كيف أدرس مادة الرياضيات

علم الرياضيات

علم الرياضيات هو مجموعة من الأنظمة، والقوانين، والتطبيقات الرياضيّة، يتمّ تطبيقها في جميع مجالات الحياة العمليّة، ويختصّ علم الرياضيات بقياس الكميّات والمقادير، ويمكن اعتبار علم الرياضيات لغة ووسيلة عالَميّة مُكمِّلة للغة الطبيعيّة؛ حيث إنّها تتعامل مع الحقائق الكميّة، والعلاقات، والمسائل التي تشمل الفضاء، والأشكال، والمُعادَلات المُختلِفة.[١]

وقد نشأ علم الرياضيات من خلال قياس البشر لمشاهداتهم من الظواهر الطبيعيّة بالاعتماد على الفطرة، وخاصيّة الاهتمام بالقياس. فعلى سبيل المثال، قام البشر قديماً بقياس عمليّة تقسيم كميّات الطعام بين أفراد العائلة، وتقسيم الأراضي، والمحاصيل الزراعيّة، وغنائم الحملات الحربيّة، بالإضافة إلى إجراء القياسات اللازمة لتشييد الأبنية والمُدن.[١]

ويُعرَّف علم الرياضيات على أنّه “علم المِقدار المُتَّصل والمُنفَصل”، كما يمكن تعريفه على أنّه علمٌ تجريديٌّ ناتجٌ عن إبداع العقل البشريّ، بالإضافة إلى علم الحساب والجبر، والذي يُعرَف بأنّه العِلم الذي يتناول دراسة الأعداد وعمليّاتها، أمّا علم الهندسة فهو مُختَصٌّ بدراسة النقاط، والخطوط، والأحجام، والعلاقات في ما بينها.[١]

نصائح لدراسة الرياضيات

هناك العديد من النصائح والأساليب التي تساعد الطالب على فهم ودراسة مادة الرياضيات، ونذكر منها ما يأتي:[٢]

  • كتابة الحلول المُقترَحة كاملة؛ حيث إنّ كتابة جميع الخطوات أمرٌ يساعد على فهم كلّ جزءٍ من العمليّة المطلوبة.
  • التحقُّق من المسألة بعد الانتهاء من حلّها؛ وذلك للتأكُّد من صحة الجواب.
  • قراءة المسألة بتركيزٍ قبل البدء بحلّها، والانتباه لأيّ رسومٍ بيانيّةٍ، أو جداول، أو مُخطَّطاتٍ مُرافِقة للمسألة.
  • تحديد جميع الأرقام والمُعطَيات اللازمة لحلّ المسألة الرياضيّة؛ حيث إنّ بعض المُعطَيات قد تحتوي على تفاصيل غير ضروريّة.
  • القيام بحلّ الواجبات المنزليّة، وحلّ المزيد من التمارين، بالإضافة إلى حلّ التمارين الموجودة في الكتاب الدراسيّ، أو عبر الإنترنت.
  • الاستعانة بالمُعلِّم أو المُدرِّس؛ إذا واجهت الطالب صعوبات في فَهْم بعض المسائل.
  • الدراسة ضمن مجموعة دراسيّة، والتناوُب على حلّ المسائل، والتحقُّق من صحة الحلّ.
  • التفاعُل في الغرفة الصفيّة.

أهمية تدريس الرياضيات وأساليبه

ظهرت أهميّة دراسة الأسلوب الذي تتمّ من خلاله عمليّة التعليم، نتيجةً لاختلاف شخصيّات الطلاب، وطُرُق تفكيرهم، وأنماط تعلُّمهم، وساهمت دراسة تمّ إجراؤها في الكشف عن الأسلوب الذي يجب أن يُعامل به الطالب، وتكمُن أهميّة هذه الدراسة في عدة جوانب، نذكرها في ما يأتي:[٣]

  • استخراج أقصى ما يمكن من قدرات تعليميّة لدى الطالب، من خلال مساعدة التربويّين على توفير الخبرات التعليميّة، والأنشطة البحثيّة.
  • معرفة الوسط البيئيّ، والاجتماعيّ، والنفسيّ الذي يُفضِّل الطالب أن يتعلَّم فيه.
  • الكشف عن الحاجات الجسميّة، والانفعاليّة المُناسِبة لتعلُّم الطلبة، والتي تُساهِم في مُمارَسة الأنشطة.
  • إضافة أبعاد جديدة لأنماط التعلُّم المُفضَّلة لدى الطلبة بحالاتها المُركَّبة والبسيطة، وملاحظة كيفيّة مُراعاة ذلك من قِبَل المُعلِّمين.
  • المُساعَدة على إرشاد وتوجيه الطلبة إلى التخصُّصات الأكاديميّة، أو التخصُّصات المهنيّة، من خلال التعرُّف على أنماط تعلُّمهم المُفضَّلة، وتفعيل دور الإرشاد التربوي.
  • التعرُّف إلى مدى إدراك المُعلِّمين لأنماط التعلُّم المُفضَّلة لدى الطلبة، ثم تقييم المُعلِّمين بناءً على مدى مراعاة وتطابق أساليب تعليمهم لأنماط التعلُّم المُفضَّلة لدى الطلبة، والتأكيد على وجود الإشراف التربويّ.
  • مُساعدة المُختَصّين على تصميم وتكييف برامج، ومناهج تعليميّة تتضمّن خبرات مُتنوِّعة، بحيث تتلاءم مع أنماط التعلُّم المُفضَّلة لدى الطلبة.
  • توفير طُرُق خاصة مُحدَّدة تُعدِّل من أساليب التعليم، ومُعالَجة المواقف التي تعيق نمط تعلُّم الطلبة ونجاحهم الأكاديميّ، من خلال تزويد الطلبة بالاستراتيجيّات الدراسيّة التي تتطابق مع أنماطهم التعليميّة.
  • معرفة الأنماط المُفضَّلة للطلبة، ثم تغيير وتكييف فَهْمهم ومعرفتهم للمواقف التعليميّة داخل الغرف الصفيّة، وزيادة تحصيلهم العلميّ.

أنماط تعلُّم الرياضيات

تتعدّد الطُّرُق والوسائل التي يفضِّل المُتعلِّم استقبال ومعالجة المعلومات من خلالها، وفي ما يأتي ذكرٌ لبعضٍ منها:[٣]

  • التعلُّم البصريّ (المرئيّ): تُستخدَم هذه الطريقة للطلبة الذين يستطيعون ترجمة ما يرونه بشكل مناسب، ولديهم القدرة على إدراك العلاقات الصوريّة، وربطها مع بعضها البعض، حيث تعتمد هذه الطريقة على الإدراك البصريّ، والذاكرة البصرية، وذلك من خلال رؤية المادة التعليميّة، مثل الرسم البيانيّ، والأشكال الهندسيّة، واستخدام تقنيات العَرْض المُختلِفة.
  • التعلُّم السمعيّ: تُستخدَم هذه الطريقة للطلبة القادرين على فَهْم، واستيعاب المعلومات التعليميّة المَسموعة، واستقبالها، ومُعالجتها بالشكل المناسب، وتتمّ هذه الطريقة من خلال سماع المادة التعليميّة، مثل المُناقَشات، والحوارات الشفويّة، وسماع المُحاضَرات المُسجَّلة على الأشرطة.
  • التعلُّم الكتابيّ: ويُفضِّل هذه الطريقة الطلبة الذين يستقبلون المادة التعليميّة من خلال القراءة والكتابة، كما يفضِّلون تدوين، واستقبال، ومعالجة جميع المعلومات التعليميّة، حيث يعتمد الطالب في هذه الطريقة على إدراك الأفكار ،والمعاني المقروءة والمكتوبة.
  • التعلُّم العمليّ: وهذه الطريقة قائمة على الإدراك اللمسيّ لتعلُّم الأفكار والمعاني، من خلال إجراء التجارب، والأنشطة الحركيّة، والمُمارَسات العمليّة.

أسباب تدنّي مهارات التعلُّم لدى الطلاب

خلال أزمنة وعقود طويلة، شاع استخدام النَّمط التقليديّ في تدريس العلوم داخل المدارس، وهو نمط يعتمد بشكلٍ كبيرٍ على الإلقاء، والتلقين، والحفظ؛ وذلك بسبب النظرة الخاطئة للعلم بشكل عام، والمناهج الدراسيّة والمادة التعليميّة بشكل خاص، حيث كان يُعتقَد أنّ العلم ما هو إلّا مجموعة من الحقائق، والقوانين، والنظريات، أمّا المَنهج فقد كان يُنظَر إليه على أنّه مُجرَّد موضوعات مُقرَّرة بين دفّتي الكتاب المدرسيّ، وقد أدّت هذه النظرة القاصرة لمفهوم العلم والمنهج إلى تدنّي مهارات التعلُّم لدى الطلاب.[٤]

أهميّة الرياضيات في الحياة اليومية

إنّ علم الرياضيات من أهمّ العلوم البشريّة، فمنذ بداية البشريّة على كوكب الأرض، أراد الإنسان معرفة الإجابة المناسبة للعديد من الأسئلة مثل “كم العدد، وما حجم شيء ما”؛ لذا ظهرت الحاجة إلى اختراع علم الحساب، وعلم الجبر؛ لتسهيل العمليّات الحسابيّة، كما تمّ ابتكار علم الهندسة؛ لحساب القياسات والأشكال، وعلم المثلثات؛ لتحديد موقع الجبال العالية والنجوم، وبذلك أصبح الرياضيات دعامة الحياة المُنظَّمة إلى وقتنا الحاضر؛ حيث إنَّه ليس هناك علم، أو فنّ، أو تخصّص إلا وكان علم الرياضيات مفتاحاً له، وسبيلاً لإتقانه وضبطه، ومن غير الأعداد والدلائل الرياضيّة لن يكون الإنسان قادراً على اتِّخاذ قرارات، أو حسم مسائل عديدة في حياته.[٥]

المراجع

  1. ^ أ ب ت نائل جواد الناطور، أساليب تدريس الرياضيات المعاصرة، صفحة 12-13. بتصرّف.
  2. “How to Study Math”, m.wikihow.com, Retrieved 18-4-2018. Edited.
  3. ^ أ ب رشيد عباس (2017)، تدريس الرياضيات – أنماط التعلم المفضلة لدى الطلبة، عمان- الاردن: دار الخليج، صفحة 31-32-35-36. بتصرّف.
  4. نبيهة صالح السامرائي (2014)، الإستراتيجيات الحديثة في طرق تدريس العلوم (الطبعة الأولى)، عمان- الاردن: دار المناهج للنشر والتوزيع، صفحة 11، 15، 23. بتصرّف.
  5. نائل جواد الناطور، أساليب تدريس الرياضيات المعاصرة، صفحة 19-20. بتصرّف.