نبذة عن جابر بن حيان
جابر بن حيَّان
يعدُّ ابن حيَّان من أعظم العلماء في القرون الوسطى، واسمه أبو موسى جابر بن حيَّان بن عبد الله الأزديّ الكوفيّ، لُقِّب بأبي الكيمياء، وهو الذَّي وضع أسس الكيمياء الحديثة. كان والده حيَّان بن عبد الله عطَّاراً يملك دكَّاناً للعطارة، وكان من الدُّعاة إلى قيام الدَّولة العباسيَّة، هاجر والده من اليمن إلى خراسان للدَّعوة إلى الدَّولة العباسيَّة هناك؛ حيث وُلد جابر في قرية طوس في خراسان عام 102للهجرة.
عمل ابن حيَّان مع والده في دكَّان العطارة، وتعلَّم على يد والده علم العطارة والنَّباتات، والدَّواء وصناعته، وبعض علوم الكيمياء، قُتل والد جابر بن حيان بعد ذلك على يد الأمويين بعد أن اكتشفوا أمر دعوته إلى الدّولة العباسيَّة.
إنجازات جابر بن حيّان
بعد وفاة والد ابن حيان عادت عائلته للاستقرار في اليمن وأقامت فيها حتى قيام الدَّولة العباسيَّة، استقرّ ابن حيان بعد قيام الدولة العباسيَّة وزوال الدَّولة الأمويَّة في الكوفة، وسَكَن منزلاً كبيراً فيها، وفتح محلَّاً صغيراً للعطارة ليكسب منه المال، وبنى معملاً خاصاً به، وبدأ بالتَّوسع في دراسة الكيمياء واختبار أقوال الكيميائيين القدماء.
أخذ ابن حيَّان عن الإمام جعفر الصَّادق العديد من المعارف الكيميائيَّة، وقد كان الإمام الصَّادق قد اغترف علومه هذه من المصريين واليونان والهنود والصينيين، كما أخذ ابن حيَّان عن الإمام الصَّادق علومه اللُّغويَّة والشَّرعيَّة، وتلقَّى علومه أيضاً من مؤلَّفات خالد بن يزيد بن معاوية.
استقرّ ابن حيان بعد ذلك في بغداد، ومارس الطِّب في عهد الخليفة العباسيّ هارون الرَّشيد تحت رعاية وزيره جعفر البرمكيّ، وبعد فَتك الخليفة هارون الرَّشيد بالبرامكة، فرَّ ابن حيَّان من بغداد حفاظاً على حياته إلى أن تُوفِّي بالكوفة بعد حياة مليئة بالعطاء والعلم والإنجازات وقد تجاوز التِّسعين من عُمره. قال عنه أحد المفكِّرين الغربيين: (إنَّ فضل جابر على الكيمياء، كفضل أبقراط في الطب، وأرسطو وطاليس في علم المنطق، وإقليدس في علم الهندسة).
اكتشافات جابر بن حيَّان
كانت الكيمياء في عهد ابن حيان مجرَّد خُرافات تعتمد على الأساطير الأوليَّة، وتحكُمها نظريَّات غير صحيحة، وكان جابر ابن حيان أوَّل من أدخل التجربة العمليَّة في علم الكيمياء، وكان يؤمن بأن كمال العلم يكون بالتَّجربة، وهو أوَّل من استخدم الميزان في قياس كمِّيَّات المحاليل المُستَخدَمَةِ في تجاربه الكيميائيَّة، كما وصف ابن حيّان خطوات عمل التَّجارب، فقد وصف التَّبخير، والتَّقطير، والتَّسامي، والتَّبلور، والتَّكلس.
حضَّر ابن حيَّان العديد من المواد الكيميائيَّة مثل: كلوريد الفضَّة، والزَّرنيخ، كما اكتشف ابن حيَّان الصُّودا الكاوية، أو القطرون (NaOH)، وهو أوّل من استحضر ماء الذَّهب أو الماء الملكي، وأول من اكتشف حمض النَّتريك، وحمض الهيدروكلوريك، وحمض الكبريتيك وأسماه زيت الزَّاج، وأوَّل من فصل الفضَّة عن الذَهب بواسطة الأحماض.
صنع ابن حيان ورقاً غير قابلٍ للاحتراق، ومداداً مضيئاً من صدأ الحديد، كما أضاف جوهرين إلى عناصر اليونان الأربعة وهما: الكبريت والزِّئبق، وأضاف للعرب جوهراً وهو الملح، وهو أوَّل من اخترع جهازاً للتَّقطير، وأوَّل من حضّر الفلزّات وطوّر صناعة الفولاذ، وحسّن نوعيَّة الزُّجاج بمزجه بثاني أكسيد المنغنيز، وهو مخترع القلويَّات.
مؤلفات جابر بن حيَّان
ترك ابن حيان أكثر من مئة كتاب، وتنوَّعت مؤلَّفاته وتعدَّدت، ومن أشهرمؤلَّفات ابن حيان كتابه السَّبعين؛ الذي جمع فيه سبعين مقالاً عن أحدث ما وصلت إليه الكيمياء في عصره، وكتاب السُّموم ودفع مضارها، الذي قسَّمه إلى خمسة فصول، وقسَّم فيه السُّموم إلى حيوانيَّة وحجريَّة ونباتيَّة، وذكر الأدوية المضادَّة لها، ويعدُّ هذا الكتاب همزة الوصل بين الكيمياء والطِّبِّ، وكتاب أصول الكيمياء، وكتاب الموازين، وكتاب الزئبق، وكتاب الخواص، وكتاب الحدود، وكتاب الشَّمس الأكبر، وكتاب القمر الأكبر، وغيرها الكثير من الكتب.