بحث حول السلم والسلام

السلم والسلام

يُعرّف السلام لغةً بأنَّه الصلح، والعافية، والتسليم، والسلامة، بينما يُعرّف السلام اصطلاحاً بأنَّه الاستقرار الذي يسود المجتمع، وتسعى إليه المجموعات البشرية أو الدول، لتحقيق الانسجام ونبذ العداوة، فالتعريف هنا يشمل حالةً إيجابيةً مرغوبةً لتحقيق العدل والقضاء على الاستغلال، بعد أن كان المفهوم يقتصر على معناه السلبي الذي يربط عملية السلام بغياب الاضطرابات وأعمال العنف.[١]

يرتبط السلم والسلام بثلاثة مفاهيم في هذا المجال، منها مفهوم صنع السلام؛ الذي يعني مساعدة الأطراف المتنازعة على عقد اتفاق فيما بينهم للوصول إلى حالة من الاستقرار، ومفهوم حفظ السلام؛ الذي يعني منع الأطراف المتنازعة من شن الحروب ضد بعضها البعض، ومفهوم بناء السلام؛ الذي يعني بناء مجتمع قادر على تبني وترسيخ ثقافة السلام من خلال حفظ حقوق الإنسان، وتقبل الآخر، وقيم التسامح، والتعددية، والتنمية الاقتصادية، والتربية والتعليم، بالإضافة إلى تحقيق التوافق بين الفرد والبيئة، وبين الفرد والمجتمع.[١]

المنظمات الدولية المعنية بنشر السلام

توجد العديد من المنظمات الدوليّة التي تدعو دائماً إلى نشر السلم والسلام بين الدول من جانب، وبين سكّان الدولة نفسها من جانب آخر، ومن أشهر هذه المنظمات:[٢][٣]

  • عصبة الأمم المتحدة: تم إنشاء عصبة الأمم المتحدة بمقتضى معاهدة فرساي عام 1919، وذلك بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وانهيار الدول الأوروبية الكبرى، حيث حلّت محلها معاهدة الأمن الجماعي التي دعت جميع أعضاء المجتمع الدولي إلى نبذ الحروب وأعمال العنف، ومنع استخدام القوّة لحلّ المنازعات الدولية، وذلك بتنفيذ القرارات الدولية الصادرة عنها رغماً عن إرادة الدول الأعضاء في المنظمة. ومن أجل تحقيق الهدف الذي ترجوه عصبة الأمم المتحدة في حفظ السلم والأمن الدوليين، فكان لا بد من تعهد الدول الأعضاء بالالتزام باحترام القانون الدولي والقرارات التي تنص عليها المواثيق الدولية، والالتزام بعدم اللجوء إلى استخدام القوة في حل النزاعات، وإنشاء علاقات دولية وديَّة قائمة على الشرف والعدل. وعلى الرغم من الجهود المبذولة إلا أنَّ عصبة الأمم لم تستطع حلّ النزاعات القائمة، بسبب انشغالها في تعديل وإصلاح هيكلها التنظيمي، بالإضافة إلى فرض الدول الكبرى هيمنتها وإصرارها على التوسع على حساب شعوب الدول الأُخرى، مما أدى إلى فشل العصبة في تنفيذ خططها في نشر الأمن والسلم الدوليين.
  • منظمة الأمم المتحدة: بعد انهيار عصبة الأمم تمَّ عقد عدة مؤتمرات كانت من المؤشرات الأولى لإنشاء منظمة الأمم المتحدة، وأوّلها الوثيقة التي عُرفت بالميثاق الأطلسي، وبعدها تم الإعلان عن مؤتمر موسكو عام 1943م، الذي تمّ فيه الإقرار على إنشاء منظمةٍ تعملُ على حفظ السلام بين جميع الدول.
وفي عام 1945م تمّ عقدُ مؤتمر في سان فرانسيسكو، حيث تمَّ خلاله إعداد ميثاق المنظمة التي تهدف إلى حفظ الأمن والسلم الدوليين، وتسهيل التعاون في مجال القانون، وتنمية العلاقات الدولية بين الدول، والتعاون فيما بينها لحل المسائل الدولية، وتجدر الإشارة إلى أنّ ميثاق منظمة الأمم المتحدة عام 1945م كان يقوم على أساس المساواة بين الدول التي تريد السلام.

ومن الجدير بالذكر أنَّ الأمم المتحدة تتكون من أجهزة رئيسية تُعنى بشؤون السلم العالمي من أبرزها الجمعية العامة؛ وتعدّ جهاز التداول؛ حيث تضع السياسات في الأمم المتحدة، ولكل عضوٍ في الأمم المتحدة تمثيل في الجمعية العامة، ففي كل سنة تجتمع الدول الأعضاء للمناقشة العامة، والتي يحضرها زعماء العالم ويلقون فيها كلماتهم. ومجلس الأمن الذي تقع على عاتقه المسؤولية الرئيسية في صون السلم والأمن الدوليين، ويتكون من 5 أعضاء دائمين و10 غير دائمين تنتخبهم الجمعية العامة مدة سنتين. ومحكمة العدل الدولية التي تُعتبر الجهاز القضائي الذي يعمل على حلّ النزاعات بين الدول. بالإضافة إلى الأمانة العامة: التي تقدم خدماتها في إدارة عمليات السلام وإعداد دراسات عن حقوق الإنسان.

المعالم التاريخية التي ترمز لعملية السلام

توجد العديد من الآثار في شتى أنحاء العالم التي ترمز إلى السلم والسلام، ومن أشهر هذه الآثار:

  • جرس السلام الياباني، والذي يوجد في مدينة نيويورك، وشُيد بأمر من الأمم المتحدة ويعني السلام العالمي.[٤]
  • نافورة الزمن في شيكاغو الأمريكيّة، والتي ترمز إلى مرور مئة عام من السلام بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة.[٥]
  • قصر فريدينسبورغ (Fredensborg) في الدنمارك، والذي افتتحه فريدريك الرابع ملك الدنمارك في 11 أكتوبر من عام 1722م بعد معاهدة السلام التي وقعت بعد حرب الشمال العظمى.[٦]
  • حديقة السلام الدولية في منطقة أمريكا الشمالية، والتي تمّ إنشاؤها للاحتفال بالسلام بين الولايات المتحدة الأمريكية وكندا.[٧]

تحديات السلام في العالم المعاصر

يواجه العالم مجموعة من المعوقات التي تعرقل عملية حفظ الأمن والسلم في العالم المعاصر، نذكر أبرزها:[٨]

  • الصراعات الناشئة بين أقطاب العالم: والتي تملك حق النقض في مجلس الأمن، فهذه الدول تقدم مصالحها على مصالح أمن العالم واستقراره.
  • التعصب العرقيّ والدينيّ: التي ينتج عنها الكثير من الاضطرابات وأعمال العنف وتولد التطرف والإرهاب.
  • أطماع الدول الكبرى: وصراعها للسيطرة على المصادر الطبيعية والاقتصادية للدول النامية.
  • اختلال النظام الاقتصادي العالمي: مما ينتج عنه وجود مجتمعات فقيرة جداً بجانب وجود مجتمعات غنية، مما يؤدي إلى حالةٍ من الحقد والتذمر.
  • نقص الموارد المائية وزيادة السكان: إنَّ ندرة الموارد المائية المتجددة والارتفاع المتزايد لعدد السكان، أدى إلى بحث الدول عن أساليب جديدة في تطوير مصادر المياه التي تمر في حدود دولها دون مراعاة احتياجات الدول المجاورة لها.[٩]

المراجع

  1. ^ أ ب مركز هردو لدعم التعبير الرقمي، “دعوة إلى السلام، عن ثقافة السلام واللاعنف والتسامح ومفاهيم أخرى، عن مفهوم السلام”، hrdoegypt.org، اطّلع عليه بتاريخ 29-3-2018. بتصرّف.
  2. د. علي العقابي (2010)، العلاقات الدولية، دراسة تحليلية في الأصول والنشأة والتاريخ والنظريات (الطبعة الأولى)، صفحة 56، 57، 58، 59، 60، 61. بتصرّف.
  3. “الأمم المتحدة-الأجهزة الرئيسية”، www.un.org، اطّلع عليه بتاريخ 29-3-2018. بتصرّف.
  4. “جرس السلام يعود إلى مكانه في حديقة الأمم المتحدة”، news.un.org، 6-5-2015، اطّلع عليه بتاريخ 29-3-2018. بتصرّف.
  5. ” The Fountain of Time”, www.atlasobscura.com, Retrieved 29-3-2018. Edited.
  6. “Fredensborg Palace”, web.archive.org, Retrieved 29-3-2018. Edited.
  7. “WELCOME TO THE INTERNATIONAL PEACE GARDEN”, www.peacegarden.com, Retrieved 29-3-2018. Edited.
  8. عبدالعزيز التويجري (6-5-2017)، “رؤية إلى معوقات السلام”، www.alhayat.com، اطّلع عليه بتاريخ 5-3-2018. بتصرّف.
  9. عمار شرعان (17-4-2014)، “تحديات السلام في الشرق الأوسط”، democraticac.de، اطّلع عليه بتاريخ 29-3-2018. بتصرّف.