وسائل القياس في العصور القديمة

وسائل القياس

في عصرنا الحاليّ يتمّ استخدام وحدات مقادير محدّدة للقياس، سواء كانت لقياس المسافة، أم لقياس الأوزان، أو الوقت، وكلّ وحدة قياس تجزأت إلى وحدات أصغر لتناسب كلّ أنواع الحسابات، ولكن لم تكن الأوزان هكذا في الماضي فقد اعتمد الأوائل على طرق مختلفة للقياس والكيل.[١]

وسائل القياس في العصور القديمة

كانت الحضارات في بلاد الرافدين، وبلاد الشام، وبابل، والحضارة الفرعونيّة، هي من أوّل الحضارات التي استخدمت وحدات قياس الوزن، حيث اقتبسها جميعهم من بعضهم البعض، حيث استخدمت حضارة بلاد الرافدين النظام السداسيّ ومضاعفاته في الحساب، بينما حاول الآثاريون بحساب المساحة بوحدات القياس المستخدمة اليوم مستندين إلى الأبعاد الثلاثية على مبانيهم الأثرية.
تعدّ وحدة (الذراع) من أوّل الوحدات المستخدمة عبر التاريخ، وطول الذراع ست قبضات، وطول القبضة أربع أصابع، بينما اعتمد البابليون على التربيع في حساب المساحة و(الموسارو) كانت أصغر وحدة قياس للمساحة. كما قام البابليون باستخدام وحدة (سيلا) أو (كا)، وكانت تستخدم لقياس السوائل، كما كانت وحدات قياس الوزن موحّدة عند معظم أهل الشرق، حيث كانت توزن باستخدام قطعة حجر معينة، أو قطعة معدن تحتفظ في كيس لمنع تعرّضها للعوامل الخارجية التي قد تؤثر على وزنها الأصليّ.
أما بالنسبة إلى العرب في الجاهليّة، و المسلمين الأوائل، فقد بدأ استخدام وحدات القياس على أسسٍ حسّية وغير علميّة، أو دقيقة، وكان هناك اختلافٌ شديدٌ بين أهل الجاهليّة على المكاييل و الأوزان، فكان البعض يكيل وكان البعض يزن وكان يباع الشيء نفسه عند البعض على عدده، وعند آخرين على وزنه.
بعد قدوم الإسلام ودخولِ عددٍ كبيرٍ من القبائل الأجنبية في الإسلام، فقد أحدث هذا الاختلاف وعدم الدقّة في الموازين خلافاً كبيراً، حيث أرادت كلّ قبيلة الاحتفاظ بطرق قياسها التقليديّة، فدعا الإسلام إلى إيجاد طرق قياس جديدةٍ ودقيقةٍ تناسب جميع القبائل، والتوقف عن استخدام الطرق العربيّة التقليديّة، مثل: الصاع. وكانت أهميّة الوصول إلى وحدات قياس دقيقة تكمن في تحديد مقدار الكفارات، ونصاب الزكاة، وطول مسافة السفر؛ لأحكام الصلاة.[٢]

نشأة وسائل القياس

حاجة الإنسان لاستخدام الموازين ظهرت منذ بداية نشوء الحضارات، وتعدّدت مقاديرها من مدينة إلى أخرى، وعندما بدأ الناس بتبادل البضائع فيما بين الدول أو الدويلات، و ظهور العملات والشراء، كان للأمر صعوبة كبيرة عند اختلاف مقادير القياس، وظلّ الأمر على هذه الحال حتّى المبادرة الفرنسيّة في عهد الملك لويس السادس عشر.
في عام 1799م، تمّ تحديد طرق القياس عالميًّا، بتحديد طول المتر( المتر المعياريّ) وهو قضيب من البلاتين ، و(الكيلوغرام المعياريّ) وهو أسطوانة من البلاتين، وغيرها من المقاييس الأخرى، تحفظ هذه القاييس التي تعتبر من الطرق الأوليّة للقياس في فرنسا في المعهد الدوليّ للأوزان.[٣]

المراجع

  1. “ادوات قياس الكتله والوزن قديما وحديثا”، alhoussainy.net.
  2. “وحدات قياس”، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 30-6-2018. بتصرّف.
  3. وليد الفارس، “علم القياس (تعريفه –تاريخه – تطبيقاته)”، sqc، اطّلع عليه بتاريخ 30-6-2018. بتصرّف.