّة، وتنمية الذات المهنيّة.
- خضوع الطلّاب لعادات العمل المهنيّ؛ حتى يستفيدوا منها في مجال عملهم في المستقبل.
- مَنْح الطلّاب المُتدرِّبين القدرات والمهارات المختلفة والضروريّة لتنفيذ عمليّة التسجيل، وِفْق الأصول الفنّية.
- مَنْح الطلّاب المُتدرِّبين الخبرات الميدانيّة الأساسيّة المُتَّصلة بعمليّات المُمارَسات المهنيّة، ومثال هذه الخبرات: التشخيص، والدراسة، والعلاج، والتقويم.
- إتاحة الفرصة للطلّاب المُتدرِّبين لاكتساب خبرات، ومعارف، ومهارات العمل الجماعيّ على مُستوى الفِرَق، سواء كانت مع زملاء الفريق، أو مع المُختَصِّين في مجالات المِهَن الأُخرى.
معايير تقويم طلّاب التدريب الميدانيّ
يتمّ تقويم طلّاب التدريب المهنيّ بناءً على معايير أساسيّة، نذكرها فيما يلي:[١]
- السلوك المهنيّ والشخصيّ: حيث يتمثّل تقويم الطلّاب بناءً على هذا المعيار بما يلي:
- التمتُّع بالشعور الإيجابيّ والفاعل عند التعامُل مع الآخرين.
- ضَبْط النفس، والشعور بالاتّزان، عند التعرُّض للظروف والمواقف المختلفة.
- تحمُّل كافّة المسؤوليّات المهنيّة بدافع ذاتيّ، ودون ضغط من أيّ جهة.
- مدى الاهتمام بالمظهر الشخصيّ.
- المهارات المهنيّة العامّة: ويمكن تقويم الطلّاب باعتبار هذا المعيار على النحو الآتي:
- مدى مقدرة المُتدرِّب على التخطيط الفعّال لكيفيّة أداء الأعمال، والوصول إلى الإجراءات المناسبة؛ لإتمام المسؤوليّات بكفاءة تامّة.
- تمتُّع الطالب بالاستقلاليّة التامّة، ومقدرته على تحمُّل مسؤوليّة التعلُّم الذاتيّ، واكتساب المهارات، وتنميتها.
- مقدرة الطالب على العمل باجتهاد، ضمن حدود أهداف، وظروف المُؤسَّسة، واللوائح الخاصّة بها.
- مدى التعاوُن القائم بين الزملاء، وأعضاء الفريق الواحد، وتعاوُن الطلّاب مع العاملين في المُؤسَّسة، والمُؤسَّسات الأُخرى.
- وَعْي الطالب المُتدرِّب، وإدراكه لهويّته المهنيّة.
- مدى الاستفادة من عمليّة الإشراف.
- المهارات المهنيّة المُتخصِّصة: ويتمّ تقويم الطلّاب على أساس هذا المعيار على النحو الآتي:
- مقدرة الطالب المُتدرِّب على إنشاء علاقات مهنيّة مناسبة مع مختلف أنواع العملاء.
- مدى مقدرة الطالب على بناء مبادئ، وقِيَم، وأخلاقيّات المهنة، والسَّعْي للعمل ضمن إطارها.
- مقدرة الطالب المُتدرِّب على الوصول إلى دراسة عِلميّة مناسبة؛ لفَهْم موقف عميل المُؤسَّسة، والبيئة.
- توفُّر مهارات المُقابَلة عند الطالب المُتدرِّب.
- توفُّر مهارات العمل مع الجماعات الصغيرة.
- المقدرة على مُمارَسة جوانب العمل مع الأفراد، والأُسَر بشكل فعّال وناجح.
- المقدرة على إجراء البحوث المُتخصِّصة بالمجال المهنيّ.
- مدى تقديم الخدمات إلى المجتمع المُحيط بالطالب المُتدرِّب.
- مهارة الطالب في التسجيل.
- امتلاك الطالب المُتدرِّب للمهارات الكافية؛ بهدف تحليل المشكلات الاجتماعيّة التي قد يتعرَّض لها.
المراجع
- ^ أ ب ت أ.عبد المجيد بن طاش نيازي، أ.عبد العزيز البريثن، دليل التدريب الميداني للخدمة الاجتماعية ، صفحة15،16 ،5،6،7. بتصرّف.
- ↑ د. محمد الشهراني د. أحمد الدوايدة د. فيصل العامري د. عبد الهادي حيمور، ، دليل التدريب الميداني في التربية الخاصة، صفحة 14،15. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث نعمة محمود الطراونة، اثر التدريب الميداني لطلبة الإرشاد على اتجاهاتهم نحو العمل الإرشادي، صفحة 13. بتصرّف.