كيف توفي الدكتور إبراهيم الفقي

الصحة النفسية

مع تقدّم العلم والتكنولوجيا استطاع الإنسان فهم الجزء النفسي منه؛ فقديماً كان الاهتمام يتركّز على الناحية الفسيولوجية للجسم فقط ولم يتم التطرّق إلى الناحية النفسية، ولكن اليوم أصبح هناك العديد ممّن ينادون بأهميّة الصحة النفسية ووجود العقل الباطن الذي يُحرّك الإنسان ويقوده من خلال سيطرته على أفكاره، ومن هنا بدأ البعض يدرسون هذا الأمر دراساتٍ علميةٍ مبنيةً على التجارب والدراسات العميقة، ومن هؤلاء الذين اهتموا لشخصية الإنسان وجانبه الآخر وأنّه يستطيع أن يُحدّد مسير حياته الدكتور المصري إبراهيم الفقي.

إبراهيم الفقي

مولده ونشأته

وُلِد الدكتور إبراهيم في قرية أبو النمرس الواقعة في الجيزة في الخامس من شهر آب عام 1950م، ونشأ في مصر حيث درس في مدارسها، وقد كان حلمه أن يأخذ بطولة تنس الطاولة ويشغل منصب مدير أكبر الفنادق وركّز على هذه الأفكار؛ حيث كان يتعلّم وحده اللغة الإنجليزية واللغة الفرنسية واللغة الألمانية من دون مُدرّسٍ خاص على الرغم من أن المدارس التي درس فيها كانت باللغة العربية، كما أنّه كان يتدرّب يومياً على تنس الطاولة مدّة ستّ ساعات واستطاع فعلاً الحصول على بطولة مصر في تنس الطاولة لعدة سنواتٍ متتاليةٍ، كما أنه كان ممثّل مصر في البطولة العالمية عام 1969م التي عُقدت في ألمانيا الغربية.

قصة نجاحه

عندما بلغ الدكتور إبراهيم الخامسة والعشرين من عمره استطاع الحصول على وظيفةٍ في قطاع الفنادق في “فندق فلسطين” كرئيس قسم، ثمّ تزوّج عام 1977م من آمال الفقي، وسافر إلى كندا لبداية مشواره المهني هناك.

عندما وصل الدكتور إبراهيم إلى كندا بدأ عمله في غسل الصحون في أحد الفنادق الفرنسية، ولم يخجل من عمله على الرغم من أنه كان حاصلاً على ثلاثة دبلومات في إدارة الفنادق، وكان يجيد التحدث بثلاث لغات؛ بل على العكس اعتبرها فرصةً لمعرفة جميع أسرار الفندق وطبيعة عملهم واستمرّ على ذلك مدّة عامٍ كامل.

حصل الدكتور إبراهيم على عمل مساعد للطاولات، ولكنّه نظراً للتفرقة العنصرية التي كانت موجودةً في ذلك الفندق فإنه كلّما كان يحصل على جائزة أفضل عامل كانت تُلغى جائزته، ممّا جعله يترك الفندق حزيناً مكتئباً لا يحمل معه مالاً لرعاية زوجته وابنتيه، ولكنه لم ييأس وإنّما بدأ من جديد في جميع الأعمال؛ ففي الليل كان يعمل حارساً، وفي النهار كان يحمل الطاولات والكراسي في أحد الفنادق، وفي الوقت نفسه كان يُدرس الإدارة العليا في جامعة الكورديا في كندا، ثمّ استطاع الوصول إلى وظيفة مدرب في الفندق، وبعد ذلك أصبح نائب مدير الفندق، ثمّ انتقل إلى عمل مندوب مبيعات واستطاع جمع المبالغ الطائلة والمراتب العليا في البلاد.

كان الفقي كلّما يسقط يعود ويبدأ من جديد ويتعلّم من أخطائه السابقة، وألّف الكثير من الكتب واستطاع الحصول على الدكتوراة في الميتافيزيقيا (علم ما وراء الطبيعة)، وبدأ في إلقاء المحاضرات وهو ما يحبّه.

وفاته

وجد الدكتور إبراهيم الفقي ميتاً في شقته الموجودة في المجمع الذي يملكه في صباح يوم الجمعة في العاشر من شهر شباط من عام 2012م، وقد كان سبب الوفاة هو اختناقه بسبب اندلاع حريق هائل في المجمّع، كما أن شقيقته وخادمة من العائلة كانت تعمل لديه توفّيت أيضاً بسبب الاختناق.