مفهوم تنشيط الحياة المدرسية

الحياة المدرسيّة

إنَّ الحياة المدرسيّة هي البيئة التي يقضي فيها التلاميذ، والمعلّمون، والإداريّون معظم وقتهم، ويتفاعلون مع بعضهم البعض ضمن أُسس،وقواعد تعليميّة، ووسائل، وأنشطة منهجيّة ولامنهجيّة، كما أنّها المناخ التعليمي الأول الذي يحدّد ميول الطالب التعليمية لاحقاً، وهي الحاضنة التي يستطيع المشرفون على العمليّة التعليميّة من خلالها تعديل المناهج، ومراجعة مواطن القصور في العملية التربويّة، واختبار وسائل تعليم جديدة. [١]

تنشيط الحياة المدرسيّة

يُقصد بمفهوم تنشيط الحياة المدرسيّة جعل البيئة المدرسيّة نابضة ومُفعمة بالنشاط على الدوام، كما يُقصد به: جعل البيئة مرتبطة بواقع الحياة ومتطلباتها؛ فلا يقتصر دور عمليّة التعليم على التلقين والشرح كما كان سائداً من قبل؛ بل على محاورة الطالب وشرح المادة الدراسيّة بأساليب عمليّة تُمكّنه من الوصول إلى المعرفة وتطبيقاتها الواقعية في الحياة،كما أنّ نهر الطالب وتوبيخه خلال الحصّة أمر لم يَعُدْ يخدم العملية التربويّة والتعليميّة برمتها؛ فكيف لطالب فقد ثقته بنفسه، وبالواقع بفعل ذكريات أليمة في المدرسة، الحصول على وظيفة جيّدة أو تمثيل بلده بحدثٍ رياضي على مستوى العالم،لقد ظهر مفهوم تنشيط الحياة المدرسيّة نتيجة للحداثة والضرورة؛ فالنمطية التي كانت تحكم علاقة الطالب بالمعلّم، وتُحدد علاقة المعلّمين مع بعضم البعض، وعلاقتهم مع المدير أو المشرف التربوي، خلقت نتاجاً تعليميّاً مُتخلفاً يتمثل بتَخرُّج العديد من الطلبة الذين لا يمتلكون قدرات إبداعيّة، ولا يستطيعون الاندماج مع بيئة تعليميّة أكثر انفتاحاً. لا يتعلق مفهوم تنشيط الحياة المدرسيّة بالطلبة وحسب بل بالمعلم الذي يجب أن يُنمّي قدراته ويحرّر طاقته الدفينة خلال الحصّة الدراسيّة، ليصبح بذلك دعامة لطلبته، وموضع تأثير إيجابي في عملية التعليم.[٢]

كيفية تنشيط الحياة المدرسيّة

هناك العديد من الأمور والآليات المُتبعة من أجل تنشيط الحياة المدرسيّة، ومنها:[٣]

  • التخلص من النمطيّة التي تقيّد تطوير العملية التعليميّة، وذلك من خلال جعل العلاقة بين الطالب والمعلّم أكثر مرونة، ممّا يساهم في رفع مستوى فهم الطلبة، وإقبالهم على التحصيل الدراسي.
  • إمداد العملية التعليميّة بكل الوسائل الماديّة اللازمة لتطويرها؛ كتوفير التمويل المستمر لمشاريع الشراكة بين المدرسة ومؤسسات ثقافيّة مختلفة؛ كالمسارح والمراكز الموسيقيّة ناهيك عن المؤسّسات العلميّة، ومن شأن هذه الخطوة الكشف مُبكراً عن مواهب الطالب وقدراته الذهنية في مجال ما، ومنحه منصة قويّة تدعم تطور مواهبه.
  • تحييد الموروث الاجتماعي (العادات والتقاليد)عن الحياة التعليميّة؛ فبعض التخصصات كالطب والهندسة تجد إقبالاً لدى الكثيرين بسبب تقدير المجتمع لحَمَلَتِها على وجه الخصوص؛ في حين أنّ هذه التخصصات الدراسيّة ليست الطريقة الوحيدة لإحراز التميّز المهني.
  • التركيز على صنع جيل فاعل من الطلبة؛ فالمسألة ليست مرحلة دراسيّة وستنقضي، بل سنوات يكون فيها الطالب أمانةً ثمينة بين يدي المعلّم؛ لذا وجب على الأخير انتقاء ألفاظه وتعابيره، واعتماد الطريقة الأمثل في التعليم، بالإضافة إلى ضرورة بث الهمّة وروح التفاؤل بين طلبته على الدوام.

المراجع

  1. “أهمية دور المدرسة في التربية”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-7-2018. بتصرّف.
  2. “أساليب التربية الإجتماعية بين الأسرة والمدرسة”، dspace.univ-biskra.dz:8080، اطّلع عليه بتاريخ 17-7-2018. بتصرّف.
  3. “هل يمكن الاستغناء عن دور المدرسة في حياة الطفل”، alarab.co.uk، اطّلع عليه بتاريخ 17-7-2018. بتصرّف.