سيرة جابر بن حيان

سيرة جابر بن حيان

جابر بن حيان بن عبد الله الأزدي، الكوفي الطوسي أبو موسى، أو أبو عبد الله، وقد كان معروفاً بالصوفي لزهده، وهو عالم مسلم برع في العديد من المجالات العلمية أهمّها: الكيمياء، والهندسة، والفلك، الفلسفة، والطب، وكان معروفاً في العالم اللاتيني المثقف خلال القرون الوسطى باسم geber، وقد لُقّب جابر بن حيان بجبر العلم، وذلك لأنه أنقذ علم الكيمياء من الضياع، وقد لُقّب أيضاً بأبي الكيمياء.

نشأة جابر بن حيان وتعليمه

هاجر جابر بن حيان مع والده من اليمن إلى الكوفة وذلك في أواخر عصر بني أمية، وكان لعمل والده في الصيدلة أثر كبير في بدايات جابر بن حيان في علم الكيمياء، وأخذ جابر عن علماء الكوفة، من أمثال الجعفر الصادق؛ حيث درس على يديه العلوم الشرعية والكيميائية واللغوية، كما أنه قد درس على يدي الحميري، كما أنه درس العلوم من مؤلفات ومصنفات خالد بن يزيد بن معاوية، وقد تمكّن من خلالها من النبوغ في مجال الكيمياء وقد أصبح بحق أبو الكيمياء، فقد وضع الأسس لبداية للكيمياء الحديثة، وقد توفّي جابر في الكوفة وقد جاوز التسعين من عمره بعد أن فرّ من العباسيين بعد نكبة البرامكة في عام 197 هـ.

الإسهامات العلمية لجابر بن حيان

تعتبر الكيمياء من أهم المجالات التي أبدع فيها جابر بن حيان؛ حيث إنه أدخل المنهج التجريبي في الكيمياء، كما أنه اخترع القلويات المعروفة في مصطلحات الكيمياء الحديثة التي تعرف بالألكان، وهو صاحب الفضل فيما عرفته أوروبا عن ملح النشادر، والبوتاس، وماء الذهب، كما أنّه أدخل عنصري المعمل والتجربة في الكيمياء والذي اعتمد على دقة التجربة والبحث، ويعتبر جابر بن حيان أحد روّاد العلوم التطبيقيّة؛ حيث تتجلّى إسهاماته في هذا الميدان في تحضير الفولاذ، وطلاء القماش المانع لتسرّب الماء، وتكرار المعادن، ودبغ الجلود، وصباغة الأقمشة.

نظريات جابر بن حيان

نظريات جابر بن حيان سبقت العلم الحديث بألف سنة ومن أهمّ نظرياته هي: أنّ كل الموادّ القابلة للاحتراق، والفلزيات القابلة للأكسدة تتكوّن من أصول زئبقية وملحية وكبريتية، كما أنّه قال من الممكن من الناحية النظرية تحويل المعادن الخسيسة إلى معادن ثمينة والعكس صحيح.

أهم مؤلفات جابر بن حيان

ألف جابر بن حياة ما يزيد عن المئة كتاب؛ اثنان وعشرون منها في مجال الكيمياء؛ منها كتاب السبعين الذي يعتبر من أشهر كتبه الكيميائية والذي يشمل سبعين مقالاً تتضمن ما توصل إليه في الكيمياء، بالإضافة إلى الكثير من الكتب في مجتلف الموضوعات من أهمها: كتاب الموازين، وكتاب القمر الأكبر، وكتاب إخراج ما في القوة إلى الفعل، وكذلك كتاب خواص أكسير الذهب، وكتاب الحدود، وغيرها.