خصائص التخطيط التربوي ومبادؤه

التخطيط التربوي

يعدّ التخطيط في المجال التربوي منهجاً سليماً، وأسلوباً جيداً، وطريقةً منظمةً للعمل، فالتخطيط عملية عقلية هادفةٌ ينتج عنها تحقيق الأهداف التي تم التخطيط لها بفاعلية، وهي تتطلب من المعلم المعد لها أن يكون على درجةٍ من الذكاء والتدريب والممارسة، فهي تعتمد على نظرة المعلم وتصوره للمنطق التعليمي ضمن الإمكانيات والقدرات المتاحة، والخطة الموضعة قد تشمل مقدار سنة كاملة وقد تكون لفصل واحد فقط، أو قد تكون أقصر من ذلك بكثير، كأن تُعَدُّ لحصةٍ واحدة أو أكثر.[١]

خصائص التخطيط التربوي ومبادؤه

يقوم التخطيط التربوي على مجموعة من المبادئ والخصائص، منها:[٢]

الواقعية

الواقعية في التخطيط التربوي تعني معرفة الواقع القائم عليه النظام التربوي، وعلاقته بالمجالات الأخرى المختلفة، وهذا شرط أساسي في كون الخطة التربوية واقعية عند وضعها، أي قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، فلا توضع خطةٌ خياليةٌ ينصدم بها المنفذون على أرض الواقع لعدم وجود الإمكانيات المطلوبة، وحتى يكون التخطيط واقعياً يجب مراعاة ما يأتي عند وضعه:[٢]

  • الظروف التي يعيشها المجتمع والبناء الاجتماعي القائم.
  • الموارد المتاحة كالموارد البشرية والمادية.
  • الهياكل التربوية الموجودة ومقدرتها على استيعاب احتياجات ومتطلبات تنفيذ الخطة.
  • تقييم الإمكانيات المتاحة للتمويل، بحيث تناسب الخطة الموضوعة؛ فلا يحتاج تنفيذ الخطة أكبر أو أصغر مما هو مُتاح من الإمكانيات.

المرونة

يُقصد بها قابلية الخطة الموضوعة للتحويل، والتبديل، أو التغيير التي قد يطرأ على التخطيط التربوي سواءً كان تغييراً جزئياً أم كلياً، وذلك إذا دعت الحاجة إلى ذلك عند التنفيذ، وهذا التغيير أو التعديل في الخطة لا يعني بالضرورة عدم وجود أهدافٍ ثابتة بالتخطيط؛ إنّما هو تعديلٌ جزئيٌ ليتم على ضوئه تحقيق الأهداف المطلوبة، وبمعنى آخر فإنّ المرونة المقصودة في التخطيط التربوي هي التي ترتبط فقط بالمجال التِقنيّ الذي يتأثر بالمستجدات الحاصلة وبمتطلبات الخطة.[٢]

الاستمرارية

تعني أنّ الخطة عند وضعها يجب مراعاة استمراريتها؛ أي أن تكون مرتبطةٌ بما قبلها من خططٍ ومُهيئةٌ لترتبط بخطةٍ لاحقة، فالتخطيط عملية مستمرةٌ، لا تعرف التوقف عند نقطةٍ معينة يستمر وجودها باستمرارية الحياة ومتطلباتها الدائمة، وهي خطة مستمرة لارتباطها بالعوامل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المختلفة التي يقوم التخطيط التربوي ويرتكز عليها.[٢]

الشمولية والتكامل

إنّ المقصود من الشمولية والتكامل أنّ الخطة يجب أن تكون شاملة لجميع عناصرها المختلفة، فهي بحاجة أن تكون فيها الوسائل التي تتحقق الأهداف بها، وكذلك الكيفية التي يتم بها توفير هذه الوسائل، وهذا ما تُبنى عليه الخطة الناجحة، فهي لا تغفل عن أحد عناصرها؛ نظراً لأهميتهِ ودورهِ في نجاح هذه الخطة.[٢]

التنسيق

يُقصد بالتنسيق الانسجام بين الأهداف المختلفة عند وضعها وصياغتها، فلا يكون هناك تعارضٌ بين هدفٍ وآخر، أو بين الأهداف الاستراتيجية الموضوعة والأهداف العملية، والتنسيق في التخطيط التربوي يشمل أيضاً تكاثف الجهود بين الجهات المختلفة المختصة بوضع الخطةِ، والجهات التي تُنفذها على أرض الواقع، ويكون التنسيق بين خبراء المعايير التقنية الذين شاركوا في وضع الخطة التربوية وبين الجهات الرسمية التي تنفذها وذلك يضمن نجاحها وتحقيق أهدافها.[٢]

المستقبلية

إنّ المستقبلية تعني الصياغة العلمية المنهجية للأهداف التي تم وضعها، وبيان الإجراءات الضرورية لتحقيقها للتغلب على المشكلات المختلفة التي قد تطرأ أثناء تنفيذ الخطة، والتخطيط التربوي السليم والناجح يجب أن يُراعي المستقبل أثناء وضعه، بحيث يشتمل على مدى زمني قريب يتراوح بين السنة والسنتين، ومدى متوسط يتراوح بين الأربع والخمس سنوات، والمدى الزمني البعيد الذي يتراوح بين العشر سنوات إلى خمسة عشرة سنة، ورغم أنّ المدى الزمني البعيد يفتقر إلى الدقةِ في تحديد الأهداف وتحقيقها، إلا أنّه يبقى وجوده ضرورياً عند الأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات المستقبلية للفرد في كافة قطاعات المجتمع.[٢]

تعريفات التخطيط التربوي

يُمكن تعريف التخطيط بأنّه مجموعةٌ من الأعمال المحددة التي يقوم بها الشخص من أجل تحقيق هدفٍ ما، فهو يعتمد على النظرة المستقبلية للأمور، والتنبؤ بالمشكلات قبل حدوثها لمواجهتها وإيجاد الحلول لها، وهناك العديد من التعاريف التي وضّحت مصطلح التخطيط، منها:[٣]

  • التخطيط مجموعة من الدراسات تقوم على تقديرات نوعيّة، وكمّية موجودة في المجتمع وتعتمد على مواردهِ، والهدف منها تكوين صورة مستقبلية ناجحة.
  • التخطيط هو وسيلة عملية تجمع بين القوى والقدرات، وتنسق الجهود المبذولة وتنظم الأنشطة في إطارٍ واحدٍ، ويمكن من خلاله الاستفادة من قدرات وإمكانيات الأفراد، ومحاولة استغلالها للوصول إلى أهدافٍ معينةٍ تخدم حاجات المجتمع، وتعمل على ارتقائه إلى حياةٍ أفضل.
  • التخطيط هو مجموعةٌ من الإجراءات التي تُتخذ من أجل تحقيق أهدافٍ مرسومةٍ ضمن الإمكانيات المادية والبشرية الموجودة، وبالوسائل المتاحة.
  • التخطيط وسيلة تُستعمل لإحداث التغيير المطلوب في المجتمع، بهدف توجيه التطور الاقتصادي، والاجتماعي، والسياسي، بوسائل جديدة من أجل تحقيق أهدافٍ مُحددة ضمن مدةٍ زمنيةٍ ومكانيةٍ مُعينة.
  • التخطيط هو الأسلوب العلمي السليم الذي يسعى المُخطِط من وضعه إلى تحقيق أهدافٍ معينةٍ، لرفع مستوى الإنسان الثقافي، والمعيشي، وهذا الأسلوب العلمي يتضمن تجميع الموارد البشرية والمادية واستخدامها بطريقةٍ مناسبةٍ؛ لتلبية احتياجات، ومتطلبات المجتمع المتزايدة.

عناصر التخطيط التربوي

إنّ من أهم عناصر التخطيط التربوي ما يأتي:[٤]

  • الأهداف: التخطيط يرتبط بالأهداف ارتباطاً قوياً، والأهداف هي الغايات التي من أجلها وُضع التخطيط ، وعليها يعتمد نجاح التخطيط التربوي السليم.
  • السياسات: إنّ عملية التخطيط التربوي تعتمد على وجود سياسات عامة وبرامج معينة تؤدي إلى نجاحهِ.
  • الإجراءات: هي مُوجِّهات العمل والتي يراها علماء الإدارة أنّها متابعات للأحداث التي تُستخدم لتحقيق الأهداف، فالإجراءات تُحدد وسيلة تنفيذ الأعمال والنشاطات في زمنٍ محدد، وهي أيضاً تحدد الخطوات التي يجب اتباعها لتنفيذ النشاطات في وقتٍ زمنيٍ معين.

المراجع

  1. داود حلس ومحمد أبو شقير، محاضرات في مهارات التدريس (الطبعة الأولى)، صفحة 81، جزء 1، بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ لخضر لكحل وكمال فرحاوي (2009م)، أساسيات التخطيط التربوي – النظرية والتطبيقية. (الطبعة الأولى)، الحراش – الجزائر: وزارة التربية الوطنية، صفحة 26 – 29، جزء 1، بتصرّف.
  3. لخضر لكحل وكمال فرحاوي (2009م)، أساسيات التخطيط التربوي – النظرية والتطبيقية. (الطبعة الأولى)، الحراش – الجزائر: وزارة التربية الوطنية، صفحة 17 – 18، جزء 1، بتصرّف.
  4. خلود بنت فاروق حضراوي (1428هـ – 1429هـ)، التخطيط التربوي في عهد الملك بن عبد العزيز وأثره في النهضة التعليمية الحديثة (الطبعة الأولى)، المملكة العربية السعودية: عمادة الدراسات العليا – كلية التربية، صفحة 20 – 21، جزء 1، بتصرّف.