عمل التلسكوب

التلسكوب

التلسكوب عبارة عن آلة تقرّب الأشياء البعيدة لرؤيتها بوضوحٍ، وقد ساعد اختراع التلسكوب على دراسة الكواكب والنجوم والأجرام السماوية المختلفة، وقد كان العالم المسلم ابن الهيثم أول من تحدث عن كيفية إبصار الأشياء، فقد اخترع الكمرة للتصوير والكمرة أخذت من (القُمرة) وهي عبارة عن غرفةٍ معتمةٍ استخدمها ابن الهيثم للتصوير، حيث وضّح أنّ الرؤيا تتم اعتماداً على مقدار الضوء المنعكس أو الصادر من الأشياء على العين، فاستفاد العلماء لاحقاً من هذه النظرية في محاولة اختراع جهازيستقطب أكبر قدرٍ ممكنٍ من الضوء الصادر من النجوم البعيدة أو المنعكسة من الكواكب السابحة فكان التلسكوب.

مخترع التلسكوب

كان هانز ليبرشاي الهولندي، اختصاصِيّ النظارات، أول من صنع تلسكوباً سنة 1608م، حيث ركّبَ عدستين زجاجيتين في أنبوبٍ ضيقٍ فلاحظ أنّ الرؤيا تبدو أوضح بالنسبة للأجسام البعيدة وبعدها بما لا يقل عن سنةٍ ركَّب الفلكي الإيطالي جاليليو جهازاً يشبه جهاز ليبرشاي وكان بذلك أول شخصٍ يستعمل التلسكوب ليدرس به السماء واستطاع اكتشاف الكثير من الأشياء.

أنواع التلسكوب

تختلف التلسكوبات في الشكل والحجم حسب الاستخدام، فهناك بعض الأنواع تكون كبيرةً تشبه الطاسة العاكسة وقد يصل قطرها إلى 305أمتار، وفي بعض الأنواع قد تكون صغيرةً جداً كأجهزة النظر في البنادق، ونظارات الميدان المقربة، وتعد التلسكوبات البصرية أكثر التلسكوبات المعروفة، حيث ترى الضوء المرئي كما تفعل عيوننا، وهناك أنواعاً أخرى من التلسكوبات تراقب الإشعاعات التي تصدرها الأجسام في الفضاء، مثل: موجات الراديو والأشعة السينية.

اعتمدت صناعة التلسكوبات في البداية على العدسات وتسمى بالعدسات الكاسرة، ويوجد أكبر تلسكوب من هذا النوع في مرصد يركس (Yerkes) في وسكنسن، حيث يبلغ قطر عدسته 102 سنتيمتر، وطول أنبوبته 18متراً.

مبدأ عمل التلسكوب

على الرغم من تنوّع التلسكوبات المستخدمة إلّا أنّ مبدأ عملها متشابهٌ، ويكون الاختلاف في التصميم ليخدم الهدف من صناعتها، حيث تُستعمل عدسة أو مرآة لتكوِّن صورة لجسم من الأجسام في معظم هذه التلسكوبات، ثمّ يمكن لهذا الجسم أن يُرى من خلال عدسة المجهر، أو يتمّ تسجيله في فيلم ضوئي أو بأجهزة إلكترونية، ومن الأمثلة على التلسكوبات: التلسكوب الفلكي: والذي يقوم على مبدأ جمع أكبر قدرٍ ممكنٍ من الأشعة من الجرم السماوي البعيد، وتستخدم في ذلك إما عدسةً كبيرةً أو مرآةً مقعرةً كبيرةً، ثمّ تتجمع الأشعة في بؤرة العدسة أو المرآة لتكوّن صورةً حقيقيةً مصغرةً مقلوبةً للجسم، ثمّ يتمّ تكبير هذه الصورة ورؤيتها، أو يمكن تسجيلها على فيلمٍ حساسٍ أو نقلها كهروضوئياً إلى شاشة تليفزيونية.