عالم وطبيب فارسي
أبو بكر الرازي
عالم وطبيب فارسي مُسلم، وهو محمد بن يحيى بن زكريا الرازي، ويُكنى بأبي بكر، والذي يعتبر من أعظم الأطباء في التاريخ، حتى اعتُبِر بأنه المرجع الطبي الرئيسي لقارة أوروبا لمدة تزيد عن أربعمئة عام على الأقل. وقد ورد وصفه في كتاب (شمس الله تسطع على الغرب) لمؤلفته سيغريد هونكة، حيث قالت عنه أنّه (أعظم أطباء الإنسانية على الإطلاق)، ولم يأتِ هذا الوصف عبثاً، بل يعود لما قدّمه للعالم من إنجازات عظيمة ومؤلفات خدمت البشرية ولا زالت تفعل حتى وقتنا الحالي، ومن أهمها العقاقير، وخيوط الجراحة والمراهم وغيرها الكثير سنذكرها لاحقاً.
حياة ونشأة الرازي
وُلد الرازي في التاسع عشر من شهر نوفمبر سنة 923م في مدينة الري الإيرانية، الذي يصادف الخامس من شعبان سنة 311هـ، ونشأ وترعرع فيها، فقد عاش مرحلة شبابه في مدينة السلام، ودرس الطب في بغداد، ويذكر بأنّ ما يشيع حول تعلمه الطب بسن متقدمة أمر خاطئ حيث جاء ذكره في مخطوط بمكتبة بودلي بأكسفورد بأنّه كتب شيئاً عن تجاربه في حداثة سنه.
عاد الرازي إلى مسقط رأسه بأمر من حاكمها منصور بن إسحاق، وكان ذلك بعد أن أنهى دراساته الطبية في بغداد، وتولّى إدارة مستشفى الري وخلال هذه الفترة ألّف كتابه المشهور (المنصوري في الطب) ثم كتاب (الطب الروحاني) ليكمل كل منهما الآخر، حيث سلط الضوء في الأول على أمراض الجسم والآخر على أمراض النفس.
قررّ الرازي العودة إلى بغداد مجدداً لتولي رئاسة البيمارستان المعتضدي الجديد، والذي كان الخليفة المعتضد بالله قد أقامه خلال الفترة ما بين 892-902م، ويشار إلى أن الرازي كان قد شغل عدداً من المناصب في حياته العملية في الري وبغداد.
إنجازات الرازي
لم يكن الرازي طبيباً فقط بل فيلسوفاً أيضاً، إذ كان يعتمد على الفلسفة في وزن الأمور التي يواجهها في حياته، وعلى النظريات العلمية التي دوّنها من الأطباء الذين سبقوه في كافة المخطوطات القديمة، إلّا أنّه دأب على تقديم البحوث الطبية، أما في مجال علوم الفيزياء فهو من الرواد الأوائل في تعيين الكثافات النوعية للسوائل فابتكر ما يعرف بالميزان الطبيعي الخاص بذلك.
أما في علم الكيمياء فتمثل دوره بتقسيمه للمواد المعروفة في تلك الفترة إلى أربعة أقسام، وهي: المعدنية، والنباتية، والحيوانية، والمشتقة، بالإضافة إلى تقسيمه للمعادن، وتحضيره للحوامض، ومن أشهر مؤلفاته: الحاوي في الطب، وفهرست، والجامع الكبير.
وفاة الرازي
توفي الرازي بعد صراع مع العمى الذي ألّم به بعد إصابته بالماء الأزرق في عينيه، وبقي على حاله هذا حتّى وفاته في التاسع عشر من شهر نوفمبر سنة 923م في مسقط رأسه.