ابن البيطار
ابن البيطار
خلَّدَ التاريخُ إنجازات العديد من العلماء العرب، ويُعَدّ ابن البيطار أحدهم؛ فهو عالمُ النباتات الشهير، والمُلقَّب ب(مُؤسِّس علمِ الصيدلةِ).[١] وُلِدَ ابن البيطار أبو محمد عبدالله بن أحمد بن البيطار ضياء الدين الماليقي في مدينة ملقا الأندلسيّة في أواخر القرن 12م، وتُوفِّيَ في دمشق عام 1248م،[٢]
يُذكَر أنّ والد البيطار كان مُختَصّاً بعلاج الحيواناتِ، إلى جانب أنّه كان حدّاداً، وقد حرصَ على أن يتلقّى ولده منه حِرفة البَيطرة، وقد تمّ ذلك فعلاً؛ فعندما بلغ ابن البيطار 10 سنوات من عُمره كانَ قد احترفَ مهنة والده، إلّا أنّه لم يكن يُحبّها، بل كانَ يقضي معظمَ وقته مُتجوِّلاً في الغابة، ومُتأمِّلاً للطبيعة، يجمع المعلومات عنِ الأشجار، والنباتات، والأزهار، ويُدوِّنها، وعندما أدركَ والده ميول ابنه إلى علم النباتات، سعى ليتلقَّى ابنه تعليمه على يد (ابن الروميّة)؛ وهو عالمٌ مُختَصّ بالنباتات، والأدوية، فانتقلَ معه إلى إشبيليّة، وأخذ عنه العلمَ الكثير، ثمّ انتقلَ إلى المغرب، واستقرّ في سبتة؛ حيثُ تلقّى العلمَ فيها على يد أبي الحجّاج، وأخذَ يدرس الكُتبَ اللاتينيّة، وينهل من علومها إلى أن قرَّر أن يسافرَ إلى اليونان التي عاش فيها 7 سنواتٍ.[١]
إنجازات ابن البيطار
قدَّم ابن البيطار للبشريّة إنجازاتٍ مهمّة قُدِّمت كأبحاث في الأعشاب، والصيدلة، ومن أبرز هذه الإنجازات:[٣]
- وَضع أساسيّات الأسلوب العلميّ المُتَّبع لإجراء التجارب المختلفة.
- وَضع دراسة في كتاب يُعَدّ موسوعة طبّية كبيرة؛ إذ تضمّ هذه الدراسة 1,400 مادّة مختلفة، معظمها تُعتبَر موادّ نباتيّة طبيّة، وخضروات، ومنها 300 نبات جديد لم يكن معروفاً من قَبل.
- تقديم وصف يشمل خصائص عدّة موادّ يصل عددها إلى 1,000 عنصر، منها: نباتات، ومعادن، وحيوانات.
- وَضع توقيت للأدوية، وتوضيح ماهيّة الأدوية التي يجب تناولها خلال الليل، والأدوية التي يجب تناولها خلال النهار.
- شَرح طريقة صنع الزيوت الأساسيّة باستخدام طريقة التقطير، وخاصّةً ماء البرتقال، وماء الورد، ووَصف استخداماتها، وأهمّيتها في صناعة الأدوية، والعطور.
- توضيح أهمّية استخدام بعض النباتات؛ لعلاج الأمراض المختلفة.
- اكتشاف دور الهندباء البرّية في علاج الأورام السرطانيّة؛ وذلك لامتلاكها تأثيرات مُضادّة للسرطان.
كُتب ابن البيطار
اشتُهِرَ ابن البيطار؛ لكونه صيدلانيّاً، وعالِماً مُتخصِّصاً في النباتات، ولديه في هذا العلم العديد من الكُتب، والمُؤلَّفات، والتي من أشهرها: كتاب الجامع في الأدوية المُفردة، والذي قُسِّمَ إلى 4 مُجلَّدات؛ حيث جمع ابن البيطار أكثر من 1,400 دواء في هذا الكتاب، منها أدوية أُعِدَّت باستعمال مُكوِّن واحد فقط، كما كتبَ فيه معلومات عن النباتات التي جمعها خلال رحلاته إلى الدُّول، بالإضافة إلى أنّه اقتبسَ في كتابه عدّة معلومات من كُتب الأطبّاء العرب، مثل ابن سينا، وتناولَ بعض موضوعاتهم بصورة نقديّة مُعتدلة.[٤]
وقد كتبَ ابن البيطار كتابه (الجامع في الأدوية المُفردة) باللغة العربيّة، ثمّ تُرجِمَ إلى اللغة التركيّة، والألمانيّة، والإغريقيّة، والفرنسيّة.[٤] ومن كُتبه المشهورة أيضاً كتاب المُغني في الأدوية المُفردة؛ وهو مُؤلَّف من 20 فصلاً كتبَ فيها أسماء الأمراض المُتعلِّقة بالرأس، والأذن، والعين، بالإضافة إلى مُستحضرات التجميل، ووصفَ الدواء المناسب؛ لعلاج المرض.[٢]
المراجع
- ^ أ ب عاطف محمد (2003)، ابن البيطار: مؤسس علم الصيدلة، مصر: دار اللطائف، صفحة 3-6،11،13،15،24. بتصرّف.
- ^ أ ب K.J.AhDlad (1923), Hundred great muslims, USA: Kazi Publications Inc, Page 171،172. Edited.
- ↑ Nor Borhan, Nuramirah Nor, Aminuddin Ruskam (2014 ), Ibn Al-Baitar: The Pioneer of Botanist and Pharmacist, Malaysia: Universiti Teknologi Malaysia, Page 3-6. Edited.
- ^ أ ب Prof. Dr. Sevgi ŞAR,Prof. Dr. Esin KAHYA, Dr. Adnan ATAÇ (2007), A comparative evaluation of the usage of some of the medical plants depending on the Ibn Baitar Works, Page 1،2 . Edited.