مراحل نمو الطفل عند فالون
مراحل نمو الطفل عند فالون
عُرف عالم النفس هرني فالون المولود في فرنسا باهتمامه في مجال النمو السيكولوجي للطفل، الأمر الذي دفعه إلى التقرب من الأطفال ومراقبة حركاتهم وسلوكياتهم وأفكارهم، وتمكن فالون خلال ذلك من تحديد مراحل النمو التي يمر بها الأطفال منذ الولادة وحتى بدء مرحلة الدراسة، وجزّأها إلى أربع مراحل متتالية مع التأكيد على أهمية كل مرحلة في حدوث المرحلة التي تليها.
مرحلة الاندفاع
تبدأ منذ لحظة الولادة وتستمر حتى بلوغ الطفل عمر الثلاثة أشهر، وتحدث بعد عملية التلاحم العضوي الحادثة خلال الفترة التي سبقت الولادة، وأهمّ ما يميّز هذه المرحلة اشتمالها على حركات اندفاعية خالية من الانفعالات المباشرة، مثل: صراخ الطفل وبكائه دون سبب محدد، والذي يدفع الأهل والوالدين إلى التجمّع حوله والاهتمام به.
مرحلة الانفعال
تستمر هذه المرحلة منذ بلوغ الطفل عمر الثلاثة أشهر حتّى بلوغه عمر السبعة أشهر تقريباً، حيث يبدأ النشاط الحركي لدى الطفل بالاستقرار، ويُلاحظ بدء نمو العلاقات العاطفية لديه وتطوّرها، وتتمثّل هذه المرحلة في بدء الطفل بالالتفات لمن حوله والتبسم له، بالإضافة إلى تأثّره بالأصوات والمواقف التي تحدث أمامه والتي قد تتسبّب في بكائه، أو تبسمه، أو خوفه، أو غضبه، وغيرها من الانفعالات.
المرحلة الحسية الحركية
تستمرّ هذه المرحلة منذ بلوغ الطفل الشهر التاسع من عمره وتستمرّ حتّى بلوغه العامين، وتمتاز بالتفات الطفل للعالم الخارجي والاهتمام به، مع البدء بمحاولة استكشافه وتمييز الأشياء والأغراض المنتشرة من حوله، كما تصبح حركاته أكثر انضباطاً وتنظيماً مع تقدّمه في العمر، ويتمثّل ذلك في تركيزه على تعلم الوقوف والمشي والتنقل من مكان إلى آخر قبل تعلم لفظ الحروف والكلمات.
مرحلة اكتساب الشخصية
تبدأ هذه المرحلة مع بلوغ الطفل العام الثالث من عمره وتنتهي مع بلوغه العام السادس من عمره، أي تبدأ في مرحلة الروضة وتنتهي قبل دخوله مرحلة التعليم الأساسي، ويطلق على الفترة الأولى من هذه المرحلة اسم أزمة المعارضة، وذلك لما ينتاب الطفل من مشاعر متعارضة خلال انفصاله عن بيته ووالديه والتحاقه بالروضة، وبدئه بالاتكال على نفسه، كما يبدأ بالشعور بالتحرر وإبداء رأيه في شئونه الخاصة والاعتراض على ما لا يعجبه، وتظهر عليه مشاعر الأنا وحب بالذات.
أما خلال مرحلة التدريس التي تمتد من عمر السبع سنوات حتى عمر الثانية عشر تبدأ الاهتمامات الموضوعية بالسيطرة على عقلية الطفل وتصرفاته، كما يبدأ بتكوين التفكير الفئوي، أي يكون الطفل شخصية متعددة الأوجه، فشخصيته التي يفرضها مع أسرته تختلف عن تلك التي يفرضها في مدرسته كما تختلف عن التي يفرضها أمام أصدقائه.